مع بداية الاسبوع الثاني لتداولات شهر سبتمبر/ أيلول 2008، تترقب شريحة واسعة من المتعاملين في سوق الكويت للاوراق المالية بحذر نتائج الشركات للربع الثالث في ظل موجة الانخفاضات التي تطال أسهم السوق القيادية والرخيصة على حد سواء. وأرجعوا الأداء السلبي لتداولات شهر أغسطس/ آب 2008 والتي مازالت تطل برأسها مجددا خلال تداولات سبتمبر الى مجموعة أسباب، في مقدمتها زيادات رؤوس الأموال ومنها زيادة رأسمال مجموعة الصناعات الوطنية بنسبة 25% بقيمة اسمية 100 فلس وعلاوة اصدار 800 فلس. وأشاروا بأصابع الاتهام كذلك الى الاداء الباهت للصناديق الاستثمارية خلال أغسطس، والذي جاء مخيبا لبعض الشركات التي تديرها في دليل صريح على أن السوق يحتاج الى مشتقات مالية حديثة تدعم أداءه في ظل الهبوط القوي. وفي المقابل، استبشروا خيرا بعودة التداول على احدى الشركات القيادية في السوق وهي شركة الصفاة للطاقة القابضة (الحاسبات سابقا) التي كانت قد أوقفتها ادارة السوق لأنها زادت رأسمالها 300% ممايشير الى عودة الانسجام بين ادارة السوق الحالية وبعض الشركات المدرجة. وعزوا انخفاض القيمة السوقية للشركات المدرجة التي تراجعت الى 58.5 مليار دينار وفق اغلاق الخميس 4 سبتمبر/ ايلول 2008 بعدما تخطت 64 مليارا الى سحب السيولة للاكتتابات وهلع بعض المتعاملين خوفا من تكبد المزيد من الخسائر. وتوقع المتداول فهيد العميري ان تداولات الاسبوع الثاني من سبتمبر لن تختلف كثيرا عن الأسبوع الاول نظرا لأن الاسباب السلبية مازالت حاضرة ولكن الامل الوحيد في عودة السوق الى التحسن التدريجي هو في تحرك القياديات التي لا نعرف سببا في تلكؤها هل لمصلحة فئات دون أخرى أم أن الطلبات عليها محدودة. وأضاف ان تحريك ملكيات الشركات الكبرى على الاسهم المدرجة خلال اغسطس لم يفلح في "حلحلة" الأوامر عليها على الرغم من ان معظم المتعاملين كانوا يتخذون قراراتهم الاستثمارية سواء الشراء أو البيع بعد مطالعة هذه التحركات. وقال المتداول محمد الكندري ان آليات التداولات تتجه الى مستويات مقلقة فبعدما كنا على مشارف بلوغ المؤشر السعري مافوق مستوى ال15500 نقطة هاهو ينحدر دون 14000 نقطة على الرغم من القيمة النقدية التي حققها السوق منذ بداية العام والتي بلغت 27 مليارا بزيادة مليار دينار عن 2007. وألقى باللوم على بعض مديري الصناديق الاستثمارية التي دائما ماتغلب مصلحة شركاتها على مصلحة السوق مايعني ان صناع العمل الاستثماري أو من يطلق عليهم صناع السوق هم المستفيدون من التراجعات ومن الارتفاعات والذي يتكبد الخسارة المتعامل الصغير على الدوام وهو الامر الذي ندعو فيه ادارة السوق الى اعادة النظر في دور هؤلاء . ومن جهته، قال المتداول حمد الديحاني ان أداء السوق لايشجع اطلاقا الاستثمار بكل السيولة التي تتوافر مع المتعاملين حيث ان الحيطة والحذر هما اساس الاستثمار في ظل التعاملات المتقلبة حتى يهدأ السوق ويعود مجددا الى سابق عهده لبلوغ المستويات القياسية التي دأب على تحقيقها . وأعرب عن أمله أن يلقى السوق ارتفاعات في ظل أخبار بعض الشركات التي توقع عقودا لمشروعاتها أو تلك التي تحقق ارباحا جراء تخارجات مايدفع السوق الى تحقيق ارقام جيدة عن الربع الثالث الذي قد يمنى بخسائر للشركات غير التشغيليلة والتي اعتمدت كثيرا على الاستثمار في سوق الاوراق المالية . وقال عدنان الدليمي مستشار شركة (مينا) للاستشارات المالية والاقتصادية، انه على الرغم من التراجعات فان سوق الكويت للأوراق المالية تظل الافضل خليجيا في الاداء نظرا لقوة شركاتها والقيمة السوقية التي تذخر بها، لافتا الى ان موجة الهبوط ليست قاصرة على أسواق المنطقة بل هناك الاسواق العالمية تمر بنفس الحالة المتردية . وتوقع ان يلملم السوق خسائر أغسطس 2008 بعد انحسار تأثيرات الاكتتابات وعودة الثقة مرة ثانية على نفسيات المتعاملين التي تأثرت سلبا على مدار الأسبوع الاول من سبتمبر ممادفعهم الى التصرف بطريقة عشوائية للتخلص من اسهم ولو بالخسارة. (الدولار الامريكي يساوي 0.28 دينار كويتي) (كونا)