أغرب زواج من نوعه‮:‬‮»‬ممنوع اللمس‮« بأمر المأذون

واقعة‮ غريبة علي مجتمعنا المصري،‮ نشرتها الصحف الأسبوع الماضي،‮ تم زواج رجل مسن من فتاة في‮ مقتبل عمرها،‮ مع وجود شرط‮ غريب نص عليه عقد الزواج،‮ وهو ألا‮ يدخل بها‮.. هكذا قام المأذون بعقد القران،‮ وهو زواج من وجهة نظر الطرفين‮ يقوم علي المنفعة والمصلحة هو رجل مسن‮ يحتاج إلي من‮ يرعاه في‮ هذه المرحلة العمرية المتقدمة،‮ وهي فتاة من أسرة فقيرة مغلوب علي أمرها،‮ تحتاج من‮ ينفق عليها ويشبع حاجاتها المالية‮..
ولكن‮ يبقي‮ التساؤل هل هذا الزواج سليم شرعا؟‮!‬ وهل وجود هذا الشرط بين الطرفين‮ يفسد ويبطل الزواج!؟ يقول فضيلة الدكتور نصر فريد واصل مفتي‮ الديار المصرية السابق‮: إن العقد الذي‮ يأتي‮ فيه مثل هذا الشرط‮ يعد‮ غير شرعي‮ وليس من الاسلام في‮ شيء لأن اساس عقد الزواج هو المعايشة والمعاشرة الزوجية من أجل التناسل والتكاثر وإعمار الأرض واستمرار الحياة الانسانية‮.‬ نص عليها صراحة الخالق عز وجل في‮ القرآن،‮ منها المودة والسكينة والرحمة،‮ والتناسل،‮ وأي‮ شرط‮ يتعارض مع ضوابط وأهداف الزواج،‮ هو شرط فاسد،‮ وأكد الفقهاء والسلف الصالح أن هذا الشرط الفاسد‮ غير ملزم،‮ ويبطل العقد،‮ ومن ثم فإن حق هذه الزوجة أن تطلب فسخ العقد،‮ ومن قام بعقد هذا الزواج هو مأذون‮ يجهل امور دينه‮.‬
واتفق معه في‮ الرأي‮ الدكتور عبد الحي‮ الفرماوي‮ استاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الازهر والمشرف علي موقع هدي الاسلام،‮ موضحاً‮ ان وجود مثل هذا الشرط الغريب‮ يبطل العقد،‮ لأن الزواج الغرض منه الانجاب واستمرار النوع،‮ وتحقيق العفة،‮ وهذا الشرط‮ يلغي‮ كل هذه الأشياء‮.‬
وأكد أن وجود شرط في‮ عقد الزواج،‮ يحل حراما أو‮ يحرم حلالا‮ يكون باطلا،‮ والأزمة هنا هي‮ وجود هذا الشرط في‮ العقد،‮ أما في‮ حالة عدم وجود الشرط ولكن وجد مانع من اتمام المعاشرة بين الطرفين فلا مانع من الاستمرار اذا لم‮ يمانع احدهم او كلاهما‮.‬
ويوضح فضيلة الشيخ معوض عوض عضو لجنة الفتوي السابق بالازهر الشريف،‮ معني الزواج وأساسه هو التمكين،‮ ووجود أي‮ شرط‮ يتنافي‮ مع معني‮ الزواج‮ يبطله،‮ يقول الله عز وجل في‮ القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم‮ »‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة‮« والأساس هو السكينة والمودة والرحمة،‮ وعدم وجود موانع شرعية من اتمام الزواج،‮ والتي‮ حددها القرآن بدقة وحرمها مثل حالات الرضاعة والأقارب من ناحية الأهل،‮ والزواج هو وسيلة للشباب،‮ والحكمة الاولي منه هي الانجاب والتناسل،‮ والمودة والرحمة التي‮ لا تكون موجودة إلا إذا تمكن الرجل من زوجته كما أحل الله عز وجل‮.. ومن‮ يفقد قدرته علي الزواج وإشباع احتياجات زوجته لا‮ يتزوج،‮ وهذا هو الأمر الإلهي‮.