يتجه فن "السيرك" في لبنان الى التطور، مع تقديم فرقة محلية جميع اعضائها لبنانيون، عروضها المسرحية الاولى، فيما يتوقع اطلاق مدرسة لتعليم هذا الفن وتدريب المهتمين به بعد بضعة اشهر. وبينما اعتاد الاطفال اللبنانيون حضور عروض "السيرك" المستوردة، قدمت فرقة "سيرك لبنان" في الاسبوع الاول من يوليو/تموز الحالي ثلاثة عروض في بيروت. الفرقة "لبنانية مئة في المئة"، على ما يقول اسحق ابو ساري،وهو احد مؤسسيها، اذ تضم 25 لاعبا جميعهم لبنانيون، كبيرهم في الرابعة والعشرين وصغيرهم في العاشرة من عمره. ويقول ابو ساري: "نحن الفرقة اللبنانية الوحيدة التي قدمت استعراض سيرك على المسرح"، مضيفا غالبا ما كنا نقدم فقرات ترفيهية متفرقة، لكنها المرة الاولى نعتلي المسرح في استعراض شبه متكامل، واعتقد أنها بداية رائعة". وضم العرض الذي قدمته الفرقة 15 فقرة على مدى ساعة، تشمل العاب خفة وسحر ونفث النار ولوحات بهلوانية وسواها. ويوضح ابو ساري "تأثرنا بمدارس سيرك عدة،واخذنا من كل بلد شيئا: من الصين اخذنا رقصة الاسد، ومن فرنسا العصافير الملونة، ومن الولاياتالمتحدة استوحينا استعراض السحر،ومن التراث العربي استخدمنا الجمل". ويشير ابو ساري الى ان عروض الفرقة تعتمد حاليا على المهارات الجسدية والرقص والخدع البصرية والحيوانات الوهمية والسحر. وقد اسس ابو ساري وتييري انطونيوس "سيرك لبنان" رسميا في عام 2006، ويقول ابو ساري ان اعضاء الفرقة "بعضهم طلاب جامعات ومدارس، والسيرك بالنسبة اليهم هواية، في حين ان نحو 12 منهم احترفوا هذا الفن". ويتابع "كمدير للفرقة، احافظ على الافراد المحترفين والبي طلباتهم واسعى الى ان يتقدموا في التمرينات، وبعد خمسة اعوام اذا ترك احدهم الفرقة من الصعب ان اجد بديلا عنه". القسم الاكبر من اعضاء فرقة "سيرك لبنان" تدرب في روسيا واوكرانيا، ومنهم ابو ساري نفسه، الذي تابع دورات تدريبية في اوكرانيا. ويقول "شاركت في احياء حفلات ترفيهية في دبي، وهناك تعرفت الى مدربي سيرك من روسيا واوكرانيا ضمن مهرجان صيف دبي". وفي لبنان، وقبل ان يؤسس فرقته، انضم ابو ساري الى جمعية "ارك آن سييل" الاجتماعية غير الحكومية، التي كانت اول من استقدم فناني سيرك محترفين من "سيرك دو موند" (سيرك العالم) و"سيرك دو سولاي" (سيرك الشمس) من كندا، لتدريب مراهقين لبنانيين. ويقول المدير العام للجمعية فادي مجاعص "نفذنا المشروع في عام 2002 بهدف مساعدة الاولاد والمراهقين الذين يعانون مشاكل مدرسية او عائلية، على الاندماج الاجتماعي،عبر تدريبهم على فنون السيرك. وهذه الفرقة المستقدمة من كندا ظلت تعمل في لبنان حتى 2006 وكانت تأتي الى لبنان في مهمات لاربعة او ستة اشهر سنويا، حيث دربت اكثر من عشرة طلاب". ويضيف ان "هذه المدرسة ستطلق مع بداية موسم المدارس في اكتوبر/تشرين الاول بالتعاون مع سيرك العالم وسيرك الشمس، وسنسعى الى ان يتم ذلك بتمويل من وزارة الخارجية الكندية من طريق السفارة الكندية في لبنان، كما حصل سابقا".