افتتح الاثنين في القاهرة مؤتمر هو الاول من نوعه متخصص في دراسة الصخور المستخدمة في بناء الاثار القديمة ومن بينها فنار الاسكندرية في مركز البحوث في جامعة القاهرة بمشاركة اكثر من مائة باحث عربي واجنبي. وقال المنسق العام لبرنامج "مديستون" الخاص بالمحافظة على المواقع الاثرية في منطقة البحر المتوسط ديفيد ديساندير ان الدراسة تهدف الى العمل على ترميم هذه الاثار وحمايتها في المستقبل من خلال تحديد المصادر التي جاءت منها هذه الحجارة واستخدام نفس الصخور لاعادة بناء وترميم هذه الصروح الاثرية. واشار الى ان المشروع "اختار ثلاثة مواقع اثرية هي فنار الاسكندرية في مصر الذي دمر اثر زلزال كبير خلال فترة حكم المماليك وبوفوليس في المغرب وديجميلة في الجزائر وهما موقعان تبقى الكثير من معالمها الاثرية". ويمثل الجانب المصري في هذا المؤتمر المسئول عن التنسيق الاوروبي المصري استاذ الترميم في كلية الاثار في جامعة القاهرة احمد شعيب الذي اوضح ان الفريق المصري الذي عمل خلال السنوات الثلاث التي استغرقها المشروع "قام باخذ عينات من الصخور التي شيد منها الفنار وذلك من الاجزاء الغارقة التي عثر عليها في الميناء الشرقي في الاسكندرية وبالقرب من قلعة قيتباي التي شيدت فوق اساسات الفنار". واكد شعيب أن مقارنة هذه النماذج بالمحاجر المصرية أثبتت ان صخور الديكور من الصخور النارية وغيرها عثر على المحاجر التي احضرت منها في اسوان ومن محاجر تقع بالقرب من القاهرة لكه لم يتم حتى الآن العثور على المحاجر الصخور الرسوبية وهي من الحجر الجيري الرملي. وقال شعيب أن الفنار بدأ تشييده في عهد خليفة الاسكندر الاكبر بطليموس الاول واستكمل في عصر ابنه بطليموس الثاني في عام 280 قبل الميلاد وكان ارتفاعه يصل الى 120 مترا الى 135 مترا على حسب روايات الراحلة الذين كتبوا عن الفنار. وكان الفنار حسب وصف الرحالة آنذاك مبنيا على ثلاثة اجزاء السفلي منها كان مربعا بارتفاع ستين مترا والدور الثاني من الفنار شيد على شكل مثمن وارتفاعه 30 مترا وجاء الجزء الثالث على شكل اسطواني ووصل ارتفاعه الى 15 مترا ويرتفع فوقه ثماني اعمدة تحمل المصباح الذي علته قبة عليها تمثال للاله البحر اليوناني بوسيدون. وكان المصباح هو اهم اجزاء البرج حيث قيل انه من كان يتشكل من صفائح معدنية مصقولة لعكس ضوء الشمس لتسدل السفن بها وفي الليل كانت تقوم بعكس اشعة النيران التي يتم اشعالها لهداية السفن وقيل انها كانت مصنوعة من المرايا المقعرة التي كانت تعكس اشعتها الى مسافات بعيدة. وكان المصباح والقبة التي تعلوه قد انهارت في احد الزلازل التي كانت تضرب الاسكندرية بكثرة في عصر احمد بن طولون في القرن التاسع الميلادي فقام باعادة بناء المصباح ووضع فوقه قبة خشبية. وحدث في عهد الظاهر بيبرس زلزارل اسقط حوالي 30 مترا من المبنى العلوي للبرج قام الظاهر بيبرس بترميمها الا ان زلازلا اخر اوقع بالبرج نهائيا وفيما بعد في نهاية عصر المماليك قام السلطان قيتباي ببناء قلعته الشهيرة في الاسكندرية فوق اساسات الفنار. (ا ف ب)