تراجعت أسعار النفط مُقتربة من 42 دولارا للبرميل الجمعة لتصل الى أدنى مستوى منذ يناير كانون الثاني 2005 بعدما أظهر تقرير حكومي أن أكثر من نصف مليون أمريكي فقدوا وظائفهم خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2008 ، وسط توقعات بان تواصل اسعار الخام الهبوط الى 25 دولارا للبرميل قبل ان تنتعش. وبحلول الساعة 13:46 بتوقيت جرينتش بلغ الخام الأمريكي الخفيف 42.36 دولار للبرميل بانخفاض قدره 1.31 دولار، كان الخام هبط الى 42.05 دولار للبرميل في وقت سابق الجمعه. كما طال التراجع خام القياس الاوروبي ليهبط مزيج برنت في لندن 1.20 دولار مُسجلا 41.08 دولار للبرميل. وفقدت الاسعار نحو 20 % او حوالي 11 دولارا من مستواها عند التسوية منذ اسبوع في اعقاب نشر مؤشرات اقتصادية أمريكية ضعيفة وجاءت مبيعات تجزئة ضعيفة وبيانات عن اعلى طلبات لاعانات البطالة منذ 26 عاما لتزيد الضغط على الاسعار. وقال تيتسو ايموري مدير الاستثمار في مؤسسة استماكس "40 دولارا حد نفسي هام، وقد شهدنا أول مرة 40 دولارا في عام 2004 ومنذ ذلك الحين تسارعت خطى الاسعار، ولم نعرف بعد ما هو القاع الذي سوف تستقر عنده الاسعار." وأظهرت بيانات الخميس ان عدد العمال الامريكيين الذين طلبوا اعانات بطالة سجل أعلى مستوى له في 26 عاما في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 وقد يتجه الى أعلى مع تفاقم الركود الاقتصادي ليضطر مجموعة واسعة من الشركات الى خفض الوظائف. وافادت بيانات حكومية أن أرباب العمل الامريكيين استغنوا عن 533 ألف وظيفة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 وهو أضعف أداء في 34 عاما. تأتي هذه البيانات في الوقت الذي قامت فيه بعض شركات أمريكية وأوروبية بمزيد من تخفيضات الوظائف، فقد اعلنت شركة الهاتف الامريكية "ايه.تي اند تي" انها ستخفض 12 ألف وظيفة وقالت صانعة الكيماويات دوبونت انها تعتزم تسريح 2500 موظف. ومن بين المؤشرات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة التي القت بظلالها على اسعار الخام ايضا اعلان شركات تجارة التجزئة الامريكية الكبري عن مبيعات مخيبة للآمال لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني الخميس، كما ذكر المجلس الدولي لمراكز التسوق التجاري ان المبيعات هبطت 2.7 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2007. وفي محاولة لانعاش الاقتصاديات المتداعية خفضت البنوك المركزية الاوروبية اسعار الفائدة الخميس. وخفض البنك المركزي للسويد اسعار الفائدة 175 نقطة اساس، وقلص البنك المركزي الاوروبي سعر الفائدة الاساسي 75 نقطة اساس، وخفض بنك انجلترا المركزي الفائدة 100 نقطة اساس. ودفع هبوط سعر النفط الى ادنى مستويات له في اربعة اعوام اعضاء اوبك الى الدعوة الى اتخاذ اجراءات قوية حينما تجتمع المنظمة في 17 من ديسمبر/ كانون الاول 2008 في الجزائر. وصرح رئيس اوبك شكيب خليل للتلفزيون الجزائري الحكومي الخميس انه يجب على منظمة اوبك ان تخفض الانتاج بمقدار كبير في الاجتماع اذا بقيت الاسعار عند مستوياتها الحالية. غير ان محللين يقولون انه اذا أجرت اوبك خفضا اخر للانتاج -سيكون الثالث في عام 2008- فانه يجب ان يكون خفضا حادا حتى يؤثر في الاسعار. ويرى ادوارد مير محلل السلع الاولية في مؤسسة "اف.ام جلوبال" انه يجب على المنتجين في اوبك خفض الانتاج ما بين 2.5 مليون برميل الى ثلاثة ملايين حتى يمكنهم التأثير على الاسعار، مشيرا الى ان خفض الانتاج 1.5 مليون اخرى سيكون ايذانا بمزيد من الهبوط السعري. النفط يهوى دون ال 25 دولارا وعلى صعيد متصل توقع بنك الاستثمار الامريكي "ميريل لينش" ان تواصل أسعار النفط الانخفاض خلال فترة غير قصيرة في عام 2009 وانها قد تصل الى 25 دولارا للبرميل قبل ان تنتعش. ورجح البنك في مذكرة بحثية الخميس أن تبدأ أسعار النفط الانتعاش في النصف الثاني للعام 2009. وخفض ميريل لينش تنبؤه لمتوسط أسعار العقود الاجلة للخام الامريكي وخام برنت بحر الشمال الى 50 دولارا للبرميل من التقدير السابق للخامين 90 دولارا. وافاد البنك في مذكرته انه مع انحسار الطلب في انحاء المناطق الرئيسية لاستهلاك النفط جميعا فان اسعار خامات القياس الرئيسية للنفط ستواصل الهبوط وفي الأجل القصير فان الاهتمام في السوق سيتركز على استجابات اوبك وربما أيضا المنتجين من خارج اوبك لتحقيق توازن السوق. وذكرت المذكرة ان هبوطا مؤقتا دون 25 دولارا للبرميل أمر محتمل اذا امتد الكساد الى الصين والمطلوب اجراء تخفيضات كبيرة للانتاج من خارج اوبك." واضاف البنك "في نظرنا ان اسعار النفط قد تهبط بشدة في نهاية الربع الأول لعام 2009 او اوائل الربع الثاني لعام 2009 مع الهبوط الموسمي للطلب، ونتوقع بعد ذلك مع بدء انتعاش النشاط الاقتصادي ان تشهد اسعار النفط انتعاشة طفيفة في النصف الثاني للعام 2009 . (رويترز)