اقترحت فرنسا استضافة اجتماع للدول المجاورة لأفغانستان بما فيها إيران وباكستان لتعزيز فرص عملية السلام في البلاد، حسبما أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء. وصرح كوشنير في جلسة استماع للجنة الشئون الخارجية في الجمعية الوطنية إن فرنسا طلبت من تلك الدول "الحضور إلى باريس لأن الكثيرين يعتقدون أن البيئة يمكن أن يكون لها تأثير في أية عملية سلام ، بدون تحديد أي موعد. وأكد كوشنير على أن باريس تؤيد مبادرة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لفتح حوار مع حركة طالبان التي تشن تمردا على سلطته وعلى القوات الدولية، شرط استبعاد العناصر الأكثر تطرفا منه. بالتالي اعتبر الوزير أنه "يستحسن" فتح محادثات مع طالبان "القوميين" الذين يرفضون الجهاد الشامل، لكنه رأى أنه من "المفاجئ" أن يذكر كرزاي الملا عمر زعيم حركة طالبان التي أطيح بسلطتها عام 2001 "بعد أن كانت له علاقات جلية مع القاعدة". كما أكد كوشنير أن السعودية التي توجه إليها كرزاي بطلب المساعدة على بدء حوار مع طالبان سبق أن أجرت "وساطة" لكنها "لم تصل إلى نتائج تذكر". وأوضح وزير الخارجية الفرنسي "مع ذلك جرت لقاءات في السعودية بمشاركة وتنظيم وزير أفغاني سابق كان مقربا من طالبان إن لم يكن ينتمي إلى الحركة، ويلعب دورا مهما جدا في هذه اللقاءات". على صعيد متصل، نفت أفغانستان الثلاثاء إجراء أية محادثات سلام مع مقاتلي طالبان بوساطة سعودية على الرغم من اجتماع استضافته المملكة الشهر الماضي بين مسئولين من الحكومة الأفغانية وزعماء سابقين بطالبان. وقال المتحدث الرئاسي همايون حميد زاده أمام مؤتمر صحفي إن أفغانستان لم تتحدث مع أحد بمساعدة السعوديين وأشقائنا في السعودية. وذكر مبعوث سابق بطالبان أنه هو وأعضاء سابقين بطالبان سافروا إلى السعودية الشهر الماضي والتقوا الملك عبد الله ومسئولين بالحكومة الأفغانية لكن ليس هناك أية مفاوضات. كان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد وجه نداءً مباشرا للسلام لزعيم طالبان الملا محمد عمر قبل أسبوع وطلب من السعودية المساعدة في التوسط في المحادثات. مقتل حوالى 60 ناشطا إسلاميا من جهة أخرى، أعلن التحالف الدولي بقيادة أمريكية والجيش الأفغاني الثلاثاء إن القوات الأفغانية والدولية قتلت حوالى 60 ناشطا إسلاميا في معارك في الأيام الأخيرة في أفغانستان. وقال التحالف في بيان إن حوالى 43 ناشطا قتلوا في معارك دارت الأحد في ولاية زابل (جنوب) دون أن يوضح ما إذا كان الناشطون من طالبان. فى الوقت نفسه، قالت الشرطة إن 15 مقاتلا من طالبان قتلوا في ولاية هلمند الجنوبية مساء الإثنين في إقليم "ناد" بعد أن تعرضت القوات الأفغانية والدولية لهجوم. وفي السنوات الأخيرة كثفت طالبان التي طردت من الحكم بعد التدخل الأمريكي في أفغانستان في نهاية 2001 من هجماتها على قوات التحالف ونظام الرئيس حميد قرضاي. (وكالات)