لا أحد يعلم حقيقة ما يتردد عن أن تمثال الحرية الذي يقبع في ميناء نيويورك الشهير كان في الأصل هدية من فرنسا إلي مصر وأمريكا أخذته.. الموضوع تردد دون أن يكون عليه دليل علمي، وحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني الخاص بالتمثال فإنه كان هدية للصداقة الدولية من الشعب الفرنسي إلي الشعب الأمريكي للاحتفال بمئوية عيد الاستقلال الأمريكي وتسلمته أمريكا عام 1886 بعد 10 أعوام من تنفيذه علي يد النحات الفرنسي فردريك بارثولدي. وفي ورقة بحثية تحت عنوان «خارج الأرض: تمثال الحرية المصري» للباحثة دارسي جريجسبي الأستاذ المساعد في قسم تاريخ الفن في جامعة بيركلي أكدت أنه في عام 1855 زار بارثولدي مصر وعمره وقتها 21 عاماً علي متن سفينة فرديناند ديليسبس ولجنة تصميم قناة السويس وأعجب بمصر فعاد إليها مرة أخري عام 1986 ليعرض علي الخديو إسماعيل مشروع استوحاه من قناة السويس والفلاحات المصريات. المشروع الذي قدمه بارثولدي كان عبارة عن فنارة في مدخل القناة علي هيئة فلاحة مصرية تحمل شعلة، وقدم بارثولدي نماذج طينية ورسومات مصغرة لمشروعه، وأطلق عليه اسم «التقدم: مصر تحمل الضوء إلي آسيا». وأكدت الورقة البحثية أن الخديو إسماعيل لم يكن متحمساً للتصور الذي قدمه بارثولدي ولم يعتبره عملاً هندسياً حديثاً أو فنيا فرنسياً قيماً. وأكد البحث أن الأسباب المادية كان لها دور حاسم في رفض المشروع خاصة أن الخديو وديليسبس كانا يكافحان من أجل إكمال تمويل القناة، وقد لوحظ التشابه بين مشروع بارثولدي وتمثال الحرية عام 1880 أي قبل تسلم أمريكا له بستة أعوام، ووجهت اتهامات لبارثولدي بأنه أعاد بيع التمثال لجمعية الوحدة الفرنسية الأمريكية ليكون تمثال الحرية. ونقل البحث رد بارثولدي: «وقتها لم يكن تمثال الحرية في مخيلتي والتشابه الوحيد بين الرسم الذي قدمته للخديو إسماعيل وتمثال الحرية هو أن الاثنين يحملان شعلة». وتساءل بارثولدي: كيف يمكن لنحات أن يصنع تمثالاً يستخدم كفنار دون أن يجعله يحمل شعلة؟.. ولاتزال بعض الرسومات والنماذج الطينية للتمثال المصري محفوظة في منزل بارثولدي في مدينة كولمار الفرنسية.