قضت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة المصري فى جلستها الثلاثاء برفض دعوى رقية السادات - كريمة الرئيس الراحل محمد أنور السادات - والتى تطالب فيها بإصدار قرار بمنع عرض الفيلم الإيرانى "إعدام فرعون" فى مصر بجميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة ، لثبوت عدم وجود قرار إدارى يتعلق بعرض الفيلم. وأضافت المحكمة أنها فى هذا الصدد تهيب بالسلطات المختصة عدم جواز الترخيص بالسماح بعرض هذا الفيلم داخل البلاد .. مشيرة إلى أن الرئيس الراحل السادات ضمن أهم الزعماء الوطنيين الذين أنجبتهم مصر ووهبتهم الحياة فعرفوا قدرها وبذلوا النفس والنفيس من أجلها. وذكرت المحكمة -فى أسباب حكمها الذى أصدرته برئاسة المستشار الدكتور محمد عطية نائب رئيس مجلس الدولة- أن كتاب المشرف على الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات المؤرخ فى 22 مارس/آذار الماضى قد تضمن أن الفيلم الإيرانى "إعدام فرعون" لم يحصل على أية تراخيص رقابية وأنه لم يرد إلى الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية ، ومن ثم فإنه لا يوجد ثمة قرار إدارى صريح أو سلبى يمكن نسبته إلى جهة الإدارة. وأكدت المحكمة أن مثل هذه الرموز الشامخة التى سطر التاريخ إنجازاتها وحفر أسماءها بأحرف من نور لا يجوز المساس بها أو التطاول عليها .. مشيرة إلى أنه إذا كان المواطن العادى تتأذى مشاعره بأى عمل فنى يمس هؤلاء الزعماء, فإن على جهة الإدارة ألا تصرح بنزول أو تداول أو عرض هذه الأعمال داخل مصر حفاظا على تاريخ الزعماء واحتراما لمشاعر المواطنين. كانت رقية السادات قد أشارت فى دعواها إلى أن الفيلم موضوع الدعوى الذى عرضته إيران مؤخرا عن اغتيال والدها الرئيس الراحل محمد أنور السادات يحمل مغالطات وإساءة بالغة إلى والدها وإلى تاريخه الوطنى المشهود. وأوضحت أن فى مقدمة الأكاذيب والافتراءات التى تضمنها الفيلم أنه يشير إلى أن سبب الاغتيال هو توقيع الرئيس الراحل على اتفاقية كامب ديفيد ، ووصف الفيلم السادات بأنه خائن ، واعتبار قتلته ثوارا وتكريم إيران لهم بإطلاقها اسم خالد الاسلامبولى - المتهم الرئيسى فى قضية الاغتيال - على أحد شوارعها الرئيسية فى العاصمة الإيرانيةطهران. وأشارت إلى أن هذا الفيلم لاقى ردود فعل عنيفة من الصحافة المصرية, مستشهدة على ذلك بالمقالات التى كتبها عدد من الكتاب المصريين والذين جاء فى مقدمتهم ما كتبه محمد على إبراهيم رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" فى مقال له بعنوان (جليطة إيرانية فجة). واستعرضت رقية السادات فى دعواها التاريخ النضالى الكبير للرئيس السادات منذ تخرجه من الكلية الحربية ودوره البارز فى الكفاح ضد الاستعمار البريطانى والفساد فى العصر الملكى وانضمامه إلى تنظيم الضباط الأحرار الذى قام بثورة يوليو 1952,وكذلك تفانيه فى خدمة مصر وتقلده للعديد من المناصب إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتى أسند إليه منصب نائب رئيس الجمهورية وقتها. كما تناولت أيضا بالتفصيل تولى والدها لرئاسة مصر عقب وفاة الرئيس جمال عبدالناصر عام 1970, مستعرضة الإنجازات التى قدمها الرئيس السادات خلال فترة رئاسته لمصر والتى تصدرها تحقيق نصر أكتوبر العظيم وتحرير سيناء وكذلك دوره فى إقرار السلام. واتهمت رقية السادات القائمين على هذا الفيلم بأنهم على جهل بتاريخ الرئيس السادات ودوره فى خدمة مصر والعالمين العربى والإسلامى. /أ ش أ/