الاخبار 5/5/2009 قد يتساءل البعض: » لماذا يكره مصريون حسن نصرالله؟«. السؤال يستحق إجابة:»إننا لا نكرهه، ولا نحبه. فلا هو بصاحب التاريخ السوي يتوّجه صلاح فكره، وتفانيه في خدمة بلده.. حتي نعتز به ونحترمه كما احترمنا ونحترم المئات من المشاهير العرب الأشقاء في كل المجالات والتخصصات علي امتداد القرون العديدة الماضية.. ولا هو أيضاً من عتاة المجرمين المتآمرين الذين يملكون من القوة والتطرف ما يشكل خطراً علي مصر حتي نكرهه ونتفرّغ لإفشال مخططاته ضد المصريين. نحن إذاً لا نكرهه، وإن كنا لا نطيق رؤية صورته أو سماع صوته. وقد يترتب علي هذه الإجابة سؤال جديد يقول: »لماذا إذاً هذه التصريحات التي يرد بها بعض المسئولين المصريين علي حزب الله، وسيل المقالات التي يهاجم كتابها حسن نصر الله مادام الرجل كما تقول لا يستحق أن يُحب، ولا أن يرتقي ويصبح من الخطرين المكروهين؟!«. وفي تصوّري أن التصريحات، والمقالات، المشار إليها هي مجرد رد فعل لما نسمعه أو نقرأه منسوباً للفصيل اللبناني لحزب الله الإيراني، أو لأمينه العام السيد/حسن نصرالله. فعندما قدم هذا الرجل »فرصة العمر« لإسرائيل لتدمير لبنان في حربها الوحشية رداً علي قيام أشاوس »حزب الله /فرع لبنان« بخطف جندي أو جنديين إسرائيليين كانا يتجولان داخل الحدود اللبنانية، وكانت حصيلة الحرب تدمير ممتلكات عامة وخاصة وبنية تحتية تتكلف إعادتها 5 مليارات دولار، إلي جانب قتل1200لبناني وجرح وإعاقة بضعة آلاف آخرين، في حين قام حزب الله بقتل نحو 30إسرائيلياً نتيجة القصف »عن بعد« للمستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية بآلاف الصواريخ الإيرانية المصدر والصنع! ولأن الكذب أبرز صفات أمين عام الفرع اللبناني لحزب الله الإيراني، فلم أدهش آنذاك من كثافة تبجحه في التهليل والتمجيد لشخصه، أولاً، و أشاوس حزبه، ثانياً، الذين حققوا كما قال، وكرر، وردد، منذ 2006وحتي لحظة كتابة هذه السطور نصراً هائلاً علي العدو الإسرائيلي، وأفشلوا احتلالهم للبنان، وأجبروه علي سحب قواته بعد الهزيمة المنكرة التي منيت بها هذه القوات! وإذا كنّا قد مررنا مرور الكرام أمام هذا »الهجص«، إلاّ أننا لم نستطع تجاوز ما صدمنا به »ساكن القبو« كما يصفه الزميل السعودي الأستاذ عبدالرحمن الراشد عندما أعلن بمنتهي الصفاقة إن ما تحقق عام2006 يعتبر أول، وأعظم، نصر عسكري ضد العدو الإسرائيلي علي امتداد تاريخ الصراع العربي/الإسرائيلي! وتتضاعف الصفاقة عندما لا يتردد حسن نصرالله في الإشارة إلي أن كل الحروب التي خاضتها الأمة العربية ضد إسرائيل في : 1948، و1956، و1967، و1973 انتهت جميعها بانتصار القوة الإسرائيلية التي لا تقهر (..)، علي كل الجيوش العربية بدءاً بالجيش المصري منهياً »تهجيصه« بالتباهي بنفسه والأشاوس من حوله، لأنهم وحدهم الذين حققوا في عام2006 المعجزة التي فشلت الجيوش العربية في تحقيقها خلال العقود الستة الماضية! الأسوأ من أكاذيب حسن نصرالله، كانت تصديقات أنصار ولا أقول :عملاء حزب الله من السياسيين والكتاب العرب في بعض الدول العربية الذين رددوا كالببغاء الحديث والكتابة عن »معجزة« حسن نصرالله، والنصر الأوحد الذي »حققه« الفرع اللبناني لحزب الله الإيراني، علي إسرائيل لتذوق طعم ومرارة وإذلال أول هزيمة »عسكرية« منذ قيامها كدولة عام1948 بعضلات، وصواريخ، و دبابات، وقاذفات، وبوارج، وغواصات، أفرع القوات المسلحة لجيش الفصيل اللبناني لحزب الله الإيراني! عندما يردد حسن نصر الله هذا »التهجيص«، الذي يلغي فيه بوقاحة وحقد متناهيين النصر العسكري الحقيقي الذي حققته القوات المسلحة المصرية ضد إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، ونجحت في طرد القوات الإسرائيلية من آخر شبر أرض مصرية كانت تحتلها، فإن رد الفعل الشعبي المصري يأتي خارج نطاق الإجابة عن السؤال الرومانسي الساذج: »لماذا يكره مصريون حسن نصرالله؟«. مخلوق هذا شأنه، وفكره، وحقده، وعمالته.. لا يرقي لمستوي من نكرههم، أو نخاصمهم، أو نختلف معهم، وإنما يستحق فقط رداً علي سفالته.. مع وافر، وعظيم، الاحتقار.