ذكرت وزارة الداخلية الجورجية الجمعة ان القوات الروسية سيطرت على جزء من عاصمة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي بعد ان أرسلت قوات عبر حدودها لصد هجوم جورجي على الانفصاليين. وقال شوتا اوتياشفيلي المتحدث باسم الوزارة ان القوات الروسية تقصف القوات الجورجية "بالدبابات والطائرات". وعن العاصمة المحاصرة تسخينفالي قال اوتياشفيلي "نسيطر على جزء من المدينة والروس يسيطرون على آخر." وقبل ذلك، قالت خدمة اعلامية تابعة للانفصاليين في اوسيتيا الجنوبية على موقعهم على الانترنت ان المركبات المدرعة الروسية دخلت الاطراف الشمالية لاقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وقال التقرير "دخلت المركبات المدرعة الروسية الضواحي الشمالية لتسخينفالي." وقال الموقع "وفقا لشهود عيان ،بدأت القوات الجورجية التراجع من المواقع التي احتلتها." وفي وقت سابق الجمعة نقلت وكالة الاعلام الروسية (ار.اي.ايه) عن قائد روسي كبير قوله ان وحدات من القوات الروسية تقترب من تسخينفالي عاصمة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي حيث يحتدم القتال. ونقلت الوكالة عن ايجور كوناشينكوف نائب قائد القوات البرية قوله "وحدات من الجيش 58 تحركت لمساعدة قوات حفظ السلام الروسية وهي تقترب الان من تسخينفالي." وفي تفليس قال ميخائيل ساكاشفيلي رئيس جورجيا لشبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية الامريكية ان روسيا تخوض حربا ضد بلاده، وقال في الحديث التلفزيوني "روسيا تحاربنا في ارضنا." ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن مصدر في مقر القيادة العسكرية الاقليمي قوله ان المدرعات الروسية دخلت الجمعة تسخينفالي عاصمة اقليم اوسيتيا الجنوبية. وعلى صعيد الضحايا قال زعيم منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية ان مئات المدنيين لقوا حتفهم في القتال الدائر بالعاصمة تسخينفالي بين قوات انفصالية والجيش الجورجي. ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن رئيس الجمهورية غير المعترف بها ادوارد كوكويتي قوله "في تسخينفالي هناك مئات المدنيين القتلى." فيما ذكرت وكالة الإعلام الروسية (آر.آي.ايه) ان وزيرا في اقليم اوسيتيا الجنوبية الاتفصالي الجورجي قال ان اكثر من الف شخص قتلوا خلال قصف القوات الجورجية للعاصمة تسخينفالي خلال الليل. وقال تيموراز كاساييف وزير القوميات في اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي عبر الهاتف لوكالة الاعلام الروسية "وفقا لمعلوماتنا ونتيجة لقصف تسخينفالي خلال الليل سقط عدد كبير من الضحايا ، عدد الضحايا يزيد على ألف." في هذه الأثناء نقلت وكالة رويترز عن مصادر في البنتاجون أن لديهم اتصالات مع مسئولين جورجيين، لكنهم لم يتلقوا طلباً للمساعدة في القتال الدائر في اوسيتيا الجنوبية. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية في وقت سابق إن جورجيا فقدت السيطرة على أجزاء من عاصمة اوسيتيا الجنوبية تسخينفالي، وذلك بعد ادعاءات جورجية سابقة بالسيطرة الكاملة على المدينة. ونقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن وكالة (آر آي أيه) للأنباء تصريحات لمسئول عسكري روسي رفيع بأن وحدات من الجيش الروسي تقترب من عاصمة اوسيتيا الجنوبية تسخينفالي وقال الكولونيل ايجور كوناشنكوف المتحدث باسم قيادة قوات المشاة الروسية "تعرضت مواقع تابعة لقوات حفظ السلام لنيران القوات الجورجية ونتيجة لذلك قتل اكثر من عشرة جنود واصيب حوالى ثلاثين بجروح". من ناحية أخرى أفاد شهود عيان بأن قوات روسية وصلت إلى أوسيتيا الجنوبية التي تعرضت لاقتحام القوات الجورجية في وقت سابق اليوم. وعرضت القناة الأولى للتليفزيون الروسي لقطات لقوة عسكرية روسية قالت إنها دخلت إلى أوسيتيا الجنوبية. وفي تطور آخر قال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إن 150 دبابة ومدرعة روسية دخلت إلى أوسيتيا الجنوبية. وأضاف ساكاشفيلي بأنه تم اسقاط مقاتلتين روسيتين فوق الأراضي الجورجية، إلا أنه لم يتسن التأكد من صحة ذلك التصريح من مصادر مستقلة. قوات جورجية تطلق صواريخ من ناحية أخرى قال متحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية إن طائرات روسية هاجمت قاعدة عسكرية جورجية قرب العاصمة تبليسي. ولكن المتحدث لم يدل بمزيد من التفاصيل. يأتي ذلك بعد إعلان ساكاشفيلي "التعبئة العامة" في جورجيا لاستعادة السيطرة على "جمهورية" أوسيتيا الجنوبية الانفصالية التي تحظى بدعم روسيا، واكد ان بلاده تتعرض "لتدخل عسكري واسع النطاق"، متهما روسيا بشن قصف جوي على مواقع وقرى في جورجيا. وقد شهد الموقف تصعيدا خطيرا حيث شنت القوات الجورجية هجوما استخدمت فيه الطائرات والمدفعية والمدرعات على المدينة. وقالت وكالة الانباء الروسية انترفاكس ان قذائف مدفعية أصابت "بشكل مباشر" قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في تسخينفالي، وأن عددا منهم قد سقطوا قتلى، فيما قال الانفصاليون الموالون لموسكو إن 15 مدينا قد قتلوا في الهجمات الجورجية. ويتواصل التصعيد والاتهامات المتبادلة في الوقت الذي فشل فيه مجلس الامن الدولي في الاتفاق على بيان يدعو الجانبين إلى الكف عن استخدام القوة. ويتهم المسئولون الجورجيون انفصاليي اوسيتيا الجنوبية بمحاولة جر البلاد الى حرب جديدة، ويحملون روسيا مسئولية تسليحهم، وهي تهمة تنفيها موسكو. وكان الرئيس ساكاشفيلي قد تعهد باعادة السيطرة الجورجية على اوسيتيا الجنوبية واقليم ابخازيا الانفصالي. يذكر ان اوسيتيا الجنوبية تقيم علاقات طيبة مع روسيا، كما ان اوسيتيا الشمالية جزء من الاتحاد الروسي. وتعارض روسيا طموح جورجيا بالانضمام الى حلف شمال الاطلسي، وتتهم تبليسي بحشد قواتها على تخوم الاقليمين الانفصاليين حيث تنتشر قوات حفظ سلام روسية. (رويترز/ أ ف ب)