المعلم: الدور الفرنسى ضرورى للسلام أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء فتح عهد جديد من العلاقات بين سوريا وفرنسا. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السوري وليد المعلم في العاصمة السورية دمشق . وأكد كوشنير -بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد- حدوث تقدم في لبنان ، قائلا "إننا ننفذ وعدنا بذلك ونفتح عهدا جديدا من العلاقات مع سوريا " ، مؤكدا أن سوريا ولبنان سيتبادلان السفراء قبل نهاية العام الحالى. وأوضح كوشنير أنه تطرق مع الرئيس السوري الى بعض النقاط المتعلقة بلبنان مثل "الوضع في طرابلس" في شمال لبنان بين أنصار من المعارضة وآخرين من الأكثرية ، معتبرا أن هذا الوضع "يمكن أن يصبح خطرا وان يتفجر". كما أشار الى مشكلة حزب الله الذي يسترعي اهتمامنا كثيرا ، ومشكلة التصريحات المتبادلة من الجانب الإسرائيلي أو من الجانب اللبناني" في إشارة الى التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بقصف لبنان ، والرد الذي ورد فى تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ، موضحا أن هذه النقاط سيتم التطرق اليها بين الرئيسين السوري والفرنسي مطلع الشهر المقبل. وأضاف الوزير الفرنسي "بحثنا مع المعلم الوضع في العراق وايران وقضية السلام في الشرق الأوسط وأهنئ سوريا على المباحثات مع إسرائيل في تركيا" ، ووجه التحية الى سوريا "لاستقبالها نحو مليون ونصف مليون عراقي". ومن المقرر ان يزور الرئيس الفرنسي سوريا في الثالث والرابع من ايلول/سبتمبر المقبل ، حيث ستتناول محادثات الرئيسين السوري والفرنسي الوضع في لبنان والسلام في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين. المعلم: الدور الفرنسى ضروري لتحقيق السلام من جهته ، اعتبر المعلم أن العلاقات بين سوريا وفرنسا تعود الى وضعها الطبيعي وتستجيب لواقع التاريخ والجغرافيا ، مشيرا الى معاناة المنطقة من الانفراد الدولي في شؤونها فشعرت شعوبها بانها تعاني الظلم والازدواجية ، ولهذا "تتطلع الى دور فرنسي يعيد الثقة الى شعوب هذه المنطقة لان فرنسا واوروبا تسعيان الى ايجاد حلول تؤدي الى امن واستقرار المنطقة". واضاف المعلم ان "سوريا تمد يديها الى فرنسا لتلعب دورا مميزا في منطقتنا يعيد الى الاذهان الدور الذي لعبه الرئيس شارل ديجول ، ونحن بهذا الدور لا نعادي احدا بل نتطلع الى دور فرنسي يشجع على احلال السلام والاستقرار في منطقتنا". وحول المباحثات السورية الاسرائيلية غير المباشرة ، قال المعلم "مع الاسف لم تتقدم بما فيه الكفاية لتصبح مباحثات مباشرة لكننا نشعر بأن الطرفين جادان في حل المسائل القائمة التي هي موضع نقاش وابرزها تحديد خط الرابع من حزيران/يونيو 1967". وصل وزير الخارجية الفرنسي كوشنير بعد ظهر الاثنين الى دمشق في زيارة لساعات عدة للتحضير لزيارة الرئيس الفرنسي مطلع ايلول/سبتمبر المقبل وكان كوشنير قد بدأ جولته الشرق اوسطية من بيروت ، حيث التقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيسي الحكومة فؤاد السنيورة ومجلس النواب نبيه بري كل على حدة. تأتي زيارة الوزير الفرنسي الى دمشقوبيروت اثر اعلانهما اقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا خلال قمة بين الرئيسين ميشال سليمان وبشار الاسد في 13 اب/اغسطس. واكد كوشنير في بيروت استعداد بلاده للمساهمة في حل مشاكل اخرى بين لبنان وسوريا مشترطا لذلك "طلب البلدين". وذكر كوشنير في بيروت ان فرنسا لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا "انما اصرت لاقامة علاقات طبيعية على ان تعمل دمشق وفق اتفاق الطائف وتحترم الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية". يذكر أن جولة كوشنير في المنطقة كانت ستشمل مصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية لكنها اختصرت لتقتصر على سوريا ولبنان بسبب التطورات في جورجيا وأفغانستان. (ا ف ب )