تأخذ الدورة الحادية عشرة لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي في العاصمة السنغالية دكار صبغة إفريقية خاصة، بانعقادها في القارة، وفي ظل بحث وفود اجتماعات كبار المسؤولين في بند يتعلق بالمديونية الثنائية وشطب بعض الديون، وسط تباينات في الطرح، خاصة وأن الدول الأفريقية ستكون المستفيد الأول في حال تم شطب بعض الديون البينية في دول العالم الإسلامي. ويأتي البند المذكور متناغما مع برنامج خاص أطلقه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لتعزيز الاقتصاديات الإفريقية قبل سنوات.. إلا أن المسائل الاقتصادية، تظل جزءاً من الأجندة التي تحمل في قمة 13 14 مارس الجاري الكثير من القضايا غير المسبوقة، مثل مسألة الاعتراف بكوسوفو، التي يأمل الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بأن تجد دعما إسلاميا، ملمحا لإمكانية الحث على الاعتراف بكوسوفو.. لكن مصادر في المؤتمر ذكرت أنه قد يكون عسيرا تحقيق هذا الهدف في ظل انصياع أربع دول إسلامية كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي السابق، للسياسة الروسية الرافضة بشكل قطعي أي اعتراف دولي بالإقليم دولة مستقلة. ومع ذلك تظل القمة الإسلامية فرصة ثمينة للتواصل بين الزعماء العرب والمسلمين، وهو ما لفتت إليه أوساط من داخل أروقة القمة، رجحت بأن تكون القمة فرصة لتحقيق التفاهم المنشود بين القادة العرب، لحل الخلافات قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في دمشق، أواخر الشهر الجاري. وسوف تتخذ مشاركة فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني أهمية خاصة، والذي يحضر القمة بناء على دعوة موجهة للحكومة اللبنانية من منظمي المؤتمر.وقالت مصادر مطلعة بأن مشاركة السنيورة في القمة سوف تعطي المسؤول اللبناني الأول حاليا فرصة لتثبيت شرعيته، والتباحث مع الزعماء الحاضرين. وعلى السياق نفسه، يقول رياض منصور، المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأممالمتحدة، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوف يحضر القمة كما سيجري مباحثات ثنائية مستفيضة مع الزعماء العرب والمسلمين.وفي هذا السياق كشفت المصادر للراية بأن الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة سوف يشارك في جلسة افتتاح القمة الإسلامية منتصف الشهر، لافتة إلى أن بان كيمون سوف يطلق مبادرة وساطة بين السودان وتشاد، لتخفيف التوتر القائم بين البلدين.. على جانب آخر تثير المباحثات الجانبية ضمن مجموعات عمل بعض الجدل حيال الميثاق الجديد، فيما يحاول المشاركون إيجاد صيغ توافقية حول المسمى الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي «منظمة العالم الإسلامي» أو «منظمة الدول الإسلامية» ليتم شطب كلمة «مؤتمر» من الاسم الجديد. وتشهد المباحثات بعض التحفظات وبخاصة من الوفد الإيراني الذي طالب على لسان رئيسه الدكتور مصطفى البرجردي، سفير إيران الدائم لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، بتقديم بعض الوقت قبل إقرار قائمة البنود التي يراها الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بأنها ليست جوهرية.