"محطة وقود" فيلم وثائقي للمخرج البلجيكي لوج فريداج يعكس تناقض العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية ويقدم صورة عن جوانب متعددة من الحياة الفلسطينية وعرض الجزء السادس منه مساء الثلاثاء للمرة الأولى أمام الجمهور الفلسطيني في المركز الثقافي الفرنسي الألماني. وقال محمد جردات مساعد منتج الفيلم مساء الثلاثاء في تقديمه له "عرض الليلة جزء من ستة أجزاء تتناول ست محطات وقود في أمريكا وأستراليا والبنجاب والتشيك وأيسلندا إضافة إلى محطة اللبن في الضفة الغربية موضوع عرض الليلة. وأضاف "كانت محطة اللبن بالنسبة لطاقم العمل كالجنة فهي إضافة إلى تلبيتها لمتطلبات التصوير من حيث الإضاءة والمكان الفسيح وقبول صاحبها للتصوير كانت تحتوي على قصة مثيرة وتابع قائلا "على مدار أسبوع من التصوير شاهدنا عشرات المستوطنين الذين يأتون إلى هذه المحطة لتعبئة الوقود وربما بسبب رخصه عن محطة مجاورة تابعة للمستوطنين. تبلغ مدة الفيلم 26 دقيقة وهو باللغة العربية مع كلمات محدودة بالعبرية من المستوطنين مع وجود ترجمة لكل ما يقال باللغة الإنجليزية وهو يعرض جزءا كبيرا من الواقع الفلسطيني السياسي والاقتصادي. ويرى جرادات أنه رغم أن الفيلم صور في العام 2006 فإن واقع الحال لم يتغير كثيرا منذ ذلك الوقت. ويبدأ الفيلم بعرض صور للجدار وحاجز قلنديا الذي يفصل بين رام الله والقدس وسيارات تسير على الطرقات وصولا إلى محطة الوقود الواقعة بمحاذاة الطريق الواصل بين رام الله ونابلس في منطقة يوجد فيها العديد من المستوطنات المقامة على الجبال والتلال المجاورة. ويتحدث حامد ضراغمة صاحب المحطة عما يواجهه من صعوبات اقتصادية بسبب الاحتلال والحصار وإغلاق الشارع الرئيسي المار بمحاذاة المحطة وفتح شارع آخر يبعد أمتارا. ويصف ضراغمة أوضاع الحصار وهو يشير إلى منازل قريته التي تبعد بضع مئات من الأمتار عن المحطة "كنت أحتاج لدقيقتين للوصول إلى المنزل المسافة فقط مئات الأمتار واليوم بسبب قطع الطرقات وإغلاقها كما ترى بالمكعبات الأسمنتية أنا بحاجة أن أسير عشرة كليومترات للوصول إلى المنزل." ويوجه ضراغمة في الفيلم انتقادات للسلطة الفلسطينية "التي لم توجه ما كانت تحصل عليه من دعم مالي إلى إنشاء المصانع لتشغيل الناس وأن هناك كثيرا من الإحباط بسبب قلة العمل". ويستعرض الفيلم قيام جرافة إسرائيلية بإغلاق مدخل فرعي للقرية يؤدي مباشرة إلى الطريق الرئيسي ويقول ضراغمة "كل ما نفتح مدخل يغلقوه". وفي مشهد آخر يعرض الفيلم حوارا بين مستوطن يرتدي نظارة شمسية سوداء وقبعة مما يجعل من الصعب تمييز وجهه وعدد من المواطنين الفلسطينيين على جانب طريق يكون موضوعه الحواجز الإسرائيلية وإعاقتها لحركة الفلسطينيين ويقول المستوطن ردا على تظلمات الفلسطينيين "هذه بلدنا وأنتم أتيتم إلينا". وأظهر نقاش جرى في نهاية عرض الفيلم تباين آراء المشاهدين فيما يراه فريداج من اعتبار "محطة الوقود" نموذجا مصغرا للمجتمع لرفض عدد منهم أن تكون المقاطع التي تتحدث عن علاقات صداقة بين صاحب المحطة والمستوطنين هي كذلك بين المستوطنين والفلسطينيين. ورأى آخرون آن الفيلم يقدم صورة عن الحياة الفلسطينية بقسوتها وما يعانيه الفلسطينيون من خلال القصص التي كان يوردها سائقو السيارات عن أوضاعهم المعيشية الصعبة. (رويترز)