المأذون هو القاسم المشترك لحلم كل شاب وكل فتاة في بناء عش الزوجية وتكوين أسرة سعيدة ..المأذون هو العصا السحرية التي من خلالها يخطف فتى الأحلام فتاته ليبدأ سويا رحلة الكفاح والنجاح وخوض معارك الحياة. ومما لاشك فيه أن صورة المأذون الشرعي قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه في الماضي من حيث الشكل والجوهر والأدوات ولم يعد المأذون الشرعي كما حرصت السينما العربية على تصوير بهذا الشكل الكاريكاتيري وإنما طرأت تغيرات جوهرية كبيرة عليه . في البداية، يؤكد أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر الدكتور صبري عبد الرءوف على أهمية وظيفة المأذون في الحياة الاجتماعية في الإسلام من خلال توثيق عقود النجاح وهو يتمتع بقدسية ووقار للدور الذي يقوم به في تحقيق هدف الله من الخلق وهو إعمار الأرض والحفاظ على الأنساب في إطار من العفة والشرعية والطهارة . شروط مطلوبة ويشدد عبد الرءوف علي ضرورة توافر العديد من الشروط للقائمين بعمل المأذون فلابد أن يُدرك الجميع (المأذون والأزواج والمجتمع) أن وظيفة المأذون وظيفة شرعية تدعمها النصوص الشرعية وتؤكد عليها وأنها ليست كما يعتقد البعض من الوظائف غير المهمة أو غير الواضحة بل هي وظيفة تقع في صلب الرؤية الإسلامية . وتؤكدها وتدعو إليها الرؤى الحكيمة حيث إنها نوع من الفصل في حاجات الناس ومصالحهم اليومية. وأشار إلى أنه من الواجب أيضا على المسلم عامة والمأذون خصوصاً أن يلتزم بالأدب الشرعي في تعامله مع المتزوجين والشهود وأن يكون هذا المجلس محفوفاً بالذكر والطاعة والتؤدة والهدوء والبشرى والتهنئة فهي لحظة سعيدة ومباركة وعليه أن يتذكر أن المجتمع يتعامل معه بصفته واحداً من طلبة العلم ولذا فعليه أن يتخلق بأخلاقهم وبسماتهم وأن يجد المجتمع عنده قضاء جيداً لحاجاتهم. وأكد أن وظيفة المأذون لا تقف عند حدود الإجراءات الورقية أو الكتابية فقط بل عليه أن يجتهد في إبداء النصيحة للزوجين ولأولياء الأمور وللشهود بالتقوى وحسن الخلق والعشرة الطيبة ويذكرهم بأن الدين المعاملة . أول تنظيم للمهنة وأشار إلى أن أول تنظيم في العصر الحديث لعمل المأذون الشرعي عرف في مصر في عام 1899 حيث صدرت لائحة تضع نظاما لمن يشغل هذه الوظيفة واشترط وقتها أن يكون المأذون من علماء الأزهر وأن يكون حنفي المذهب. وأن يكون من أهل المنطقة التي يعمل بها وأن يتم شغل هذه الوظيفة بإجراء انتخابات بين المتقدمين وفي عام 1956 بعد إلغاء القضاء الشرعي صدرت لائحة أخرى لعمل المأذونين كان من ضمنها منع المأذون من الجمع بين وظيفته وأي وظيفة أخرى.. إلى غير ذلك. وحول التناول الإعلامي لوظيفة المأذون الشرعي خاصة في السينما العربية قال استاذ ورئيس قسم الصحافة بجامعة المنوفية الدكتور رفعت البدري :من الملاحظ أن السينما العربية قد دأبت منذ زمن على إظهار المأذون الشرعي بصورة غير لائقة وبأنماط سلوكية غير سوية فهو كما صورته شخصية أكولة يسيل لعابه لرؤية الطعام . وإذا تحدث فإنه يتحدث اللغة العربية الفصحى بشكل يجلب الاستهزاء إليه والى اللغة العربية ذاتها إذ انه يتأرجح بين تفصيح اللهجة المصرية الدارجة والتقعر في نطق العربية الفصحى وكلا الأسلوبين يجعلك تسخر من اللغة العربية والهدف من ذلك تمزيق الرباط الوثيق بين القرآن الكريم والمسلمين عن طريق إبعاد الناس عن اللغة التي لا يفهم التراث الإسلامي إلا بها حيث إن اللغة تعتبر وعاء الفكر عبر الأجيال . أما مشيته وحركاته وإشاراته فإنها تدل على أنه رجل غير متزن ولا سوي كما أنها عمدت الى إظهار المأذون وهو يشارك في زواج باطل شرعا حين يتم إجراءات زواج صوري لمحلل كما في فيلم (زوج تحت الطلب) أو يطلق امرأة عنوة من زوجها ليزوجها للعمدة كما في فيلم (الزوجة الثانية) مثلا أو نحو ذلك ناهيك عن ذاك الدفتر الكبير الذي يحمله وهو يرتدي زي العلماء الأزهريين خاصة (العمامة والجبة والقفطان). أما المأذون الشرعي طلعت غنيم ، فيرى أن وظيفة المأذون الشرعي قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه سواء في الحقيقة أو كما حاولت أن تصورها السينما العربية بشكل كاريكاتيري وأن هذه التغيرات التي طرأت على المأذون الشرعي تأتي مواكبة للتطور الطبيعي الذي تشهده حياتنا اليومية وتغير البيئة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. تغيرات وتغييرات وحول أبرز أوجه التغيير التي طرأت على شخصية المأذون الشرعي ، قال غنيم : قبل أن أتحدث عن التغييرات فلابد أن أؤكد أن الرسالة التي يؤديها المأذون الشرعي مازالت كما هي ولم يطرأ عليها أي تغيير إلا في الاسلوب واتساع الرسالة. وتعميق مفهومها بحيث لم يقتصر دور المأذون على توثيق عقدي الزواج والطلاق فقط وإنما اتسع ليتضمن أدوارا أخرى مثل الترغيب في الزواج وتسهيله والتأكد من التوافق بين الزواج والاطمئنان إلى سلامة الزوجين وصلاحيتهما للزواج وكذلك الصلح بين الزوجين قبل وقوع الطلاق حفاظا على وحدة الأسرة واستمرار الحياة الزوجية. وأضاف : أما عن أوجه الخلاف فهي متعددة فلم يعد المأذون الشرعي متمسكا بنفس الزي الأزهري التقليدي(العمامة والجبة والقفطان)، وربما يرجع السبب في ذلك إلي حجم السخرية والاستهزاء التي يتعرض لها هذا الزي في السينما العربية كرمز لعلماء الدعوة الإسلامية فأصبحنا نرى من يرتدون البدل والقمصان والبنطلونات وأبسطهم يرتدي الجلباب البلدي العادي . كما أن هناك تغييرات مهمة طرأت على كيفية التوثيق نفسه وأصبح العروسان مطالبين بتقديم شهادات صحية تؤكد سلامتهما صحيا وخلوهما من الأمراض والأوبئة وقدرتهما على الزواج وضرورة وجود أربع استمارات للزواج ومطالبة كل من العروسين بتقديم أربع صور لكل منهما ووضع الصور على وثائق الزواج . ويضيف طلعت غنيم :لعل ابرز التغييرات التي طرأت على وظيفة المأذون الشرعي هو دخول المرأة لهذا المجال لأول مرة بعد أن عينت (أمل سليمان عفيفي) كأول امرأة مصرية في منصب مأذون شرعي في منطقة القنايات في محافظة الشرقية في مصر(120 كيلو مترا شرق القاهرة) بعد أن حسم القضاء الأمر لصالحها متفوقة في ذلك على 11 رجلا تنافسوا معها على الوظيفة وحكم القضاء لصالحها . وبالإضافة لذلك فإن استخدام التقنية والتطور التكنولوجي من قبل المأذون الشرعي يعد ابرز مظاهر التغيير على هذه المهنة بعد أن امتلأت شبكة الإنترنت بآلاف المواقع الخاصة بالمأذونين الشرعيين للترويج والدعاية لهم وتقديم الخدمات الإلكترونية عبر النت .. ويذكر أن مصر بها أكثر من 7500 مأذون شرعي. إضاءة لم يعد المأذون الشرعي متمسكا بنفس الزي الأزهري التقليدي(العمامة والجبة والقفطان)، وربما يرجع السبب في ذلك إلى حجم السخرية والاستهزاء التي يتعرض لها هذا الزي في السينما العربية فأصبحنا نرى من يرتدون البدل والقمصان والبنطلونات وأبسطهم يرتدي الجلباب البلدي العادي. كما أن هناك تغييرات مهمة طرأت على كيفية التوثيق نفسه وأصبح العروسان مطالبين بتقديم شهادات صحية تؤكد سلامتهما صحيا وخلوهما من الأمراض والأوبئة وقدرتهما علي الزواج.