وجه كردينال كبير في الفاتيكان الشكر للمسلمين على اعادة الاهتمام بالدين في المجتمعات الاوروبية، وقال انه ليس امام اصحاب العقائد المختلفة اي خيار سوى الاشتراك في حوار بين الاديان. وقال الكردينال جان لويس توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان ان الحديث عن الدين والكتابة عنه اصبحا الان اكثر من اي وقت مضى في اوروبا. واضاف في خطاب نشرته اوسرفاتوري رومانو الصحيفة الرسمية للفاتيكان "الفضل في ذلك يعود للمسلمين... المسلمون هم الذين طالبوا بوجود مساحة للدين في المجتمع بعد ان اصبحوا اقلية مهمة في اوروبا." وكان مسئولو الفاتيكان قد شكوا طويلا من علمانية اوروبا، حيث تراجع الذهاب الى الكنيسة بشكل كبير في العقود الاخيرة، وحثوا على العودة الى الجذور المسيحية التاريخية. لكن توران قال انه لا يوجد مجتمع به عقيدة واحدة فقط. وعبر بعض الزعماء اليهود عن شعور بالقلق، لكن الفاتيكان نفى اي تغيير في موقفه. وتشاهد بوضوح "العودة الى الله" في فرنسا مسقط رأس توران، حيث جلبت اكبر اقلية مسلمة في اوروبا قضايا دينية مثل حجاب المرأة الى حلبة النقاش السياسي بعد ان ظلت تعتبر هذه القضايا لعقود قضايا خاصة. وقال توران انه ليس في وسع المشاركين في الحوار التخلي عن معتقداتهم الدينية، ولكن يجب عليهم الانفتاح لمعرفة النواحي الايجابية في عقيدة الاخرين. وقال "كل ديانة لها هويتها الخاصة، ولكني اوافق على اعتبار ان الله يعمل في الجميع في روح الذين يبحثون عنه بصدق." وعقد الفاتيكان في وقت سابق من هذا نوفمبر 2008 مؤتمرا مع وفد من جماعة "كلمة سواء" التي تضم علماء مسلمين وجهوا الدعوة للكنائس المسيحية لاجراء حوار جديد. وبعد ذلك باسبوع، جمع الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية زعماء العالم في الاممالمتحدة في اطار حوار كان قد بدأه بمؤتمر لرجال الدين في مدريد في يوليو/تموز 2008. والاسلام والمسيحية هما اكبر ديانتين في العالم، حيث يتبع الاولى 3ر1 مليار، والثانية مليارا شخص. وتهدف احدث جهود للحوار بين الاديان الى التصدي للتوترات المتزايدة بين الديانتين بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول. (رويترز)