على عكس التصريحات التي أطلقها منظمو بطولة كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا وأشاعتها وسائل الإعلام في الفترة الماضية عن نفاد جميع تذاكر مباريات البطولة أصبحت المدرجات الشاغرة والإقبال الجماهيري الضعيف أبرز ظواهر البطولة الحالية والمشكلة التي تهدد نجاحها بالفعل. وعلى مدار الفترة الماضية كانت عناوين معظم الأنباء الخاصة بتذاكر البطولة "بيعت بالكامل" لكن المتابع لمباريات البطولة يستطيع اكتشاف عدم صحة هذه الادعاءات. وعلى مدار المباريات الأربع التي جرت حتى الآن لم تشهد البطولة الإقبال الجماهيرى المتوقع في بطولة كبيرة مثل كأس القارات أو الإقبال الذي أعلن عنه المنظمون في الشهور الماضية. وكانت المباراة الافتتاحية بين منتخبي جنوب أفريقيا والعراق هي الأكثر حضورا جماهيريا لكن مدرجات استاد "إليس بارك" في جوهانسبرج لم تمتلئ عن آخرها أيضا حيث وصل عدد المشجعين في المدرجات أكثر من 48 ألف مشجع رغم أن سعة الاستاد تبلغ 61 ألف مشجع. وفي الوقت الذي شهدت باقي المباريات وجود فريق واحد على الأقل من القوى الكروية الكبرى في العالم لم تشهد المدرجات الإقبال الجماهير المتوقع. وكانت نصف مدرجات استاد "فري ستيت" في بلومفونتين خاوية في مباراة المنتخبين البرازيلي والمصري رغم شعبية الأول في العالم كله وشعبية الأخير في قارة أفريقيا التي يمثلها في هذه البطولة. أما مباراتا أسبانيا مع نيوزيلندا وإيطاليا مع المنتخب الأمريكي فكانتا أقل حضورا من المبارتين الأخريين. ولذلك لم يكن غريبا أن يعلن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قلقه من ضعف الحضور الجماهيري في المدرجات واستيائه من المدرجات الخاوية. وأبرزت الصحف في جنوب أفريقيا استياء بلاتر أمس ومطالبته لرجال الاعلام في جنوب أفريقيا بحث وتحفيز الجماهير على حضور المباريات. بينما ركزت الصحف الصادرة الأربعاء على وعد من داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة للبطولة إلى بلاتر بأن تمتلئ مدرجات استاد "رويال بافوكينج" في مدينة روستنبرج بالمشجعين حيث يشهد هذا الاستاد المباراة الثانية لمنتخب جنوب أفريقيا في البطولة ويلتقي فيها نظيره النيوزيلندي. لكن المشكلة الحقيقية لا تكمن في مباريات منتخب جنوب أفريقيا وإنما في المباريات التي لا يكون صاحب الأرض طرفا فيها حيث أكدت الإحصائيات أنها لا تشهد إشغال نصف المدرجات وهو ما يزعج بلاتر وباقي مسئولي الفيفا. ونقلت صحيفة "ديلي صن" الجنوب أفريقية اليوم عن جوردان وعده قائلا "الليلة سيكون الاستاد ممتلئا عن آخره". وذكرت الصحيفة أن مسئولي الفيفا يشعرون بالقلق بعدما شاهدوا أكثر من 20 ألف مقعد في المدرجات خالية من الجماهير خلال مباراة أسبانيا مع نيوزيلندا رغم شهرة الفريق الأسباني بطل أوروبا ومتصدر التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة. ونقلت الصحيفة عن داني جوردان قوله "المقاعد الشاغرة مشكلة عظمى.. كأس القارات هي ثاني أكبر بطولة ينظمها الفيفا بعد كأس العالم.. تحدثت إلى بلاتر وأكدت له على ألا يشعر بالقلق فكل شيء في نطاق السيطرة". لكن المشكلة الحقيقية التي تزعج اللجنة المنظمة هي كأس العالم 2010 ففي الوقت الذي تجتذب فيه كأس القارات هذا الحضور الجماهيري الضعيف رغم مشاركة أبطال القارات وقوة المباريات وقلة عددها يتوقع أن يكون الإقبال الجماهيري أقل وأضعف في مباريات كأس العالم التي يصل عددها إلى أربعة أمثال مباريات كأس القارات كما يشارك فيها عدد من المنتخبات التي يقل مستواها كثيرا عن أبطال القارات. (د ب أ )