أدت هجمات جديدة بقذائف الهاون في العاصمة الصومالية مقديشو إلى مقتل 21 شخصا الإثنين ووجهت 50 منظمة غير حكومية نداء ضد أعمال العنف "الرهيبة" في الوقت الذي يقاتل فيه المتمردون الإسلاميون الحكومة والجيش الإثيوبي الذي يساندها. وقال سكان مقديشو إن المتمردين أطلقوا قذائف المدفعية على قصر الرئاسة من سوق البكارة بالمدينة مما دفع الحراس في المجمع السكني المقام فوق تل إلى الرد على النيران. وقال شهود عيان إن ثلاثة جنود قتلوا في القصر بينما قتل أكثر من عشرة من المدنيين في الشوارع أسفل التل. وقال عبد الناصر سعيد وهو صاحب متجر في سوق البكارة إنه شاهد ستة اشخاص وقد اصبحوا اشلاء في انفجار قذيفة هاون في السوق. وقتل رجل آخر في السوق وقال السكان في مكان قريب إن امرأة وأطفالها الثلاثة وصديقا للعائلة قتلوا عندما سقطت قذيفة هاون أخرى فوق منزلهم. وقالت المنظمات غير الحكومية الإثنين إن هذا القصف أحدث مثال على العنف المنتشر في العاصمة الصومالية الذي أدى في الأسابيع الأخيرة إلى تشريد نحو 37 ألف شخص وساعد على تفاقم مشكلة اللاجئين داخل البلاد البالغ عددهم 1.1 مليون لاجيء. وأصدرت أكثر من 50 منظمة غير حكومية بيانا يبدي القلق إزاء " الأزمة الإنسانية المدمرة" وأعمال العنف "الرهيبة" في الصومال. وقال مصدر أمني تابع للأمم المتحدة إن قنبلة زرعت على جانب طريق أصابت الإثنين أيضا سيارة تابعة للمنظمة الدولية في بلدة مركا في منطقة شبيلا السفلى مما أودى بحياة سائقها الصومالي وجرح موظف إيطالي. ويقول موظفو الإغاثة إن العالم يقف متفرجا أمام المزيد من المعاناة في الصومال الذي هوى في أتون الصراع المحلي منذ سقوط الدكتاتور محمد سياد بري عام 1991. وأضافت المنظمات غير الحكومية في البيان "نحو نصف سكان الصومال أو 3.25 مليون نسمة في حاجة الآن للمساعدات العاجلة، وهذا يمثل زيادة نسبتها 77 % منذ بداية عام 2008. وقالت المنظمات "زاد هذا العدد بشكل كبير خلال العام المنصرم من جراء المزيج المدمر من انعدام الأمن والجفاف وارتفاع أسعار الغذاء لمستويات قياسية، ومن المتوقع أن يزيد تدهور الأوضاع في الوقت الذي يتحمل فيه الصوماليون العاديون العبء." وتابعت المنظمات غير الحكومية أن الجهود التي تقودها الأممالمتحدة للتوسط في إحلال السلام لم تسفر عن أي تراجع في أعمال العنف "ذات الأثر الرهيب المستمر على المدنيين." واستطردت "خلال الأسابيع القليلة الماضية أدى تجدد القصف في مقديشو إلى نزوح نحو 37 ألف مدني عن منازلهم، وخلال الشهور التسعة المنصرمة فر 870 ألف شخص خوفا على حياتهم، وهناك حاليا اجمالي 1.1 مليون مشرد في الصومال." وانتقدت المنظمات غير الحكومية كل أطراف الصراع في الصومال بسبب استخدام القوة المفرطة عشوائيا، وأشارت أن الهجمات على عمال الإغاثة تضر بجهود المساعدات الإنسانية. وتابعت "هذا العام فقط قتل 24 من عمال الإغاثة بينهم 20 صوماليا أثناء قيامهم بعملهم، ولم يعرف بعد مكان عشرة آخرين سجل 111 حادثا أمنيا استهدفت بشكل مباشر وكالات الإغاثة. (رويترز)