اشتعلت الحرب فى منطقة البحر الأسود، وتحديداً بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية (الانفصالية)، وذلك بعد أن أعلنت السلطات فى تبليسى مساء الخميس عن شن قواتها هجوما عسكريا على الإقليم الانفصالى لإعادة النظام والدستور. دفع هذ الهجوم اتخاذ روسيا إجراءات رد سريعة، تمثل فى قصف الطيران الروسى لمجموعة من المواقع فى العمق الجورجى، وهو ما ردت عليه القوات الجورجية بقصف مدفعى لقوات حفظ السلام التابعة لروسيا على الحدود مع أوسيتيا. ومن جانبها، طالبت الولاياتالمتحدةموسكو بتدخل سياسى لدى أوسيتيا لمنع تفاقم النزاع، فى الوقت الذى فشل فيه مجلس الأمن الدولى فى إصدار قرار حول النزاع، وذلك بعد أن انعقد بطلب من روسيا. الحرب.. لإعادة النظام والدستور أعلنت السلطات فى جورجيا شن هجوم على جمهورية أوسيتيا الجنوبية، التى أعلنت انفصالها عنها، حيث اندلعت معارك بالقرب من كبرى مدنها "تسخينفالي"، مؤكدة عزمها على "إعادة النظام الدستورى" إلى الجمهورية الانفصالية.وقال المتحدث باسم الوزارة تشوتا اوتياشفيلى مساء الخميس، إن "الهجوم يجرى حاليا والمعارك تدور قرب ضواحى تسخينفالى". من جهتها، قالت السلطات فى أوسيتيا الجنوبية إن معارك عنيفة اندلعت قرب تسخينفالى تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمدفعية، انطلاقا من القرى والبلدات الجورجية. وأعلن رئيس أوسيتيا الجنوبية إداورد كوكويتى فى وقت سابق اندلاع المعارك، واصفا الهجوم على تسنخينفالى بالعمل "الدنىء" من جانب الرئيس الجورجى ميكائيل ساكاشفلى. وبدوره، وعد سيرغى بجباش رئيس جمهورية أبخازيا الانفصالية، تقديم الدعم لنظيره كوكويتى، بقوله "لقد وعدت كوكويتى باستخدام جميع الوسائل الممكنة لمساعدة أوسيتيا الجنوبية"، وأشار إلى أن ألف متطوع أبخازى سيتوجهون إلى أوسيتيا الجنوبية. وكان التوتر ازداد خلال الأشهر القليلة الماضية بين الحكم المركزى فى جورجيا من جهة، وبين أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من جهة ثانية، وهما منطقتان انفصاليتان تحظيان بدعم موسكو. تأهب دولى ورد عسكرى وفى أول رد فعل على الهجوم الجورجى، أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية أن طائرات روسية قصفت الجمعة موقعا فى الأراضى الجورجية، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية شوتا اوتياشفيلى أن "ثلاث طائرات (سوخوى 24) روسية دخلت المجال الجوى الجورجى الجمعة، وألقت واحدة منها قنبلتين قرب مركز للشرطة فى كاريلى"، وتقع هذه القرية الجورجية فى مكان قريب من أراضى أوسيتيا الجنوبية، حيث تشن جورجيا هجوما. كما ذكرت وكالة الأنباء الروسية ايتار تاس، أن السلطات الروسية "تدرس اتخاذ إجراءات عاجلة" مرتبطة بإعادة السلام إلى منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية، و"الدفاع عن السكان المسالمين الموجودين هناك لأننا نملك تفويضا بحفظ السلام". من جانبها دعت الولاياتالمتحدةروسيا الخميس إلى ممارسة ضغوط على قادة أوسيتيا الجنوبية لوقف المعارك، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جونزالو جاليغوس خلال مؤتمر صحفى "نحن على اتصال مع مسئولين كبار فى روسيا وجورجيا"، مضيفاً "ندعو موسكو إلى ممارسة الضغوط على القادة فى أوسيتيا الجنوبية لكى يوقفوا إطلاق النار"، كما دعت جورجيا أيضاً إلى "ضبط النفس". فى الوقت نفسه، عبر مجلس الأمن الدولى الجمعة عن قلقه بشأن تدهور الوضع فى جمهورية أوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية، لكنه لم ينجح فى الاتفاق على إعلان يدعو الطرفين إلى التخلى عن استخدام القوة. وقالت مساعدة سفير بريطانيا فى الأممالمتحدة كارين بيرس خلال اجتماع طارئ دعت إليه روسيا "نأسف لأنه لم يكن ممكنا حتى الآن التوصل إلى اتفاق حول إعلان لمجلس الأمن الدولى فى هذا الشأن"، مضيفة "نأمل أن يكون ذلك ممكنا فى الأيام المقبلة". يذكر أن دبلوماسيين أعلنوا أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا طارئا بطلب من روسيا لبحث الأوضاع فى جمهورية أوسيتيا الجنوبية الانفصالية حيث تدور معارك عنيفة. وأفاد بيان للبعثة الروسية فى الأممالمتحدة أن "الاتحاد الروسى طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الأعمال العدائية التى تشنها جورجيا ضد أوسيتيا الجنوبية".