حذر المحللون السياسيون باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية أن شبكة الإنترنت تفرض عليه مخاطر جمة رغم تفوقه في هذا المجال حيث بلغ عدد المتبرعين لحملته 1.5 مليون مساهم. ففي الوقت الذي يشعر المحللون السياسيون فيه بالدهشة لتفوق أوباما في استخدام شبكة الإنترنت حيث أنشأ موقع www.my.barackobama.com الاجتماعي لحشد جماهير الناخبين من الشباب. لكنهم يحذرون أن وسيلة الإعلام الجديدة التي مازالت في طور التكوين تفرض أيضا مخاطر جمة عليه، فمن خلال فتح حملته الانتخابية أمام العديد من الوكلاء أصبح عرضة لفقدان السيطرة على الرسالة التي يريد توصيلها. فقد وفرت شبكة الإنترنت منتدى لحملات الهمس مثل الموقع الذي روج لمزاعم زائفة أنه مسلم كما كثفت جماعات تفوق الجنس الأبيض على الإنترنت حملتها التي تزامنت مع الصعود السياسي لرجل إذا فاز في انتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل سيصبح أول رئيس أسود في تاريخ الولاياتالمتحدة. ويواجه عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي المرشح الجمهوري جون مكين في الانتخابات العامة. وقال رافي سينج المدير التنفيذي لشركة إيليكشن مول تيكنولوجيز وهي شركة استشارات تكنولوجية للحملات السياسية "من الأمور الأساسية في أي حملة انتخابية السيطرة على الرسالة التي ترغب في توصيلها وعندما تنفتح بهذا القدر من خلال الإنترنت لا يمكنك السيطرة على رسالتك." وبعض مؤيدي أوباما الليبراليين استخدموا موقعه على الإنترنت في توجيه انتقادات له لأنه تحرك إلى الوسط في الساحة السياسية وخاصة لأنه غير موقفه بشأن إصلاح تشريعي يدخل تعديلات على قوانين التجسس الأمريكية. وبينما تمكن أوباما فيما يبدو من السيطرة على المخاطر حتى الآن فما زال أمامه أربعة أشهر على الانتخابات التي ستجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. وقالت ليزا ليندين المدير التنفيذي لشركة ليندين السكولر إند كابلان للعلاقات العامة في نيويورك "إنهم يحتاجون إلى قضاء وقت للسيطرة على الأضرار تماما مثل الوقت الذي يحتاجون إليه في التحرك بمهارة بالغة لنقل رسالتهم." حملة للرد على الأكاذيب وأنشأت حملة أوباما موقع www.fightthesmears.com المستقل على الإنترنت خصصته للرد على ما وصفته بأنه سلسلة من الأكاذيب التي انتشرت بشأن المرشح الديمقراطي. وقال مايكل تشيني زميل معهد الحكم والشئون العامة "في دورة حملة الانتخابات القادمة سينتقل إلى الإنترنت ما كان التليفزيون يفعله في الحياة السياسية الأمريكية منذ عام 1960 ." وأشاد تشيني بالكيفية التي أقام بها أوباما وسيلة إعلامية جديدة مع مجتمع تقليدي يجري تنظيمه ليشعر الناخبون أنهم جزء من الحملة الانتخابية. وقال "إننا نعلم من دراسات كثيرة أنه كلما زاد عدد المشاركين في العملية السياسية زاد تمسكهم بها ، وكلما زاد إقبالهم في يوم الانتخابات." كما حصل أوباما على درجات عالية من ليندن التي وصفت سناتور إيلينوي بأنه "أعجوبة التسويق لمائتي مليون إنسان" وقالت إن شركات التجزئة وشركات التسويق والسياسيين سيستعينون بتكتيكاته في المستقبل. وقال سينج المدير التنفيذي لشركة إيليكشن مول إن المشكلة تكمن في كيفية إدارة حملة انتخابية على الإنترنت، وأضاف "بمجرد أن تبني مقر قيادة افتراضيا بين قاعدة شعبية افتراضية ضخمة فإنك تواجه وقتا عصيبا في إدارته." مخاطر تواجه أوباما واستخدم دعاة تفوق الجنس الأبيض في الولاياتالمتحدة ترشيح أوباما في تنبيه الجماعات الراديكالية عن طريق الإنترنت إلى ما يرون أنه مخاطر يفرضها المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة. وقال مارك بوتوك وهو محقق في مركز قانوني "قطاعات كثيرة في حركة تفوق الجنس الأبيض تعتقد أن هذا الأمر سيكون صفعة على الوجه توقظ ملايين الأمريكيين البيض لما يرون أنه رعب رئاسة سوداء." ووثق بوتوك عبارات تنشر على مواقع المدونين من حركة تفوق الجنس الأبيض الذين يحتفلون بترشيح أوباما على أساس نظرية أن "الأسوأ هو الأفضل". (رويترز)