كشفت أعمال حفر تقوم بها السلطة الفلسطينية لإعادة بناء مبنى محافظة نابلس الذي دمرته القوات الإسرائيلية خلال السنوات الماضية عن وجود منطقة أثرية تعود إلى الفترة الرومانية. وقال ضرغام الفارس مدير أثار نابلس "يلقي الكشف الأثري الجديد الضوءعلى النظام المائي الذي استخدمه الرومان في القرن الثاني الميلادي في مدينة أنابوليس -الاسم الروماني لمدينة نابلس-." وأضاف "أن الاكتشاف عبارة عن بئر أسطوانية الشكل بعمق ثمانية أمتار يمكن النزول إليها عبردرج حجري يلتف حولها وتوصل إلى نفق مائي بطول ما يقارب 1500 متر يربط المدينة القديمة بعين للماء." وأوضح الفارس أن الدراسات تشير إلى أن هذه الآبار التي كشف في الماضي عن عدد أخر منها كانت تهدف للمساعدة في إدخال الهواء إلى العمال الذين يحفرون النفق. وقال الفارس "أدت أعمال الحفر الهادفة إلى توسيع الأرض التي كانت تقام عليها المقاطعة إلى الكشف عن مغارة أثرية تعود إلى الفترة البيزنطية." وأضاف "أضرار كبيرة لحقت بالموقع الذي تعرض إلى التجريف ولم نستطع إنقاذه واكتشفنا فيه أواني فخارية وقطعة عملة معدنية وجزء من صليب تعود الى الفترة البيزنطية." وتجري أعمال الحفر هذه إلى جانب المبنى الوحيد المتبقي كنموذج للبناء العسكري خلال الفترة العثمانية والذي يطلق عليه اسم (القشلة) وكانت أجزاء منه تعرضت للهدم خلال الاجتياحات الإسرائيلية للمدينة في الانتفاضة الثانية والمستخدم حاليا كسجن من قبل السلطة الفلسطينية. وقال الفارس "بقي من المبنى الذي شيد بين عامي 1872 و1876 في عهد السلطان عبد العزيز خان ابن السلطان محمود الثاني 13 غرفة بمساحة 1600 متر مربع." وأضاف "هذا المبنى شاهد على تاريخين.. التاريخ العثماني في هذه المنطقة وعلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأبنية التاريخية الفلسطينية عندما هدم أجزاء منه في الانتفاضة الثانية. وقد شيد على نفقة أهالي نابلس الذين ضاقوا ذرعا بالجنود العثمانيين الذين كانوا يقيمون داخل المدينة." وتابع "أن الأهالي شكلوا لجنة لجمع التبرعات ومن لم يكن قادرا على دفع التبرعات كان يعمل بنفسه في البناء وقام المهندس الحربي نور بك بوضع تصميم البناء والإشراف عليه." وتسعى السلطة الفلسطينية إلى إدراج مدينة نابلس على لائحة التراث العالمي. وقال حمدان طه مسئول الأثار في السلطة لرويترز "المدينة (نابلس) موضوعة على اللائحة التمهيدية من أجل وضعها على لائحة التراث العالمي لما تضمه من مواقع أثرية مرتبطة بروايات تاريخية ودينية ومنها البلدة القديمة في نابلس وجبل جرزيم وبلدة سبسطية وغيرها من المواقع." (رويترز)