على عكس المتوقع شهد استاد "إليس بارك" في جوهانسبرج حضورا جماهيريا ضعيفا قبل حفل افتتاح كأس العالم للقارات 2009 الذي بدأ وذلك بسبب الزحام المروري وصعوبة الوصول إلى أماكن الانتظار المخصصة لمختلف السيارات الخاصة والعامة. وعلى الرغم من فتح أبواب الاستاد قبل ساعتين ونصف الساعة أمام الجماهير اقتصر عدد الحاضرين في المدرجات على أقل من خمسة آلاف مشجع بينما تبلغ سعة الاستاد أكثر من 60 ألف متفرج في انتظار توافد باقي المشجعين قبل المباراة الافتتاحية للبطولة بين منتخبي جنوب أفريقيا والعراق. الافتتاح جاء بعد 5 سنوات من الاستعدادات رافقتها الشكوك حول قدرتها على استضافة مونديال 2010، الاول في القارة الافريقية، تطلق جنوب افريقيا الشرارة الاولى لنهائيات كأس العالم من خلال استضافة بطولة كأس القارات الثامنة اعتبارا من الاحد وحتى 28 الحالي بمشاركة 8 منتخبات بينها اثنان عرب هما العراق بطل اسيا ومصر بطلة افريقيا ووزعت المنتخبات على مجموعتين ضمت الاولى جنوب افريقيا واسبانيا والعراق ونيوزيلندا، والثانية البرازيل وايطاليا ومصر والولايات المتحدة. وستقام المباريات في اربع مدن هي جوهانسبورج وبريتوريا وبلومفونتين وراستنبرج وتعتبر كأس القارات الاختبار الحقيقي لقدرات جنوب افريقيا على استضافة كأس العالم بعد عام والتي رصدت لها الحكومة المحلية مبلغ 63 مليار دولار لتحسين منشآتها الرياضية وتحديث مواصلاتها واتصالاتها. وستكون الانظار مركزة على قدرة جنوب افريقيا على تنظيم هذا الحدث الكبير، الاول في كرة القدم منذ ان نظمت كأس الامم الافريقية عام 1996 وذلك بعد سنتين فقط من رفع الحظر الرياضي عنها بسبب انتهاجها سياسة التمييز العنصري في العقود الثلاثة الماضية وسبق لجنوب افريقيا ان نظمت العديد من الاحداث الرياضية التي خلت من الاحداث الامنية وجاءت روعة في التنظيم لعل ابرزها كأس العالم في الكريكيت وكأس العالم في الركبي. جاء اطلاق البطولة فى أربع مدن فى جنوب أفريقيا هى جوهانسبورج وبريتوريا وبلومفونتين وراستنبرج كتجربة أولى و إستعدادا لإنطلاق "البطولة الاكبر" كأس العالم التى ستقام العام القادم فى نفس التوقيت تقريبا و تفتتح مباريات البطولة بمبارة قوية و متكافئة حيث يستضيف فريق "البافانا بافانا " أو الاولاد جنوب أفريقيا منتخب العراق الشقيق بطل أسيا . و يعد هذا اللقاء هو الاهم للفريقين معا فى المجموعة التى تضم كلا من إسبانيا و نيوزيلاندا ، و ذلك لمعرفة الفريقين تماما بإمكانيات الفريق النيوزيلندى الضعيف تماما و بالتالى فصاحب النقاط الثلاث قد يقترب بشدة من الصعود للدور قبل النهائى إذا لم تحدث مفاجأة غير متوقعة فى ظل المكان الوحيد الشاغر كما تشير كل التوقعات الى صعود إسبانيا كمتصدر للمجموعة برصيد 9 نقاط كاملة نظرا لفارق الامكانيات الكبير بين الماتادور الاسبانى و باقى فرق المجموعة. و يحاول منتخب الاولاد إستغلال عاملى الارض و الجمهور لمساعدة الفريق على مواجهة أبطال القارات ، و تعد البطولة فرصة رائعة للفريق للوقوف على مستواه الحقيقى قبل إنطلاق كأس العالم العام القادم ، و أغلب صفوف الفريق مكتملة بإستثناء غياب نجم البافانا الاول ماكارثى نجم بلاكبيرن الانجليزى . و فى المقابل ، يدخل المنتخب العراقي اولى مبارياته في كاس القارات واعينه منصبه حول النقاط الكاملة امام صاحب الارض والجمهور منتخب جنوب افريقيا،وينوي المنتخب العراقي مصالحه جماهيره بعد خيبه الامل التي حققها الخروج من تصفيات المؤهله الى كاس العالم 2010 ومن ثم الاداء المحرج في خليجي 19 وذلك بالتاهل الى الادوار المتقدمه للبطولة التى تعد تعويضية للجماهير العراقية عن التأهل لكأس العالم . وقد تلقى المنتخب العراقى ضربه قويه باصابه صانع الالعاب قصي منير باصابه خطيره في ركبته مما اضطره الى القيام بعمليه جراحيه،وقام بخوض مباراه وديه مع قطر وانتهت لمصلحه الاخير بهدف نظيف ثم تعادل مع المنتخب البولندي في مباراة جمعتهما في جنوب افريقيا كاخر مباراة تحضيريه للبطولة وقام من خلالها بوضع التشكيلة الاساسيه للفريق . و فى المباراة الاخرى ، يلتقى المنتخب الاسبانى "بطل أوروبا" بنظيره النيوزيلندى "بطل أوقيانوسيا" فى مباراة يمكن وصفها "بالنزهة" للماتادور الاسبانى الذى يستعد ل الاطاحة بكل من يواجهة خاصة و أن المنتخب الاسبانى يعيش أفضل و أزهى فتراته و عصوره هذه الايام و يريد أن يثبت ذاته فى المشاركة الاولى له فى البطولة . وتبدو صفوف المنتخب الإسباني قويّة في جميع الخطوط بدءاً من الحارس المتألق ايكر كاسياس، ورباعي خط الدفاع سيرجي راموس وجيرارد بيكيه وكارليس بويول وكابديفيا، ورباعي خط الوسط تشافي هرنانديز وتشابي الونسو والبرتو رييرا وفرانسيسك فابريجاس والأخير سيحلّ مكان اندريس انييستا المصاب، في حين يقود خط الهجوم الثنائي الخطير فرناندو توريس ودافيد فيا. و يسعى الماتادور الى مواصلة إنتصاراته حيث أن الفريق فاز فى مباراياته 11 الماضية على التوالى و لم يتلقى أى هزيمة منذ 32 مباراة . و فى المقابل ، حذر هيربرت المدير الفنى لنيوزيلاندا أبطال القارات من قوة فريقه قائلا " لن نكون لقمة سائغة بعدما خسرنا أمام "أبطال العالم" إيطاليا بصعوبة 4-3 " و يحاول المنتخب النيوزيلندى محو الصورة السيئة التى ظهر عليها فى المشاركتين السابقتين خاصة و أن الفريق لم يفز فى أى مباراة و أحرز هدفين فقط فى تاريخه الضعيف جدا فى البطولة .