أكدت القمة المصرية البحرينية التى عقدت بين الرئيس حسنى مبارك والعاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة مساء الإثنين أهمية تحقيق الوفاق والمصالحة الفلسطينية بين مختلف الفصائل وتوحيد الصف فيما بينها، كما أكدت القمة أهمية تنقية الأجواء العربية ودعم العمل العربي المشترك في مختلف المجالات. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن القمة المصرية البحرينية ركزت على بحث تطورات الأوضاع بالأراضى الفلسطينية واستعرضت القمة مجمل الوضع العربي الراهن والعلاقات الثنائية بين مصر ومملكة البحرين. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط والعلاقات العربية ركزت القمة على دعم العلاقات العربية والعمل العربي المشترك كما استعرضت نتائج الاجتماع الوزاري الأخير لوزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة الأسبوع الماضي قبيل بدء اجتماعات الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في وقت لاحق من الشهر الحالي. وأضاف السفير عواد أن القمة بين الزعيمين ركزت بوجه خاص على الأوضاع بالساحة الفلسطينية واستعرض الرئيس مبارك مع أخيه عاهل البحرين الاتصالات الجارية في القاهرة مع مختلف الفصائل الفلسطينية وأكد الرئيس مبارك عزم مصر على مواصلة جهودها لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام والتشرذم الراهن. وأوضح أن القمة تطرقت بالتركيز والتفصيل إلى التطورات على الساحة الفلسطينية سواء مايتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني ومساعي مصر لتهيئة الأجواء لنجاح هذا الحوار أو مايتعلق بالمفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالإضافة إلى التطورات الداخلية على الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية والانتخابات المقبلة في إسرائيل لحزب كاديما والمقرر عقدها الأربعاء وانعكاسات ذلك على مفاوضات الوضع النهائي من جهة وجهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية من جهة أخرى. وفيما يتعلق بملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط أكد السفير سليمان عواد أن مصر لاتسعى للحصول على ثناء من أحد وهي تمارس دورها في محاولة رأب الصدع الفلسطيني أو إنهاء أو رفع الحصار المفروض على غزة ودفع القضية الفلسطينية فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني أو فيما يتعلق بالجندي جلعاد شاليط . كما شدد عواد على أن دور مصر الإقليمى لايقبل التشكيك ولايلهث وراء أي ثناء أو إشادة فالدور المصري هو محصلة اعتبارات عديدة منها التاريخ والجغرافيا وإسهام مصر في دعم القضية الفلسطينية منذ ماقبل النكبة ومابعدها. واستطرد السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية قائلا "إذا كانت هناك أطراف تريد أن تدلي بدلوها في ملف جلعاد شاليط فلتتفضل". وأكد أن إنهاء ملف الأسرى وجلعاد شاليط هو طريق لرفع الحصار عن غزة وحماية شعبها من بطش قوة الاحتلال وتثبيت التهدئة التي نجحت مصر في تحقيقها بين حماس والجانب الإسرائيلي في غزة وأن مصر تعمل على ذلك متوخية مصلحة الشعب الفلسطيني ولاتضع أية حواجز أمام أي طرف يريد أن يدلي بدلوه في هذا الملف المهم لتحقيق هذه الغايات وليس المهم من الذي يحققها. وأضاف المتحدث الرسمي: أننا نسمع تناقضات وتصريحات متضاربة من مسئولي حماس وغيرها تتحدث عن هذه الأطراف الأخرى التي تريد أن تدلي بدلوها في ملف شاليط وبعض هؤلاء المسئولين يشيد بدور مصر ويقول إن الملف لايزال في يدها وإن ما من أحد يستطيع أن يحقق اختراقا في هذا الملف سوى مصر ونسمع تصريحات أخرى من نفس الدوائر تتحدث بعكس هذا. وأكد عواد أن هذا الكلام كله لايعنينا وأن الرئيس مبارك لايتوقف أمام المهاترات أو أمام مثل تلك التصريحات أو إمام المزايدات وان كل مايتوخاه تحقيق مصلحة الشعب الفلسطينى. وردا على سؤال حول وجود مؤشرات لنجاح الحوار الوطني الفلسطيني الذي يجرى بالقاهرة برعاية مصرية، قال السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس مبارك أكد خلال مباحثاته مع العاهل البحريني أن مصر عازمة على المضي في جهودها المخلصة لتهيئة الأجواء لحوار حقيقي وجاد يتأسس على أساس متين يكفل نجاح التقاء الفصائل الفلسطينية عندما ينتقل الحوار من اتصالات مصرية تتم حاليا مع كل من هذه الفصائل على حده إلى المرحلة المقبلة التي تلتقي فيها كل الفصائل على مائدة مستديرة. وأشار السفير سليمان عواد أن جهود تحقيق المصالحة الوطنية ليست باليسيرة فحالة الانقسام والتشرذم الفلسطيني الراهن تضر بالقضية الفلسطينية وتلقي بانعكاساتها على المزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، موضحا أن القاهرة سبق أن استضافت ثلاث جولات من الحوار الوطني الفلسطيني بين كافة الفصائل في مارس عام 2005 أسفرت عن إعلان القاهرة. وقال إنه وفي إطار تحقيق المصالحة الفلسطينية نتذكر أيضا وثيقة الأسرى واتفاق مكة ومبادرة صنعاء التي تحولت إلى مبادرة عربية فى قمة دمشق الأخيرة. وأكد عواد أن تحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني هو أمل ليس وليد اليوم وقد تعددت جهود مصر والدول العربية لتحقيقه مشيرا أن القاهرة تبذل جهودا مخلصة منزهة عن الغرض تهدف إلى أن تلتقى كافة الفصائل الفلسطينية على كلمة سواء تحقق مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وتخفف من معاناته. عمر سليمان وقال إن الوزير عمر سليمان يقوم باتصالات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية وعددها 13 فصيلا وهناك من يقول إن عددها الآن يصل إلى 15 أو 18 فصيلا مشددا على أنه لابديل أمام الفصائل الفلسطينية عن توحيد كلمتها وإعادة توحيد موقفها ورأب الصدع فيما بينها والالتقاء حول مواقف مشتركة تتحدث باسم الشعب الفلسطيني وتدافع عن قضيته. وأوضح أن الوزير عمر سليمان بدأ بتوجيه رسائل لكل الفصائل كل على حده لاستطلاع مواقفها ووجهات نظرها لما يمكن أن يكون عليه الحد الأدنى من الوفاق الفلسطينى وقد تلقى الوزير عمر سليمان إجابات عن هذه الاستفسارات وبناء عليها يقوم الآن بالالتقاء مع الفصائل كل على حده فى إطار الإعداد الجيد للحوار بين الفصائل لأن الوفاق الفلسطيني ليس أملا نتحدث عنه أو كلمة نتشدق بها وإنما هو عمل جاد يقوم على أساس متين وهو ماتحاوله الآن مصر من خلال بناء قاعدة عريضة لتوافق الآراء تكفل نجاح الفصائل الفلسطينية عندما تلتقي في وقت لاحق بالقاهرة للوصول إلى وفاق فلسطيني حقيقي قابل للاستمرار. وردا على سؤال حول محاولة بعض الفصائل افتعال معارك فرعية مثل التشكيك في شرعية الرئيس الفلسطيني أبومازن وتأثير ذلك على فرص نجاح حوار الفصائل، قال سليمان عواد إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) يستحق أفضل من ذلك ولاينبغي أن يترك هكذا يتلقي الضربات من الجانب الإسرائيلي كقوة احتلال ويتلقى الضربات في نفس الوقت من الفصائل الفلسطينية سواء من حماس أو من غيرها فالرئيس أبومازن هو الرئيس الشرعي المنتخب من الشعب الفلسطيني ويستحق كل التأييد من الفصائل الفلسطينية ومن الشعب الفلسطيني ومن كافة الأطراف العربية والإقليمية والدولية. وردا على سؤال عما إذا كانت القمة المصرية البحرينية قد تطرقت إلى موضوع تنقية الأجواء العربية قال السفير سليمان عواد إن القمة استعرضت الوضع العربى الراهن والعلاقات العربية العربية، مؤكدا أن الرئيس مبارك حريص على تنقية الأجواء العربية بما يتيح الأجواء المناسبة لتفعيل العمل العربي المشترك على نحو يرقى إلى مستوى التحديات التي تواجهها الأمة العربية في الوقت الراهن والمرحلة المقبلة. وأوضح عواد أن الحوار بين الزعيمين انتقل إلى استعراض الوضع على الساحة اللبنانية والتطلع إلى نجاح جولة الحوار الوطني المقرر أن تنطلق في بيروت الثلاثاء كما تم استعراض الوضع في العراق ومنطقة الخليج والسودان. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين ..أعرب الزعيمان عن ارتياحهما للعلاقات الوثيقة والتطور الراهن فى العلاقات الثنائية وأبديا عزمهما على مواصلة تعزيز التعاون القائم بين البلدين الشقيقين فى كافة المجالات . وفيما يتعلق بالعمل العربي المشترك أيضا تطرق الزعيمان إلى القمة الاقتصادية الأولى للجامعة العربية المقرر عقدها في الكويت مطلع عام 2009 وأكدا أن هذه القمة تمثل خطوة مهمة لتفعيل العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي تتوازى في أهميتها مع تفعيل العمل العربي المشترك في المجال السياسي. (أ ش أ)