الازمة المالية تحول الخليج الى منطقة جذب للمصرفيون الغربيون الهاربون من اتجاه القطاع المصرفي الغربي لتقليص الوظائف للنجاة من أسوأ أزمة مالية يشهدها العالم منذ 80 عاما بعد أن عانت مؤسسات المنطقة الغنية بالنفط لسنوات من صعوبة استقطاب الخبرات الغربية للعمل لديها. وأكد تنفيذيون كبار لقمة رويترز للاستثمار في الشرق الاوسط خلال الاسبوع الاول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 انهم تلقوا أعدادا كبيرة من الطلبات من مصرفيين يأملون بالعثور على وظائف في المنطقة التي يبدو أن اقتصادها مهيأ للنمو رغم التراجع الاقتصادي العالمي. وقال يان بافي الرئيس التنفيذي لشركة جلف ميرجر الكويتية للاستثمار، ان هناك سير ذاتية من كل أنحاء العالم تنهال على الشركة خاصة من استراليا وأوروبا. وكان من نتائج أزمة الائتمان التي دفعت بنك الاستثمار ليمان براذرز للافلاس وبنك ميريل لينش للارتماء في أحضان بنك أوف أمريكا أن فقد الاف العاملين في المصارف وظائفهم وانكمش اغراء السعي للحصول على وظيفة في المؤسسات الكبرى في عيون خريجي كليات الاعمال المرموقة. وادت الازمة الى تبدل حال بنوك الخليج البعيدة عن العواصم المالية العالمية والتي عانت لفترة من مشاكل جذب مصرفيين على المستوى العالمي الا أن تبخر الوظائف وانخفاض المرتبات تحت ضغوط الازمة في الغرب أصبح أمام المؤسسات الباحثة عن موظفين فرصة أكبر من أي وقت مضى لاختيار أكفأ العناصر. وهو ما بنى عليه مناف الهاجري المدير العام لشركة المركز المالي الكويتية للاستثمار، تنبؤاته بان المنطقة ستحقق فائدة ضخمة من الاستغناءات الاخيرة التي شهدها الغرب. وتعمل بنوك غربية على نقل موظفين الى منطقة الخليج الغنية بالنفط في محاولة للفوز بصفقات ترتيب عمليات الاندماج وغيرها من الصفقات التي تدر دخلا لتعويض انخفاض دخلها من الرسوم في أسواق أخرى. وهو ما اتضح من تصريحات عدد من البنوك وفي مقدمتها بنك الاستثمار "ميريل لينش" الذي صرح في اكتوبر/ تشرين الاول 2008 بانه يريد فتح مكتب في الكويت بعد أن بدأ نشاطه في المنطقة بفرع بمدينة دبي. وتدير بنوك مثل "مورجان ستانلي" و"دويتشه بنك" و"كريدي سويس" عمليات في الخليج أو تعمل على توسيع نشاطها في المنطقة من خلال تقديم خدمات ادارة الاصول والخدمات الاستشارية بما في ذلك عمليات الاندماج والطرح الاولي للاسهم. وبالاضافة الى حداثة عهد الخليج بالتعاملات المصرفية، تعاني المنطقة التي تمتلك فوائض ضخمة من محدودية فرص الحصول على موظفين مؤهلين نتيجة لان أغلب مواطنيها من صغار السن، فضلا عن تراجع نسب المتعلمين بالمنطقة فلم ينتشر التعليم الاساسي بصورة كبيرة في السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان الا بعد الطفرة النفطية في سبعينات القرن العشرين. ولذلك عمدت شركات كثيرة في الخليج الى الاعتماد على رعايا دول أوروبا وأمريكا الشمالية أو الدول الغربية الاخرى في ادارة شؤونها على أعلى مستوى. فالرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني أكبر بنوك الكويت على سبيل المثال مواطن أمريكي من أصل فلسطيني بينما يدير أمريكي بنك برقان الاصغر. (رويترز)