صرح مصدر مصرى مطلع بأن الوزير عمر سليمان سيعقد اجتماعا مع وفد حركة حماس لإطلاعه على نتائج زيارته الأخيرة إلى إسرائيل والرد الإسرائيلى على المقترح المصرى بشأن التهدئة فى قطاع غزة والاتفاق على أسس التحرك فى المرحلة القادمة لرفع الحصار عن الشعب الفلسطينى. وأوضح المصدر الأحد أن وفد حماس من الداخل برئاسة الدكتور محمود الزهار وعضوية خليل الحية وجمال أبو هاشم سيصل القاهرة الإثنين، قادما من قطاع غزة عن طريق معبر رفح الحدودى، فيما يصل فى اليوم نفسه قادما من سوريا وفد الخارج برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى للحركة وعضوية عماد العلمى وأحمد نصر عضوى المكتب السياسى. وأضاف أن وفدى حماس من الداخل والخارج سيعقدان مساء الإثنين اجتماعا مشتركا برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق يحضره عدد من المسئولين المصريين للتحضير للاجتماع الموسع الذى سيعقد برئاسة الوزير عمر سليمان لبحث سبل تحقيق التهدئة. وكان مسئول مصرى رفيع المستوى قد أكد فى بيان سابق أن مباحثات الوزير عمر سليمان فى إسرائيل مؤخرا أسفرت عن تأييد وتفهم القادة الإسرائيليين للرؤية المصرية بشأن التهدئة المتزامنة والمتبادلة بين الطرفين والأهداف المصرية المنشودة منها والاستعداد لتنفيذها حال موافاة القيادة السياسية الإسرائيلية بموافقة التنظيمات الفلسطينية على عناصر التهدئة. وقال المسئول إنه سيتم خلال الاجتماع مع ممثلى التنظيمات الفلسطينية، الاتفاق على أسس التحرك فى المرحلة القادمة وبداية التنفيذ مع تكثيف التحرك المصرى بشكل متزامن لحل قضيتى تبادل الأسرى واستقرار الأوضاع الأمنية على الحدود مع قطاع غزة وبما يضمن رفع الحصار بشكل كامل عن الشعب الفلسطينى وتوحيد صفوفه لصالح تحقيق هدف التسوية السياسية. وأضاف أنه انطلاقا من حرص الرئيس حسنى مبارك المتواصل على دعم القضية الفلسطينية ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى فى هذه المرحلة الدقيقة وبناء على توجيهاته قام الوزير عمر سليمان خلال الفترة الماضية بمشاورات جادة ومكثفة شملت العديد من المحاور على مختلف الأصعدة الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية. وأشار المسئول أن ذلك يهدف لتوفير المناخ الملائم لتحقيق التهدئة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى بالشكل الذى يمهد الطريق لمناقشة قضايا أخرى تتعلق بصفقة تبادل الأسرى بين الجانبين وتحقيق الاستقرار داخل قطاع غزة وصولا إلى رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وفتح جميع معابره لرفع المعاناة عن كاهل 1,5 مليون من الشعب الفلسطينى داخل القطاع وهو ما لاقى موافقة ودعما من الرئيس الفلسطينى محمود عباس للرؤية المصرية. وقال المصدر إنه لدور مصر القومى وثقلها الإقليمى جاءت زيارة الوزير عمر سليمان إلى إسرائيل بالإضافة إلى لقائه بكل من إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلى وإيهود باراك وزير الدفاع وتسيبى ليفنى وزيرة الخارجية والقادة الأمنيين بالجانب الاسرائيلى لطرح الرؤية المصرية. وأكد المصدر أنه إزاء استمرار مصر فى جهودها لتفعيل مبادرتها بشأن التهدئة والوصول إلى فتح المعابر ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى فإن القيادة السياسية فى مصر ترى أهمية استثمار الفرصة الإيجابية السانحة حاليا من خلال التجاوب مع ما تحقق من تطورات لصالح التهدئة وعدم تفويت الفرصة التاريخية التى يمكن البناء على نتائجها لصالح استمرارية الجهد المصرى لحل أية نقاط أخرى متبقية. أبو الغيط وليفنى في مؤتمر صحفي ومن جانب آخر صرح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بأن الرئيس حسنى مبارك بحث خلال لقائه مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى سير المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية. وأشار أبو الغيط -فى مؤتمر صحفى مشترك مع ليفنى عقب لقائها مع الرئيس مبارك -أن الوزيرة الإسرائيلية أطلعت الرئيس مبارك بشكل مفصل حول المدى الذى وصلت اليه هذه المفاوضات كما تم التطرق إلى العلاقات الثنائية والأوضاع فى الإقليم ككل. ومن جانبها صرحت ليفنى بأنها أطلعت الرئيس مبارك على سير المفاوضات بين الجانبين وقالت إننا نؤمن بالدور الرائد لمصر فى العالم العربى ومساندة مصر لعملية السلام ولدينا نية للتوصل إلى اتفاق سلام يتعلق بكافة الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات ويؤدى إلى تحقيق سلام فى المنطقة. وأضافت أنه لايكفى أن نؤمن بهذه الرؤية وإنما هناك حاجة لجعلها أكثر صلابة عن طريق التوصل إلى الحدود المستقبلية للدولة الفلطسينية وتحديد طبيعتها وأفضل طريق للتعامل مع النزاع العربى الإسرائيلى وإنهائه وهو ما نقوم به حاليا فى المفاوضات. وقالت تسيبى ليفنى وزيرة الخارجية الإسرائيلية "إننا بحثنا خلال اللقاء عددا من الموضوعات المتعلقة بالشرق الأوسط والعلاقات الثنائية." وأضافت نحن نعتقد أن الزعماء مثل الرئيس مبارك وكذلك الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ورئيس وفد التفاوض الفلسطينى مع إسرائيل أحمد قريع، وزعماء آخرين فى المنطقة يشاركوننا نفس الرؤية ويؤمنون بأن تحقيق تلك الرؤية هو لصالح شعوب المنطقة ومانحاول فعله هو أن نصل إلى تحقيق هذه الرؤية بالشكل الصحيح. وردا على سؤال حول ما آلت إليه المفاوضات ودورها فيها قالت إنها ترأس هذه المفاوضات بصفتها عضو فى الحكومة وإننى لاأمثل نفسى أو حزبى وإنما أمثل غالبية الإسرائيليين الذين يؤمنون بإقامة الدولتين. وأضافت نحن نؤمن أن الوقت يعمل ضدنا وأن حالة الركود ليست من سياسة الحكومة الإسرائيلية ولقد قررنا فى مؤتمر أنابوليس أن نبدأ عملية المفاوضات من أجل خلق شعور بالتفاؤل وتحقيق تفاهم مشترك حول تلك العملية والتضحيات الواجب تقديمها من كلا الجانبين. وقالت تسيبى ليفنى وزيرة الخارجية الإسرائيلية لقد قررنا فى الاجتماع الأول للمفاوضات إن أفضل شىء نفعله هو عدم إطلاع الإعلام على نتائج تلك المفاوضات أولا بأول، وقد أعلنا فى أنابوليس أننا سنبذل كل الجهد من أجل التوصل إلى اتفاق قبل نهاية 2008 وهناك لقاءات تتم بشكل يومى حاليا وهى لقاءات ليست فقط بين أولمرت وأبو مازن بل وأيضا بينى وبين أحمد قريع ولقاءات للخبراء من كلا الجانبين بشكل يومى ولكننا نحتاج إلى بعض الصبر من المجتمع الدولى والعالم العربى والتفهم لمدى تعقيد الموقف حسب قولها. وقالت إننا مصممون على التوصل إلى اتفاق بالطريقة الصحيحة ولذلك فإن وضع الضغوط على الجانبين للتوصل إلى تفاهم بشكل سريع اليوم قبل الغد ربما يؤدى إلى انهيار لايمكن تحمله والطريق الصحيح فى هذه العملية هى التوصل إلى تفهم حول الأسلوب الصحيح فى نهاية المطاف وبما يحقق مصالح كلا الطرفي ولابد أن نصل إلى اتفاق حول جميع النقاط حتى نعلن أن هناك اتفاقا بالفعل، ومالم نتوصل إلى اتفاق حول كافة البنود فليس هناك اتفاق، وهذا هو ما اتفقنا عليه من تفاهم مع الفسلطينيين حول أسلوب سير المفاوضات. وردا على سؤال لأبو الغيط حول حالة التشاؤم الحالية حول عدم وجود بوادر للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية 2008. قال أبو الغيط إن الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى اتفقا على عدم الإعلان عن أى مرحلة من مراحل التقدم وما نعلمه هو أن كافة الملفات لاتزال مفتوحة فى المفاوضات، وبالتالى نأمل أن تصل هذه المفاوضات إلى نهايتها وبنجاح ولكن عنصر الوقت عنصر ضاغط لأننا حاليا فى شهر مايو والمفروض أن يتم التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر القادم وبالتالى دعونا نحسم هذه المسألة خلال الأسابيع والشهور القادمة. وعقب المؤتمر الصحفى المشترك عقد أبو الغيط وليفنى جلسة محادثات منفصلة لاستكمال المباحثات. (أ ش أ)