أكدت طبيبة مصرية أن إيمحوتب الذي كان مستشارا للملك زوسر هو المعماري الأول وهو الذى بنى أول هرم في العالم قبل نحو 4650 عاما وأدخل عناصر جديدة في فن العمارة باستخدام جذوع النخيل وحزم نبات البردي كما يعتبر عميد الأطباء في التاريخ إذ سبق أبقراط الإغريقي بنحو ألفي عام. وتقول مرفت عبد الناصر في كتابها إيمحوتب هو أبو الطب والأطباء في مصر القديمة أما أبقراط فهو أبو الطب عند الإغريق الذين غزوا مصر في القرن الرابع قبل الميلاد وعرفوا قيمة إيمحوتب لدرجة أنهم رفعوا مكانته لدرجة الإله ووصفوه بأنه ابن للإله "بتاح" كما جعلوا من إيمحوتب مرادفا لإله الطب الإغريقي. وتضيف أن إيمحوتب هو المؤسس الحقيقي للحضارة المصرية القديمة لأنه تعامل لأول مرة في التاريخ مع الحجر فبنى أول أهراماتها وأول أهرام العالم هرم سقارة المدرج المنسوب إلى الملك زوسر أبرز حكام الأسرة الثالثة الفرعونية نحو 2686-2613 قبل الميلاد/. وتعمل الكاتبة أستاذة للطب النفسى بجامعة كنجز كوليدج بلندن ولها سلسلة كتب للأطفال في 40 جزءا عنوانها موسوعة التاريخ المصرى القديم تتناول الفن والملوك والملكات وحياة الناس فى مصر الفرعونية وكتب أخرى منها لماذا فقد حورس عينه و إيزيس وأخواتها. ويقع الكتاب في 64 صفحة متوسطة القطع وصدر في القاهرة عن نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع. ويكتسب هرم زوسر المدرج أهمية تاريخية إذ يعد أول هرم كامل بناه المصري القديم من الحجر الجيري قبل نحو 4650 عاما وتعرضت مصاطبه الست للتهالك بفعل الزمن. وأعلن المجلس الأعلى للآثار بمصر الأسبوع الماضي أنه ينفذ حاليا مشروعا عن الهرم الموجود بمنطقة سقارة جنوبيالقاهرة لتوثيقه بالتصوير المجسم ثلاثي الأبعاد حفاظا على قيمته الأثرية. تقول مرفت عبد الناصر إن إيمحوتب الأديب والمهندس والطبيب هو أول من وضع المبادئ والقيم الأخلاقية للأطباء قبل قسم أبقراط بقرون. وتسجل أن إيمحوتب أوصى بمبادئ أخلاقية منها لا تسخر من الإنسان الذي به إعاقة ولا تسخر من الذي فقد بصره ولا تضحك من الرجل الذي عقله في يد الله في إشارة إلى المريض النفسي. وتقول إن اسم إيمحوتب يعني في اللغة المصرية القديمة "من يأتي في سلام" وإن نقشا بجدار في معبد إدفو يطلق على إيمحوتب مخفف آلام المصريين وأنه ذو الأصابع الذهبية كما تصفه نقوش بمعابد حتشبسوت وإسنا وفيلة في جنوب البلاد بأنه الذي يشفي المريض بمهاراته ويهب الصحة من جديد. وفي الكتاب صور كثيرة لأهرامات مصر الثلاثة الشهيرة وأهرامات أخرى سبقتها تاريخيا لكنها أقل شهرة وصور للملك زوسر وإيمحوتب وبعض أدوات الجراحة وصور لجداريات طبية ملونة توضح كيفية تجبير الكسور وفحص العيون وبردية جراحية تعود إلى نحو 3600 عام وذكر فيها المخ لأول مرة في التاريخ وتعرف باسم بردية أدوين سميث وهو تاجر آثار أمريكي اشترى البردية عام 1862 وبعد وفاته أهدت ابنته هذه البردية إلى جمعية التاريخ في نيويورك ثم ترجم عالم الآثار هنري برستد هذه البردية عام 1930. ويضم الكتاب فصلا عنوانه التخصصات الطبية في مصر القديمة تثبت فيه المؤلفة أن الأطباء في مصر الفرعونية عرفوا كل التخصصات الطبية. وقد ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت أنه رأى في مصر أطباء للعيون والعظام والأمراض الباطنية وأمراض النساء والولادة. وتضيف أن الأطباء المصريين القدماء عرفوا الكثير عن أمراض القلب كما وصفوا المخ وأدركوا أن إصابة الجانب الأيمن فيه تؤثر على الجانب الأيسر من الجسم. وتقول مرفت عبد الناصر ان علم الجراحة كان متقدما في مصر القديمة حيث برع الأطباء أيضا في جراحات الفم والأسنان وتوصلوا لأول مرة في التاريخ لصناعة أطقم الأسنان. (رويترز)