السهرات الرمضانية في احضان الحسين لها مذاق خاص وطابع مميز فالمكان له خصوصية روحانية فريدة رواده من المصريين والعرب من كافة الفئات والأعمار.. يشاركهم السائحون الأجانب.. الكل يسهر في الحسين حتي الصباح بعد صلاة العشاء والتراويح في مسجد سيدنا الحسين.. يزدحم الميدان بآلاف السهرانين وينتشرون في أزقة خان الخليلي وحواري الجمالية وشارع المعز لدين الله الفاطمي.. وتمتليء المقاهي بالزبائن من كل شكل ولون.. يحتسون الشاي المصري المميز بالنعناع.. ولا يفوتهم تناول المشروبات الرمضانية مثل المشمشية وقمر الدين والسوبيا.. والتجول في باحة المشهد الحسيني والمناطق الاثرية الأخري... ويستمتعون خلال سهرتهم بعبق التاريخ الذي يميز المكان. الجميع يؤكدون ان الحسين لا يزال يتربع علي عرش السهرات الرمضانية رغم المنافسات الضارية مع وجود خيام منتشرة في كل انحاء البلاد. في البداية تؤكد هدي محمد "ربة منزل" وتسكن بعمارة متولي الشعراوي بحي الحسين انها تعودت منذ طفولتها علي طقوس خاصة تحتض بها بشهر رمضان في الحسين حيث يضيف جو البهجة والتفاؤل وتعليق الزينات علي حوائط المسجد والحديقة الجديدة في الميدان لتزيد فرحة الناس بشهر رمضان المعظم. وتجلس هدي لفترات طويلة في حديقة الحسين بعد صلاة العشاء وحتي صلاة الفجر وخاصة ان اول رمضان يصادف اجازة من المدارس لأول مرة فيأتي معها ابناؤها محمد وهناء وعلي ليلعبوا ويمرحوا بالميدان العريق حتي الساعات الأولي من الصباح. وتصطحب معها العرقسوس والسوبيا وبعض الحلويات مثل الكنافة والقطايف. بينما وقف حلمي عبدالمنعم نصار بالمعاش ومن منطقة الحسين يردد عبارات الحب والشجن في هذه المنطقة التي عاش فيها سنين عمره كلها وقال ان منطقة الحسين في رمضان تشبه العروس التي تنزين من اجل عريسها فالميدان وحوائط المسجد والمقاهي الكل يرسم الفرحة علي واجهته احتفالاً بالشهر العظيم.ويحرص علي حضور أي لقاءات فكرية تتم في مسجد الحسين أو وكالة الغوري وخاصة الندوات الدينية والتواشيح والابتهالات الدينية. أما أحمد أسامة مهندس مدني فيري ان رمضان يعتبر فرصة كبيرة لمقابلة بعض الاصدقاء الذين لا نراهم طوال العام بسبب مشاغل الحياة. حيث يلتقي اكثر من 50 زميلاً من دفعة واحدة بكلية الهندسة جامعة القاهرة. في إحدي ليالي رمضان من كل عام في تقليد بدأ منذ السنة النهائية من الدراسة وحتي اليوم واستمر 5 سنوات ويحرص الجميع علي حضور هذا اليوم مهما كانت الظروف. واضاف احمد انه يستمتع بالعود والمزمار البلدي وعازف الربابة بمسجد الحسين حيث نقضي ليلة كاملة علي قهوة ليالي الحسين تبدأ قبل الافطار وتنتهي مع صلاة الفجر. حيث نقضي سويا افضل ايام رمضان يجتمع فيه الزمن الجميل والذكريات الطيبة مع ليالي هذا الشهر العظيم بنغماته. أما محمد عبدالمنعم من البحيرة فيري أن جو الحسين في رمضان يستحق قطع هذه المسافات الطويلة لانه يضفي البهجة والفرحة علي نفوسنا. كما أن جو المسجد نفسه يعطينا الهدوء والطمأنينة والاستقرار. أما أصحاب المقاهي فشهر رمضان الكريم بالنسبة لهم.. موسم مهم حيث يتواكب هذا العام مع ذروة الموسم السياحي.. حيث يشارك السائحون الأجانب المصريين احتفالاتهم بالشهر الكريم. ويؤكد نبيل حيرم مدير احد المقاهي أن ما يزيد من روعة السهرات الرمضانية في ليالي الحسين هذا العام.. التطوير الذي شهده الميدان الحسيني مؤخرًا.. والتواجد الأمني المكثف للحفاظ علي النظام.. حيث يستمتع الرواد خلال سهراتهم بالهدوء بعد أن قامت قيادات الشرطة بقسم الجمالية ومديرية أمن القاهرة بتطهير الميدان من المتسولين والباعة الجائلين..ويشير اشرف مصطفي مدير أحد المقاهي إلي أن الميدان وبصفة خاصة المقاهي تتزين لاستقبال الرواد بالمفارش الجديدة والكراسي والزينات التي يقوم بتعليقها احتفالاً بالشهر الكريم. ويؤكد أسامة محمد نصار صاحب مقهي أن هناك مشروبات لا يمكن أن يتنازل عنها السائح مثل حمص الشام والسحلب والشاي بانواعه المختلفة والذي يحرص السائح علي تناوله. ويتفق معه عصام فوزي صاحب أحد المقاهي الذي يقدم قمر الدين والمشمشية والسوبيا للمصريين والسائحين.