بدت العاصمة السنغالية داكار في أبهي صورها، حيث استنفرت كافة الوزارات والاجهزة الحكومية والفنادق والفيلل الخاصة لاستضافة الاجتماعات المتتالية والمكثفة استعدادا للقمة الاسلامية يومي الخميس والجمعة القادمين. وعلي نفس المستوي من الاستعداد العالي والعمل المكثف بدت اجهزة الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، بعد انتقالها المؤقت من مقرها بمدينة جدة، حيث توافدت علي العاصمة داكاروعلي مدي الأيام القليلة الماضية وكذلك المئات من الصحفيين ومراسلي وكالات الانباء العالمية والافريقية، ومئات المترجمين الي العربية والفرنسية والانجليزية وهي اللغات الاساسية التي تتعامل بها المنظمة. أحمد أبو الغيط وفي ضاحية سالي بمدينة داكار اختتمت امس اولي الاجتماعات التمهيدية للقمة الاسلامية باجتماع للمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بدول منظمة المؤتمر الاسلامي، والتي شارك فيها ممثلون للعديد من المؤسسات العاملة تحت مظلة المنظمة منها البنك الاسلامي للتنمية،وصندوق التضامن الاسلامي، وكذلك ادارة الشئون الانسانية بامانة المنظمة،لتنسيق اعمالها الانسانية علي مستوي دول المنظمة. واليوم تبدأ اجتماعات الخبراء لتدارس مشروع جدول أعمال في مراحله النهائية وبرنامج عمل الاجتماع الوزاري التحضيري الذي ينعقد يومي الاثنين والثلاثاء 10و 11 مارس،والذي يرأس وفد مصر فيه احمد أبو الغيط وزير الخارجية، ومشروع جدول أعمال وبرنامج عمل مؤتمر القمة، والذي يتضمن موضوعات اقتصادية مثل سبل التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء و خصوصا الدول الإفريقية وتبادل المعارف والعلوم بين الدول الأعضاء بجانب الموضوعات السياسية والتكنولوجية والاعلامية والانسانية. ويعكف اجتماع الخبراء علي استعراض التقدم الذي احرزه فريق الخبراء الحكوميين مفتوح العضوية المعني بمراجعة الميثاق المعدل لمنظمة المؤتمر الإسلامي وبحث ما بقي معلقا من أحكام هذا الميثاق المعدٌل، والذي اعده فريق الامانة العامة للمنظمة بقيادة الدكتور أكمل الدين احسان أوغلو بناء علي العمل الذي انجزته اللجنة الاستشارية العليا والتي تألفت من شخصيات اسلامية بارزة من بينها رؤساء دول وحكومات ووزراء سابقون وامناء سابقون للمنظمة،وراجع مسودة المشروع لجنة رفيعة المستوي من القانونيين في العالم الاسلامي، وعقدت عدة اجتماعات في جدة واسلام اباد واسطنبول وداكار للنظر في التوصل إلي اتفاق بشأنها بما يمهد السبيل للقمة الإسلامية الحادية عشرة لاعتماد النص الكامل لمشروع الميثاق المعدل. وأمام وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي جدول حافل بالعديد من مشاكل وقضايا العالم الاسلامي،بدأ بالقضية الفلسطينية،وما تتعرض له من تجاهل اسرائيلي للمبادرات السلمية، واعاقة قيام الدولة الفلسطينية، واجراءات الحصار والتدمير التي يلاقيه الشعب الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي، الي قضايا افغانستان، والاقليات المسلمة في الدولة غير الاعضاء بالمنظمة مثل الفلبين والهند والصين وجنوب افريقيا والاتحاد الروسي، قضية احتلال ارمينيا لنحو 20 % من اراضي اذربيجان العضو بالمنظمة، الي قضايا الاسلاموفوبيا، واستمرارظاهرة معادة الاسلام، هذا بالاضافة الي الوضع المعقد في العراق والصومال ودارفور، والموقف من الاعتراف بجمهورية كوسوفا الوليدة. هذه الهموم الاسلامية جعلت الامين العام للمنظمة د. أكمل الدين احسان أوغلويؤكد ان العالم الاسلامي في حاجة ماسة لمواجهة هذه الأخطار جميعها ومعالجتها. ولعل هذا ما يجعل التحضير للقمة الإسلامية الحادية عشرة أمرا حيويا في ظل تحديات في غاية الصعوبة وتهديدات غير مسبوقة تستهدف ديننا وعزتنا وأمننا.