ندد البيت الأبيض أمس بعمليات تزوير قد تكون حصلت في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، وذلك في ظل أنباء عن مقترح أمريكي لعقد جولة انتخابية ثانية إثر اتهامات للرئيس الأفغاني حامد كرزاي بتزوير الانتخابات. وقال مايكل هامر الناطق باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن الإدارة تدين كل عملية تزوير، مشددا علي ضرورة أن تعكس نتيجة الانتخابات إرادة الشعب الأفغاني. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستواصل دعم السلطات الأفغانية في أي إجراءات لمكافحة التزوير يكون من شأنها أن تتيح الحفاظ علي نزاهة عملية الاقتراع وضمان مصداقية الانتخابات. وتأتي هذه التصريحات بعد نحو 790 شكوي حتي الآن علي حصول مخالفات في العملية الانتخابية ، فضلا عن قيام عبد الله عبد الله أكبر منافس للرئيس المنتهية ولايته باتهام السلطات الأفغانية بتدبير عملية تزوير مكثفة لضمان فوز كرزاي. وكان خلاف حاد قد وقع أمس الأول بين كرزاي والمبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك حول الانتخابات واتهامات التزوير فيها ، وهو ما اعتبره الخبراء مؤشرا علي الفتور الذي قد تتسم به العلاقات بين البلدين في حال فوز كرزاي بولاية ثانية. وعلي صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن وزيرها برنار كوشنير سينظم اجتماعا يوم الأربعاء المقبل في باريس يضم مبعوثين من عدة دول إلي أفغانستان وباكستان وهو الاجتماع الذي يري مراقبون أنه يستهدف التوصل إلي موقف موحد حيال نتائج الانتخابات الأفغانية واتهامات التزوير التي شابتها. وقالت الوزارة إن كوشنير سيلتقي قبل الاجتماع بهولبروك بحضور المبعوث الفرنسي تيري مارياني والبريطاني شيرار كوبر كولس والألماني برند ميوتزلبرج. وعلي صعيد متصل، وصفت صحيفة "بوسطن" الأمريكية الانتخابات الأفغانية بأنها معيبة لكنها أبعد ما تكون عن الفشل، لافتة إلي أنه في أعقاب الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، وصف المسلحون عملية التصويت بالفاشلة، في حين يصر بعض المسئولين الدوليين علي أن الانتخابات كانت ناجحة. وأشارت الصحيفة إلي أن الانتخابات لم تكن فاشلة، حيث تحركت الملايين لتحدي تهديدات حركة "طالبان" وممارسة المواطنين لحقوقهم في الانتخاب، كما أن الانتخابات الأفغانية لم تمثل نجاحاً، فلم يكن بوسع الجميع التصويت. لكن الأهم حسب الصحيفة هو أن الانتخابات كانت جيدة بما فيه الكفاية. وأوضحت أن استخدام كلمة "نجاح" من شأنه أن يخلق توقعات للمستقبل سيكون من المستحيل الوفاء بها، لا سيما أن توقعات مواءمة عملية التصويت للمعايير الدولية المعتمدة غير واقعية. وذكرت أنه علي الرغم من عيوب الانتخابات الأفغانية، فإن العملية الانتخابية لا تزال حاسمة لمستقبل أفغانستان. ورأت الصحيفة أن مزايا الانتخابات تفوق بكثير البديل الآخر وهو عدم وجودها. من جهة أخري، كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس عن أن قائد قوات الناتو في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال يعتزم طلب إرسال 20 ألف جندي إضافي وزيادة عدد قوات الجيش والشرطة الأفغانية، في إطار استراتيجيته الجديدة ضد حركة طالبان ، إلا أن هذا الطلب يأتي في الوقت الذي بدأت تتزايد فيه الشكوك الدولية حول مدي تأثير قوات الناتو علي الأوضاع في أفغانستان ، خاصة مع ارتفاع عدد القتلي والجرحي بين صفوف قوات الناتو إلي أعلي معدل له منذ بدء الغزو لأفغانستان عام 2001 وطبقا للاستراتيجية الجديدة التي يرغب الجنرال ستانلي في تنفيذها ، سيرتفع عدد قوات الناتو في أفغانستان من 88 ألف جندي إلي 250 ألف جندي وارتفاع عدد قوات الشرطة إلي 160 ألف شخص بحلول عام 2012 ومن ناحية أخري، قتل جندي أمريكي في انفجار قنبلة شرقي أفغانستان أمس.