توفى "السبت" الكاتب والمثقف الكبير محمود أمين العالم عن عمر يناهز 87 عاما اثر صراع مع المرض كان قد اشتد به فى الاونة الأخيرة. والفقيد الراحل من مواليد الدرب الأحمر بالقاهرة عام 1922 لأب من مدينة أخميم بسوهاج ولأم تنتمى لجزيرة كريت. وتخرج الفقيد الراحل فى كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) عام 1944 وعين عقب تخرجه أمينا لمكتبة احدى الكليات في الجامعة وبعد حصوله على الماجستير والدكتوراه اصبح ضمن طاقم التدريس في الجامعة, إلا انه لم يلبث أن فصل من الجامعة بسبب نشاطه فى الحركة الشيوعية والطلابية فى مصر, حيث قامت قيادات ثورة يوليو 1952 بإصدار قرار بفصله من الجامعة عام 1954 ضمن مجموعة أخرى من زملائه كان أبرزهم الكاتب الراحل عبد العظيم انيس. وخاض الفقيد وعبد العظيم انيس باصدراهما كتاب "في الثقافة المصرية", معركة فكرية ونقدية مع عميد الادب العربي الدكتور طه حسين حول النقد الادبي, واعتقل محمود امين العالم في عهدي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد انور السادات اكثر من مرة, اطولها فترة اعتقال امتدت من عام 1959 الى عام 1964 . وبعد الافراج عنه تولى عدة مناصب كان من أهمها الادارة العامة للمسرح, حيث شهدت فترة توليه هذا المنصب تقدما كبيرا في الحركة المسرحية ثم تولى مجلس ادارة مؤسسة "الاخبار" الصحفية. وانتقل العالم إلى بريطانيا عقب الافراج عنه في فترة الرئيس السادات ومنها إلى باريس حيث عمل مدرسا للفكر العربي المعاصر في جامعة باريس, ومكث هناك عشر سنوات عاد بعدها في الثمانينات وساهم فى اطلاق مجلة "اليسار العربي" . وبعد عودته الى مصر اصدر مجلة "قضايا معاصرة" المستمرة بالصدور حتى الان, وحصل الفقيد الراحل على جائزة الدولة التقديرية عام 1988 . وشارك العالم في لجنة الفلسفة في المجلس الاعلى للثقافة الى جانب عضويته الفاعلة في عدد من الجمعيات من بينها الجمعية الفلسفية والجمعية التاريخية وغيرها. ومن اهم مؤلفاته "الانسان موقف" و"معارك فكرية" و"هربرت ماكوزي وفلسفة الطريق المسدود" و"الوعي والوعي الزائف في الفكر العربي" و"تاملات في عالم نجيب محفوظ" و"الوجه والقناع في المسرح العربي المعاصر" و"الابداع والدلالة" و "ثلاثية الرفض والهزيمة دارسة في ادب صنع الله ابراهيم". /أ.ش.أ/