احتشد الاف اللبنانيين في بلدة عبيه مسقط راس سمير القنطار حيث استقبل الاسير السابق لدى اسرائيل استقبال الابطال بعد يوم من تسليمه في اطار صفقة لتبادل الاسرى والرفات بين اسرائيل وحزب الله. وهكذا نحى أبناء طائفة الدروز خلافاتهم السياسية جانبا ورحبوا سويا وفي حرارة بسمير القنطار عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية واصطف سكان عبية والقرى الدرزية المجاورة في الشوارع الضيقة بالمنطقة الجبلية الواقعة على مسافة 30 كيلومتر جنوب شرق بيروت وهم يحملون صورا للقنطار مرحبين بعودته الى الحرية. وكان في استقبال القنطار لدى وصوله الى مسقط رأسه بلدة عبية عدد من شيوخ الدروز ، بالإضافة إلى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، وطلال أرسلان زعيم الحزب الديمقراطي اللبناني المنافس لجنبلاط.ومحمد فنيش وزير العمل في حكومة الوحدة عن حزب الله . وبدا القنطار سعيدا للقاء أفراد أسرته الدرزية وأصدقائه القدامى الذين لم يلتقيهم منذ عام 1979 عندما اعتقل عقب الهجوم الذي شنه في إسرائيل ،وسجن على إثره لمدة استمرت 28 عاما. وقال واضح حمزة إن سمير كان طالبا عنده عندما كان يرتاد المدرسة في عبية ، وأعرب عن فخره برؤيته "رجلا حرا في مسقط رأسه". واحتضن جنبلاط ، الذي انتقده القنطار أثناء فترة اعتقاله بإسرائيل لمعارضته لحزب الله ، الأسير المحرر وأثنى عليه. وقال جنبلاط في كلمة ترحيب للقنطار بينما كان يجتمع حوله أخويه واختيه انهم يرحبون به في الجبل وأن حريته "هدية لكل اللبنانيين". وحضرت تلك الاحتفالية زوجة القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي المعتقل في إسرائيل حاليا. وقال القنطار إنه سمع أن "العدو الإسرائيلي" اتخذ قرارا باغتياله ، "وأنا أقول لهم إننا شعب يرغب في الشهادة". وكانت خمسة أحكام صدرت بالسجن مدى الحياة ضد القنطار ، الذي يكمل عامه السادس والأربعين الثلاثاء المقبل ، لإدانته بقتل أربعة إسرائيليين بينهم طفلة 4 أعوام. وفيما يعامل القنطار معاملة الأبطال في لبنان ينظر إليه في إسرائيل على أنه "قاتل متوحش"، وأسفر إطلاق سراحه عن اندلاع حالة من الغضب داخل إسرائيل. وشدد القنطار في كلمته على ضرورة عدم الثقة في الإسرائيليين ، وعلى أهمية استمرار المقاومة حتى خارج الحدود اللبنانية. الدروز والدروز فرقة باطنية المؤسس الفعلي لها هو حمزة بن علي بن محمد الزوزني.وينتسبون الى محمد بن إسماعيل الدرزي والمعروف باسم تشتكين أو هشتكين الدرزي . ونشأت الدرزية في مصر لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام في جبل الدروز بسوريا. ومن الزعماء المعاصرين لهذه الفرقة : كمال جنبلاط، وليد حنبلاط، د.نجيب العسراوي، عدنان بشير رشيد، سامي مكارم. وكان للدروز موقفهم حيال الفوضى التي عمت لبنان وبقائها بدون رئيس لفترة غير قصيرة ، إذ رأى مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في اجتماعه برئاسة شيخ العقل نعيم حسن أن "انفلات الوضع الأمني هو نتيجة تسيّب المؤسسات وضمورها وتعطيلها، وهو الأمر الذي يستوجب مجابهته فوراً ومن دون مزيد من الإبطاء". ودعا جميع الأطراف إلى تسهيل تأليف الحكومة، معتبراً "ان العمل خلاف ذلك هو من باب الاستمرار في تعطيل البلاد ومباشرة تعطيل العهد". مشدداً على "أن الحل الملائم للجميع يكمن في العودة إلى حضن الدولة والانخراط بصدق وقناعة في مشروعها الذي يتسع للجميع من دون انتقاص من دور أحد أو تضحيات أحد، حيث أن لكلٍ تضحياته سواء الماضية أو المستمرة على مرّ الأزمنة مع التذكير بأنه لا ميزة أو حظوة لأحد على آخر في خدمة قضايا بلاده والتفاني والتضحية من أجلها".