الاهرام 30/3/2009 قمة العرب اليوم في الدوحة مثل كل القمم السابقة, لا تملك عصا سحرية لحل المشكلات التي يواجهها العرب. التحديات صعبة وجسيمة, والقضايا سواء كانت عربية أو إقليمية شائكة وبالغة الحساسية, والأمور كلها تتصاعد ولا تتناقص, بل تزداد تعقيدا ولا تجد حلولا. العالم العربي من خليجه الي محيطه غارق حتي أذنيه في صراعات داخلية وخارجية قد تتولد منها أزمات وكوارث أفدح وأمر إذا لم يتدارك القادة والحكماء والشعوب الخطر المحدق بالأمة. انخفاض أو ضعف درجة التمثيل المتوقع للقمة سيؤثر بلا شك تأثيرا مباشرا علي أعمال ونتائج هذه القمة. كما أنه سيكون تكريسا للخلافات العربية العربية, والخلافات العربية الايرانية أيضا. المصالحة العربية لم تتم رغم الجهود التي بذلت. ومع التسليم بأن الإجراءات التنفيذية لتحقيقها لن تنتهي في ساعات, إلا أنها لكي تبقي وتستمر ينبغي أن تكون مبنية علي مكاشفة الحقائق, والصراحة الشديدة, والإيمان برؤية عربية واضحة تعلي المصالح العربية العليا علي أي مصالح خاصة. المصالحة المطلوبة ليست مجرد كلمة تقال, أو مجرد مصالحة شكلية أو مظهرية, أو مناسبة للتصوير الفوتوغرافي أو التليفزيوني, وإنما من المهم إتخاذ خطوات وإجراءات عملية تعكس نيات إيجابية من كل طرف تجاه الأطراف الأخري. فلا مصالحة بدون مصارحة, يترتب عليها التزام, ووضوح, وسلامة النية. وأعتقد أن ملفي المصالحة العربية العربية, والعلاقات العربية الايرانية من أهم الملفات أمام قمة الدوحة بالاضافة الي الملفات الأخري المعروفة مثل القضية الفلسطينية, والعراق, والسودان, ولبنان, والصومال. فهل ستتمكن القمة خلال الساعات المقبلة من تجاوز العقبات التي تعترض طريقها حتي تكون علي المستوي المطلوب والضروري ؟ وهل ستستطيع القمة أن تخرج برؤية جديدة تساعدنا علي مواجهة المخاطر التي تهددنا والمتغيرات الجسيمة التي تتسارع من حولنا ؟ وهل سيدرك القادة العرب أبعاد الواقع الاقليمي والدولي الذي يتغير إلي غير صالح العرب, ويفتح الباب أمام التدخلات الخارجية في شئونهم وممارسة الضغوط عليهم ؟ دعونا نري قبل أن نجيب عن كل هذه التساؤلات.