ارتفعت اسعار عملات دول الخليج العربية في التعاملات الآجلة الثلاثاء مع تجديد رهان المستثمرين على إستمرار ضعف الدولار، ومخاوف من دخول الاقتصاد الامريكي في حالة ركود ستدفع دول الخليج المنتجة للنفط الى تغيير سياسة ربط عملاتها بالدولار. وأظهرت الاسعار الآجلة أن المستثمرين يتوقعون ان يرتفع الدرهم الإماراتي والريال القطري بنسبة 3.3 بالمئة و4.7 بالمئة على التوالي خلال 2008، بينما إستقر سعر الريال في التعاملات الفورية على أعلى مستوياته في ثلاثة اشهر عند 3.63 ريال للدولار. يتزامن ذلك مع بلوغ الدولار الامريكي أدنى مستوياته على الاطلاق أمام اليورو وسلة العملات الرئيسية لليوم الخامس على التوالي الاثنين إثر توقعات بأن يواصل مجلس الاحتياطي الاتحادي خفض أسعار الفائدة نتيجة للمخاوف من كساد أمريكي محتمل . جدير بالذكر أن استمرار تراجع الدولار من شأنه أن يزيد الضغوط التضخمية في الخليج مما يلقي الضوء على عدم ملاءمة السياسة النقدية التي تقودها الولاياتالمتحدة. وتجد البنوك المركزية في دول الخليج، باستثناء الكويت، صعوبة في مكافحة التضخم الذي اقترب من مستويات قياسية بسبب ربط العملات بالدولار الذي يضطرها الى اتباع تخفيضات الفائدة الامريكية رغم ان اقتصادياتها تزدهر مع ارتفاع أسعار النفط . وسجل التضخم أعلى مستوياته في 27 عاما عند مستوى سبعة بالمئة في السعودية في يناير كانون الثاني 2007 وشهدت قطر أعلى معدل تضخم والذي بلغ 13.74 بالمئة في الربع الاخير من العام نفسه. من جانبها، أعنت مؤسسة النقد العربي السعودي وبنك الامارات المركزي في فبراير التزامهم بالابقاء على الربط لانه ساعد دول الخليج على جذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية. وفي رد فعل مختلف، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس وزراء قطر إن دول الخليج تدرس رفع قيمة العملة ضمن خيارات أخرى لمكافحة التضخم، منها أن يقويم الريال بأقل بنسبة 30 بالمئة اسهم بنحو 40 بالمئة من التضخم. (رويترز ، أ ف ب)