قامت إسرائيل بخطوة جديدة في تصعيد العنف عبر العملية الأكثر دموية في قطاع غزة من اجل وقف إطلاق الصورايخ، مهددة بإطاحة نظام حماس. وتشكل هذه العملية التي أطلق عليها اسم "الشتاء الحار" أكثر من ضربة موضعية واقل من هجوم شامل، وتهدف في المقام الأول إلى الحد من إطلاق الصواريخ على إسرائيل عبر استهداف المجموعات الفلسطينية المسلحة، مخاطرة بمضاعفة عدد الضحايا المدنيين. وفي حال فشل هذه الإستراتيجية، تهدد إسرائيل بإعادة احتلال مناطق واسعة من غزة واغتيال قادة حماس السياسيين بهدف إنهاء سيطرة الحركة الإسلامية على القطاع لا سيما إن حماس تدعو إلى مواصلة القتال بهدف تدمير إسرائيل. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك للإذاعة الإسرائيلية العامة الأحد "عند إعطاء الجيش الأمر باستخدام قوته كاملة، سيكون الهدف الحد من إطلاق الصواريخ، وتهريب السلاح من مصر وإضعاف نظام حماس وإذا توافرت الظروف الملائمة، إسقاطه". وقال باراك إن "حماس تحمل مسؤولية تدهور الوضع وستدفع ثمنه وتتحمل عواقبه"، مشيرا إلى إن العملية التي أودت منذ السبت بحياة 68 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال، متواصلة. وأشار خبراء إلى أن المشكلة تكمن في غياب ضمانات بنجاح العملية المحدودة الجارية في إقناع حماس بوقف إطلاق الصواريخ، فيما يهدد أي تصعيد إضافي في إغراق إسرائيل في مستنقع غزة. وحذر المحلل العسكري روفن بيداتسور، قائلا "إن الحكومة تبحث عن حل وسط بين الغارات المحدودة غير الفعالة وحرب شاملة نتائجها مجهولة وتجازف بالخسارة في جميع الأحوال". وأضاف "من المستحيل وقف أطلاق الصواريخ بهذا النوع من التحركات فلا وسائل دفاعية قادرة على اعتراض الصواريخ ولا جدوى من إبعاد مطلقيها عن الحدود لان بعضها يصل مداه إلى عشرين كيلومترا". وتابع إن "الحل الوحيد هو التفاوض مع حماس على وقف لإطلاق النار والحركة لا تخفي من جهتها الرغبة في التوصل إلى هدنة". غير أن هذا التفاوض يواجه معارضة قاطعة من المعارضة اليمينية التي يرتفع رصيدها بحسب استطلاعات الرأي. وأكد زعيمها بنيامين نتانياهو الأحد عبر إذاعة الجيش ضرورة "استئصال" حماس. في المقابل، تكرر حديث مسؤولين إسرائيليين رفيعين، من بينهم وزراء، عن هذا التوجه في الأسابيع المنصرمة. فنائب وزير الدفاع ماتان فيلناي المح بنفسه الواحد إلى إن وقفا لإطلاق النار مع الحركة الإسلامية ليس مستبعدا في المستقبل. وصرح للصحافيين "حاليا هناك احد نستطيع محادثته (في حماس). واشدد على: حاليا". وأضاف "في هذه المرحلة نحارب. لكل أمر وقته"، مؤكدا إن إسرائيل لا رغبة لديها في إعادة احتلال غزة" التي انسحبت منها في سبتمبر 2005. أما الرأي العام الذي يتململ من إطلاق صواريخ إلى إسرائيل باتت تطال مدنا كبيرة كعسقلان، فينعكس في الإعلام دعما للعملية بلا قلق من الثمن الباهظ المتمثل في خسائر في أرواح المدنيين الفلسطينيين.لكنه يخشى تكرار إخفاقات حرب يونيو 2006 في لبنان. وتعبر صحيفة "يديعوت احرونوت" عن هذا الوضع، قائلة إن "هذه الحكومة التي لا تتمتع بشعبية لديها خيار بين الطاعون والكوليرا، أما توسيع العملية مجازفة بالغرق فيها، أو التفاوض مع حماس مجازفة بمنحها شرعية ومهلة لتتسلح أكثر فأكثر".