انتهت إدارة المشروعات الخاصة وقطاع تكنولوجيا المعلومات بمكتبة الإسكندرية من توثيق تاريخ البريد المصري في العصر الحديث الذي يعد الأقدم في المنطقة العربية، وذلك في إطار المشروع التوثيقي الكبير الذي تنفذه مكتبة الإسكندرية تحت عنوان "ذاكرة مصر المعاصرة". وصرح الدكتور خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية أنه تم الإنتهاء من توثيق 400 طابع بريدي ووثائق وصور نادرة بعضها له قصص طريفة. واستعرض عزب قصة البريد المصري، موضحا أنه يعود إلى عهد الفراعنة الذين قاموا بتنظيم عمل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في ذهابهم وإيابهم في داخل البلاد ويسلكون للخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش. وقال إن البريد استمر بعد استيلاء الرومان على مصر وحتى فتح العرب لمصر، حيث اهتم العرب بالبريد واستخدموه في نقل أخبار الدولة والتجسس على الولاة ونقل الأخبار إلى الخليفة. وأشار عزب إلى أن معاوية بن أبي سفيان أول من استخدم البريد في الإسلام، وأن محمد علي هو أول من فكر في إنشاء البريد لنقل الرسائل الرسمية في العصر الحديث واتبع نظام الإدارة المركزية في مصر لحرصه على سرعة الاتصال بموظفي حكومته، كما اهتم بنقل الرسائل الحكومية بين القاهرة وسائر أنحاء القطر المصري. وأوضح عزب أن طوابع البريد المصري صدرت أول مرة في جنوه بايطاليا عام 1866 وكانت فئاتها (10 و20 بارة) و(1 و2 و5 قروش)، وتم تمصير طوابع البريد بعد ذلك بطبعها في البلاد عام 1867 وطبعت الطبعة الثانية في مطبعة "برناسون" المجرية بمدينة الإسكندرية ثم صدرت الطبعة الثالثة في سنة 1872 بالمطبعة الأميرية ببولاق. (أ ش أ)