في شهر رمضان يحلو السهر والسمر حتي الصباح وهو ما تعود عليه المصريون علي وجه الخصوص منذ دخول الاسلام إلي مصر فالروايات التاريخية تشير إلي أنه كان من المعتاد مع قدوم شهر رمضان الإقبال علي شراء الشموع لإنارة المنازل والسهر، ولكن طبيعة هذه السهرات تغيرت مع الوقت فظهر ما يسمي بالخيام الرمضانية بكل ما فيها وما لها وما عليها ولعل الشيشة من أبرز مظاهرها. وفي جولة قامت بها «روزاليوسف» في أماكن بيع الشيشة ولوازمها تبين أنه مع قدوم الشهر الكريم ترتفع مبيعات الشيشة ويزداد الطلب عليها سواء من المقاهي والمطاعم أو من الأفراد إما للاستخدام الشخصي أو بدافع الاهداء، وذلك وفق ما ذكر حسين سلامة بائع بحي الحسين، والذي ذكر أن الشيشة الصيني هي الأكثر مبيعا في حالة إهدائها معللا ذلك بأنها تباع في شنطة أنيقة أشبه بشنطة الماكياج والتي تجعل من السهل حملها بل والسفر بها بسهولة ولذلك فهي أيضا المفضلة لدي السائحين الأجانب. تتنوع أنواع الشيشة الصيني وتصل إلي 500 نوع وسعرها يبدأ من 75 وحتي 150 جنيهًا للحجم الصغير ويصل سعر الكبيرة إلي 600 جنيه،إلا أن الاقبال علي الشيشة الصيني لم يهز عرش الشيشة المصرية كثيرا ويقول حسين سلامة: إن الخامة النحاسية المميزة المصنعة منها تجعلها الأطول عمرا بينما الصيني مصنعة من الحديد المطلي. "قلب خليل مأمون"،"جاد"،"سلامة شكوكو" كلها أسماء تطلق علي أنواع الشيشة المصري والتي تصنع في ورش الجمالية، وأحدث أنواعها التي يضاف لها الثلج في جزئها العلوي لجعل الماء باردًا ولتقليل دخان الشيشة وهي الأكثر طلبا من السائحين العرب،أما أحدث أنواع المعسل فهي البطيخ والليمون بالنعناع والعرقسوس. في ظل رواج الشيشة وتسابق المقاهي بالاحياء الراقية والشعبية والفنادق بالاضافة الي انتشار الخيم الرمضانية هناك افراد يقفون امام هذا الغزو للتصدي لهذه الآفة اللعينة فنجد جمعية حياة بلا تدخين هذا العام ترفع شعار "مين معانا" في حملتها الجديدة التي تهدف الي استقطاب مختلف فئات المجتمع من جميع الاعمار للمشاركة في مواجهة التدخين بكل انواعه خاصة التدخين السلبي ورغبة منها في دفع الافراد الي الامام وتوعيتهم من اجل تغيير هذه العادة السلبية . وقد سبق ان نظمت الجمعية الاعوام الماضية حملات رمضانية لمحاربة تدخين السجائر والشيشة سواء بالاماكن العامة او الخيم الرمضانية بل ايضاً في المسلسلات الرمضانية وما تتضمنه من مشاهد متعددة تحث علي ممارسة التدخين باسلوب غير مباشر . كما أن هناك عددًا من الشخصيات العامة الذين وقفوا مع الجمعية في مواجهة انتشار التدخين لا سيما في شهر رمضان والتجمعات الشبابية التي يزداد فيها تدخين الشيشة بعد الافطار من تلك الشخصيات د.حمدي السيد نقيب الاطباء الذي اعلن خلال الندوات التي نظمتها الجمعية أنه سيستمر في محاربة مروجي التدخين وهاجم القائمين علي الاعمال الدرامية الرمضانية الذين يقدمون مشاهد التدخين مؤكداً انه ارسل عدة مذكرات لوزير الاعلام من اجل وضع تحذير اسفل الشاشة اثناء عرض هذه المشاهد واشار الي أن نسبة المدخنين ترتفع في مصر 7% سنوياً وهي امر شديد الخطورة منتقداً بشدة تدخين الفتيات للشيشة في المقاهي .. بينما تبنت الفنانة حنان ترك احد اعضاء الجمعية فكرة محاربة التدخين ولذلك حرصت علي المشاركة في الفاعليات التي يتم تنظيمها لمخاطبة الشباب وتوعيتهم واعلنت مؤخراً انها قامت بمنع التدخين داخل استديو تصوير مسلسلها الاخير "القطة العامية" الذي يعرض حالياً علي شاشات التليفزيون.