علماء الفلك على الكواكب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة اسم الكواكب الملاحية وذلك لأنها تستخدم في ملاحة السفن أثناء إبحارها في أعالي البحار وهي بترتيب بعدها عن الشمس عطارد ثم الزهرة وهذان الكوكبان يطلق عليهما الكواكب الداخلة نظراً لوقوعها بين الشمس ومدار كوكب الأرض ثم كوكب المريخ وكوكب المشترى والذي يتبعه 16 قمراً. ثم كوكب زحل الذي يتبع 20 قمراً ويطلق على هذه الكواكب الخارجية لأنها تقع خارج مدار كوكب الأرض وهذا يعنى أنه داخل المجموعة الشمسية عدداً كبيراً من الأقمار وليس قمراً واحدا والمعروف به كوكب الأرض الذي له قمر واحد ثم تأتي آية تحتوي على دقة البلاغ وهو ما جاء في سورة فصلت من الآية 37 «لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون» صدق الله العظيم. وجاءت كلمة «خلقهن» لتشير إلى الجمع من الشمس والجمع من القمر هذه الآية جاءت من قرابة 1400 سنة لتشير إلى حقيقة علمية ظهرت من 500 سنة فقط وهو أن جميع النجوم ما هي إلا شموس وإن المجموعة الشمسية التي نعيش فيها تحتوي على 62 قمراً أي جمعا من الأقمار فمن أين جاء هذا التعبير القرآني الدقيق أنه من العليم الخبير أنه من الله خالق كل شيء والذي أحصى كل شيء عدداً. وتعتبر الكواكب الملاحية الخمس سالفة الذكر هي كواكب الزينة وكما أشارت إليه الآية 6 من سورة الصافات «إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب» صدق الله العظيم، فهذه الكواكب لها صورة جمالية عند الغروب أو قبل الشروق حيث نرى كوكب الزهرة واسمه الكوكب النير فهذا أقوى الكواكب في الإضاءة ثم نرى كوكب المريخ بلونه الأحمر المميز ثم نرى كوكب المشترى وهو الكوكب العملاق إذ انه يبلغ حجمه 1300 مرة من حجم كوكب الأرض ثم ترى كوكب زحل بلونه الأصفر المميز وهكذا يمكن تمييز هذه الكواكب باللون وبقوة الضوء فيما بينها. وقد استخدم الملاحون على ظهر السفن التي تعبر أعالي البحار هذه الكواكب الخمس في توقيع مكان السفينة حينما يكون الإبحار بعيداً عن الساحل وفى أعماق البحار وذلك بقياس ارتفاع الكوكب عن الأفق مع تحديد اتجاه الكوكب في علاقة مع كوكب آخر يتم إيجاد خط الموقع لكل منهما ومن ثم يتم تحديد موقع السفينة بكل دقة. وأما الكواكب القصية فهي الكواكب التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وإنما يستلزم لرؤيتها مراقب فلكية وهى بترتيب بعدها عن الشمس الكوكب أورانس والكوكب نبتون والكوكب بلوتو آخر وأصغر كواكب المجموعة الشمسية وقد يتساءل البعض لماذا خلق الله عز وجل هذه الكواكب القصية والتي لا يراها الإنسان إلا بالمراقب الفلكية. وبالتالي تكون قد فقدت السبب الأول وهو الزينة ولكن بعد بحث العلماء فيما هو أهمية هذه الكواكب القصية أي البعيدة داخل المجموعة الشمسية فقالوا انه الميزان والاتزان دون أن ينتبهوا إلى ما جاء في كتاب الله الكريم في الآية 7 من سورة الرحمن «والسماء رفعها ووضع الميزان» صدق الله العظيم. فالمعروف علمياً أن السماء والأرض كانت قطعة واحدة ثم انفصلا عن بعضهما وهو ما أشارت إليه الآية 30 في سورة الأنبياء «كانتا رتقاً ففتقناهما». وبالتالي كان رفع السماء عن الأرض ولكن تحت سيطرة الجاذبية الأرضية بحيث لا يمكن للسماء أن تهرب من الأرض فهي ممسوكة بأعمدة مغناطيسية وهو ما أشارت إليه الآية 2 من سورة الرعد «الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها» صدق الله العظيم. ثم نعود مرة أخرى إلى ما بعد رفع السماء فإن الله قد وضع الميزان في المجموعة الشمسية بمجموعة الكواكب لتحقق الاتزان بين القوة الطاردة المركزية أمام القوى العملاقة لقوى الجذب الشمسية. وقد أقر العلماء بأن أي خلل في هذا الميزان بين القوتين قد يؤدى إلى انتثار الكواكب كما أشارت الآية 2 في سورة الانفطار «وإذا الكواكب انتثرت» وهذا الانتثار يعني سقوطها بعيداً عن الشمس لهذا ينتاب علماء الفلك الذعر حينما تقع جميع كواكب المجموعة الشمسية على خط مستقيم واحد كما حدث في عام 1988 فتنبأ بعض العلماء الجهلاء بأمر الدين ان القيامة ستقوم في يوم التقاء مراكز الكواكب على خط مستقيم واحد مع مركز الشمس ولكنهم لا يعلمون أن الساعة تأتي بغتة وهو ما أشارت إليه الآية 187 في سورة الأعراف. «يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة» صدق الله العظيم. ولكن الذي يجب أن نعلمه من التقاء الكواكب على خط مستقيم واحد هو أن الماء على كوكب الأرض يكون أعلى ماء عال عند هذا الحدث. وقد سخر الله ذو الجلال والإكرام ما في السماوات وهو ما أشارت إليه الآية 13 من سورة الجاثية «وسخر لكم ما في السماوات والأرض» صدق الله العظيم وسنكتفي في هذا المقال بذكر بعض ما سخره الله العلي القدير في السماوات وليس كل لأن العلم مازال ضعيفا والأجهزة العلمية مازالت صغيرة وعلماء الفضاء والفلك والفيزياء مازالوا أقزاما في علم الله الواسع فنحن نرى في السماء الدنيا الكواكب والنجوم المسخرات من الله العلي القدير. وقد أشار الله العلي القدير إليها على أنها مصابيح الزينة التي نراها في السماء وهو ما أشارت إليه الآية 5 من سورة الملك «وزينا السماء الدنيا بمصابيح » صدق الله العظيم وقد فسر علماء التفسير بأن المصابيح هي الكواكب والنجوم فإننا نراها في ظلام الليل زينة في السماء ترفع الكآبة والاكتئاب عن النفوس عند النظر إليها وقد تمر علينا بعض أيام الشتاء والسماء الدنيا ملبدة بالغيوم فتختفي وراء هذه الغيوم زينة السماء ويصاب الإنسان في هذه اللحظات بالاكتئاب دون أن يدرك أن السر في ذلك هو اختفاء الزينة باختفاء النجوم والكواكب.