الزواج حلم يداعب كل الشباب والفتيات ولكن التحولات الجوهرية التي طرأت علي المجتمع في الآونة الأخيرة أدت إلي تغيير قيمته ومفهومه الأصيل. تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية وفي ظل القيم المادية التي تفشت داخل المجتمع اندفع الكثيرون من الشباب من الجنسين إلي أن يلهثوا وراء الارتباط بالأثرياء. فبات من المعتاد أن نري فتيات من الحاصلون علي درجات علمية يتزوجن من أميين أثرياء لضمان حياة كريمة ومعيشة رغدة واتجه الشباب إلي الارتباط بالثريات من دول الخليج أو من عجائز أوروبا أو حتي من الاسرائيليات من أجل جمع المال والكسب السريع! كشفت احصائية حديثة عن وزارة العدل ان 200 ألف فتاة مصرية من الحاصلات علي درجات علمية رفيعة "بكالوريوس وليسانس وماجستير ودكتوراة" ارتبطن بأميين أثرياء وأكدت الوزارة ان هناك اتجاها يسود بين الفتيات للارتباط بالأثرياء غير المتعلمين سواء كانوا مصريين أو عرباً أو أجانب ممن يستطيعون تأثيث منزل الزوجية الفخم كما تحلم وتتمني الفتاة ويغرقها في الهدايا والمجوهرات والملابس الفاخرة. وانتهت أغلب هذه الزيجات. بحسب الاحصائيات بالطلاق. من المعروف ان الفتاة الجامعية كانت حتي وقت ترفض الاعتراف بمن هو أقل منها في المستوي التعليمي. حتي لو كان مليونيرا أما الآن. فبحسب الدراسة لم تعد الفتاة المصرية تأنف أبدا من الزواج بمن يكبرها سنا. أو من أقل منها تعليما حيث بات المال هو القيمة الوحيدة التي تعتد بها الفتيات. ان الهروب من الفقر ليس هو الدافع الوحيد وراء هذه الزيجات. بل الخوف من العنوسة التي باتت من المشاكل المؤرقة التي يعانيها المجتمع. في ظل الاحصائيات الرسمية التي قدرت عدد العوانس في مصر ب 9 ملايين فتاة. فقد كشفت دراسة رسمية أعدها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء عن ارتفاع نسبة غير المتزوجين بين الشباب إلي 37% وان عدد الشبان والشابات الذين تجاوزوا الخامسة والثلاثين من العمر دون زواج وصل إلي أكثر من 9 ملايين نسمة. من بينهم 3 ملايين و773 فتاة وقرابة 6 ملايين شاب. كما أكدت الدراسة ان عدد المطلقين والمطلقات بلغ 364 ألفا و361 مصريا ومصرية. وأدت مشكلة العنوسة بدورها إلي تفشي ظاهرة الزواج العرفي لاسيما مع ارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة في المهور وارتفاع تكاليف المعيشة فقد كشفت احصائية صدرت عن وزارة التضامن الاجتماعي أن أكثر من 255 ألف طالب وطالبة في مصر متزوجون عرفياً. بنسبة تصل إلي 17% من اجمالي طلبة الجامعات البالغ عددهم 5.1 مليون طالب. وقالت الاحصائية ان بمصر حوالي 14 ألف طفل من "مجهولي النسب". هم نتاج الزواج العرفي. وفي ظل القيم الجديدة التي جاءت بها العولمة والفضائيات تغيرت مفاهيم الشباب بشأن المواصفات والشروط التي يرغبها كل منهم في فتاة أحلامه فأصبحت كلمة "عروس جميلة" هي الكلمة الرائجة بينهم وفقا لعدة دراسات حديثة أما مواصفات العروس فكانت كما قال الكثير منهم.. رقيقة الملامح مثل نانسي عجرم. ورشيقة في قوامها مثل المطربة أصالة. ودلوعة مثل هيفاء وهبي وهو ما يفسر التأثير الهائل للفضائيات في تغيير أذواق وأحلام ليس فقط الشباب بل والمتزوجين أيضا حيث ذكرت دراسة حديثة ان فتيات الفيديو كليب و"موديلز" الاعلانات في الفضائيات تسببن في ارتفاع معدلات الطلاق إلي 70 ألف مطلقة في مصر خلال العام الماضي فقط. أكدت الدراسة ان الفضائيات سرقت كثيراً من الأزواج من زوجاتهم بل ومن داخل بيوتهم اذا غيرت من أمزجتهم وتطلعاتهم في الحياة الزوجية فبعد ان كان الزوج مقتنعا بزوجته ولا يري غيرها أصبح الآن يري كل ساعة نساء جميلات يمارسن بعض الحركات الجنسية المغرية والمثيرة والتي لا تعرف الزوجة ممارستها مما يزيد من المشاكل والخلافات بين الأزواج. وفي ظل هذه المشاكل بات الزواج حلما بعيد المنال. وهو الأمر الذي يستدعي تضافر كافة فئات المجتمع من أجل البحث عن حلول جذرية لهذه الأزمة حتي يستطيع كل شاب وفتاة ان يحقق حلم الزواج ولنبدأ بالاستماع إلي آراء الشباب وتبني الحلول الجيدة التي يطرحونها لتجاوز هذه الأزمة.