قبل أكثر من 200 عام، أسس الطبيب الألماني الشهير سامويل هانيمان علم الطب البديل، ليكون بذلك أحدث مجال طبي علمي على الإطلاق. وعلى مر العصور اكتسب الطب البديل ثقة مراجعيه إلى أن أصبح ثاني أكبر نظام طبي في العالم وفقاً لما أكدته منظمة الصحة العالمية، فهو يمارس في أكثر من 80 دولة ويستفيد منه ما يقارب 500 مليون شخص حول العالم، وتقدر حجم أسواقه في العالم بنحو 10 مليارات درهم، وتعتبر فرنسا السوق الاكبر بين هذه الأسواق بما يقارب 1.5 مليار درهم، تليها ألمانيا بنحو 990 مليون درهم تقريباً، ومن الملاحظ أن إجمالي الطب البديل يسجل نمواّ سنوياً بمعدل يقارب نحو 25%، لذلك من المتوقع أن يتخطى حجم السوق العالمي لهذا المجال الطبي لنحو 39 مليار درهم بحلول عام 2017. وفي إطار ذلك شهدت الإمارات نمواً ملحوظاً ورواجاً كبيراً للعلاج عن طريق الطب البديل بعد اعتماده رسميا عام 1995 بموجب القانون الاتحادي لتسجيل الأدوية المستمدة من مصادر طبيعية وتداولها داخل الدولة، ومنذ صدور القانون وحتى الآن بلغ عدد الأدوية العشبية المسجلة من قبل وزارة الصحة وفقا لشروطها ما يقارب من 400 منتج عشبي، وهو الأمر الذي أسهم في اتساع دائرة العلاج عن طريق الطب البديل، خاصة بعد زيادة عيادات الطب البديل في الدولة التي تحاول إثبات كفاءتها في علاج الأمراض المستعصية التي يحتاج عدد منها للتدخل الجراحي. وكان الدكتور أمين الأميري المدير التنفيذي لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، رئيس لجنة ترخيص الأدوية الطبيعية قد أعلن مؤخرا عن موافقة وزارة الصحة على تسجيل 3 أدوية عشبية بشكل نهائي وموافقتها على التسجيل المشروط ل 14 دواء عشبياً آخر وتعليق الموافقة على منتج واحد من جملة 18 دواء عشبياً. أمل جديد من جانبه أكد الدكتور موكيش بترا الخبير في هذا المجال أن الطب البديل يتميز بأنه ينظر إلى الجسم كوحدة متكاملة من المكونات الجسدية والنفسية، ويعمل على معالجة المشكلة من العمق، لذلك فهو يقدّم الأمل إلى العديد من الحالات التي تعتبر مستعصية. ومع إجراء التجارب السريرية للطب البديل في مختلف أنحاء العالم، يتجه اليوم ملايين الأشخاص لاختيار هذا المجال الطبي كأول خيار علاجي لهم، وقد كشف اختبار سريري أجري في أثينا، بأن عدد المرضى الذين تمكنوا من ضبط نسبة السكر في الدم عبر المزج بين دواء خفض معدل السكر في الدم وعلاج الطب البديل، قد تضاعف تقريباً لنحو (97%) مقارنة مع المرضى الذين اعتمدوا دواء خفض معدل السكر فقط حيث بلغت (47%)، إلى جانب ذلك أشارت دراسة مستقلة في بريطانيا أجريت في عام ،1980 بأن 82% من مرضى التهاب المفاصل الذين تعالجوا بالطب البديل قد أظهروا تحسناً كبيراً. كما أظهر مرضى السمنة المعالجون بالطب البديل، انخفاضاً ملحوظا بالوزن بمعدل 7.2 كلغ و 2.3 مؤشر كتلة الجسم مقارنة مع أولئك الذين يتناولون المهدئات والذين سجلوا انخفاضاً في الوزن بمعدل 4.7 كلغ و 1.5 مؤشر كتلة الجسم، وذلك وفقا لدراسة عشوائية أجريت في ألمانيا عام 1994. يُشار إلى أن هناك عقاراً (مصنوعاً من كبد وقلب البط البري)، كان قد نجح استخدامه في فرنسا خلال العام 1987 لعلاج وباء الإنفلونزا الناجمة عن فيروس “H1N1”. وأمام تلك الأبحاث والدراسات التي ثبت فعاليتها، اعترفت منظمة الصحة العالمية بالطب البديل كونه نظاماً طبياً مقبولاً وثاني أكبر نظام معتمد في المجال الطبي، مما ساهم في التأكيد على فعالية أدوية الطب البديل، حيث أظهرت الدراسات قدرتها على إحداث تغيير فيسيولوجي في حرارة الجسم. 3000 مصدر ولكونه أكثر فعالية في التعامل مع الأمراض فقد حرص العديد من الأوربيين على استخدامه لعلاج المشاكل المزمنة، مثل التهاب المفاصل، حساسية الربو أو مشاكل البشرة.. إلخ، والتي تتطلب وقتاً أطول للمعالجة باستخدام أي نظام طبي آخر. في الأمراض الدقيقة، مثل الحرارة، الإسهال الحاد، البرد والسعال. إلى جانب ذلك أكد موكيش انه يمكن اللجوء للطب البديل تفاديا لبعض الجراحات والتي من بينها الأمراض المتعلقة باللوزتين، البواسير، الشقاق، الناسور، تصريف الأذن المزمن، عجز الحبل الصوتي، الحصى في الكلى والمرارة، ألياف الرحم الصغيرة الحجم، أكياس المبيضات، والثآليل ومسامير القدم. وأوضح أن المكونات الأساسية لأدوية الطب البديل تتأتى من أكثر من 3000 مصدر مختلف، وهي مستمدة أساساً من النباتات والمعادن، ولتحقيق قبول أكبر، يتم وضع أدوية الطب البديل السائلة في كريات صغيرة، والتي تتسم بقدرة استيعابية كبيرة وبالتالي سهلة الامتصاص. وعلى الرغم من اشكالها المتشابهة، فإن كل دواء في الطب البديل مختلف عن غيره.