في هذا العصر،احاطتنا التكنولوجيا من كل جانب منها المفيد ومنها الضار ومن هذه التكنولوجيا التي ذاع صيتها وشاع في اوساط الناس.. تكنولوجيا البلوتوث وتعود تسمية البلوتوث إلى ملك الدينمارك هارولد بلوتوث Harald Bluetooth الذي وحد الدنمارك والنرويج وادخلهما في الديانة المسيحية ،واختير هذا الاسم لهذه التكنولوجيا للدلالة على مدى اهمية شركات الدانمارك والنرويج والسويد وفنلندا في صناعة الاتصالات والتسمية لا علاقة لها بمضمون التكنولوجيا. هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها ربط الاجهزة الالكترونية مع بعضها البعض مثل توصيل الحاسوب بلوحة المفاتيح او بالماوس أو بالطابعة أو...الخ، وذلك من خلال اسلاك التوصيل المألوفة،كما يمكن توصيل المفكرة الشخصية الالكترونية بجهاز الحاسوب لتبادل المعلومات من خلال اسلاك خاصة،وجهاز التلفزيون وجهاز الفيديو وجهاز استقبال المحطات الفضائية كلها تتصل مع بعضها من خلال كوابل خاصة ويتم التحكم بها من خلال اجهزة الرموت كنترول التي تعمل في مدى الاشعة تحت الحمراء،اما جهاز الهاتف الخلوي فيتصل بالقاعدة من خلال امواج الراديو التي تعمل على مسافة محدودة50 مترا وجهاز الستيريو يتصل بالسماعات من خلال اسلاك توصيل كل الاجهزة السابقة الذكر وغيرها الكثير تتواجد في كل بيت ويطلق عليها اجهزة الكترونية وحتى هذا اليوم تترابط هذه الاجهزة من خلال اسلاك توصيل،وتوصيل هذه الاجهزة في اغلب الاحيان مزعج من الناحية الجمالية ومربك من الناحية العملية، فعدد الاسلاك اللازمة لتوصيل جهازين غير محدد،ففي بعض الاحيان سلكين فقط مثل توصيل الستيريو بالسماعات وفي احيان اخرى يتطلب الامر 8 اسلاك أو 25 سلكا كالوصلات المستخدمة في الكمبيوتر واجهزته الطرفية،ونوع التوصيل المستخدم بين الأجهزة لتبادل المعلومات..هل هو على التوالي أم على التوازي؟ ونوع البيانات المتبادلة بين الأجهزة وكيف تترجم إلى اشارات خاصة تستجيب لها الاجهزة؟ فمثلاً يمكن توصيل جهاز فيديو من نوع Sony مع جهاز تلفزيون من نوع JVC ذلك لان البروتوكولات المستخدمة لتبادل المعلومات موحدة مسبقاً، مما يؤدي الى شعور المرء بأن عليه دراسة تخصص الهندسة الالكترونية ليتمكن بنفسه من ضبط هذه الاجهزة. جاءت فكرة الاتصال اللاسلكي المستخدم في العديد من التطبيقات،من خلال استخدام اشعة الضوء في مدى الاشعة تحت الحمراء وهي اشعة ضوئية لا ترى بالعين وتعرف باسم تحت الحمراء لان لها تردد اصغر من تردد الضوء الأحمر،وتستخدم الاشعة تحت الحمراء في اجهزة التحكم في التلفزيون (الرموت كنترول) وتعرف باسم Infrared Data Association وتختصر ب IrDA كما انها تستخدم في العديد من الاجهزة الطرفية للكمبيوتر إلا أن لها مشكلتين هما : المشكلة الأولى: أن التكنولوجيا المستخدمة فيها الاشعة تحت الحمراء تعمل في مدى الرؤية فقط line of sight أي يجب توجيه الرموت كنترول إلى التلفزيون مباشرة للتحكم به والمشكلة الثانية : أن التكنولوجيا المستخدمة فيها الاشعة تحت الحمراء هي تكنولوجيا واحد إلى واحد one to one أي يمكن تبادل المعلومات بين جهازين فقط فمثلا يمكن تبادل المعلومات بين الكمبيوتر وجهاز الكمبيوتر المحمول بواسطة الاشعة تحت الحمراء أما تبادل المعلومات بين الكمبيوتر وجهاز الهاتف الخلوي فلا يمكن. واخيرا،جاءت تكنولوجيا البلوتوث للتغلب على المشاكل سابقة الذكر،فهي تكنولوجيا جديدة متطورة تمكنك من توصيل الاجهزة الالكترونية مثل الحاسوب والهاتف الخلوي ولوحة المفاتيح وسماعات الرأس من غير اسلاك أو كوابل أو تدخل من المستخدم،فهي اجهزة بدون اسلاك: وهذا يجعل نقل الاجهزة وترتيبها في السفر او في البيت سهلا وبدون متاعب،كما انهاغير مكلفة بالمقارنة بالاجهزة الحالية،وسهلة التشغيل،فتمكن الاجهزة من التواصل ببعضها البعض بدون تدخل المستخدم وكل ما عليك هو الضغط على زر التشغيل واترك الباقي للبلوتوث ليتحاور مع الجهاز المعني بالامر من خلال الموديول مثل تبادل الملفات بكافة انواعها بين الاجهزة الالكترونية...ويعمل البلوتوث عند تردد 45,2 جيجاهيرتز وهذا التردد يتفق مع الاجهزة الطبية والاجهزة العلمية والصناعية مما يجعل انتشار استخدامه سهل، فمثلا يمكن فتح باب الكاراج من خلال اشعة تحت الحمراء يصدرها جهاز خاص لذلك ولكن باستخدام البلوتوث يمكن فتح الكراج باستخدام جهاز الهاتف الخلوي. وقد عرضت مجموعة من الهاكرز سموا أنفسهم فليكسيليس Flexilis بندقية صممت لاختراق الأجهزة العاملة بتقنية بلوتوث،وسموا هذه البندقية بلو سنايبر BlueSniper،ويمكن لهذه البندقية استهداف أي هاتف خلوي به بلوتوث على مسافة تصل إلى كيلومترين، وسرقة البيانات الموجودة على الهاتف الضحية كدفتر العناوين والرسائل وغيرها،كما يمكنه زرع رسائل داخل الجهاز،والخطير في الأمر أن المهاجم يستطيع استخدام الهاتف الضحية لإجراء اتصال إلى أي هاتف آخر دون أن يشعر صاحب الجهاز...تخيل أنك جالس مع شخص ما في مطعم وهاتفك في جيبك أو على الطاولة وقام المهاجم بالتحكم في جهازك للقيام بمكالمة إلى هاتفه دون أن تشعر وعندما يرد المهاجم سيصبح هاتفك جهازاً للتصنت يمكن المهاجم من الاستماع إلى كل ما يدور بينك وبين صديقك في المطعم،ومعظم الهجمات يمكن أن تتم بدون ترك أي أثر للمهاجم... بالطبع سيظهر رقم هاتف المهاجم في فاتورة الضحية.. لكن بعد فوات الأوان، ومن الصعب أن يتذكر الضحية حينها هل اتصل أم لا بذلك الرقم وفي ذلك الوقت!ويمكن أن يستخدم المهاجم شريحة خلوي مؤقتة حتى لا تدل على شخصيته في حال اكتشاف الرقم،كما انه يمكن للمهاجم التجسس على مكالمات الضحية مع الأشخاص الآخرين وتسجيلها كما يمكنه إرسال رسائل من هاتف الضحية إلى أطراف أخرى دون أن ينتبه لذلك صاحب الجهاز...الهواتف الخلوية عرضة للهجوم والاختراق في حالة تمكين البلوتوث وضبطها على الوضع "discoverable" أو "visible" حيث أن الهاتف في هذا الوضع يكون مرئياً من قبل الأجهزة المتوافقة الموجودة ضمن مجال الاتصال ويسمح لها ذلك بالاتصال ببعضها وتبادل البيانات فيما بينها،ويمكن للمستخدم بالطبع أن يقوم بإيقاف وتعطيل هذا الوضع إلى "Off" لكن بعض الأجهزة يمكن اختراقها حتى لو كانت على وضع التعطيل.. فكل ما يحتاجه المهاجم هو عنوان البلوتوث للجهاز الضحية وهو ما يمكن اكتشافه باستخدام بعض برامج الاختراق المتوفرة على الإنترنت، وقد قام مخترعو هذه البندقية بإجراء تجربة حية لإثبات إمكانية عملية الاختراق بواسطة بندقيتهم المزودة بهوائي موصل بجهاز كمبيوتر محمول به بلوتوث (ويمكن وضعه في حقيبة على الظهر)،حيث قام أحدهم بتصويب البندقية من نافذة في الطابق الحادي عشر لأحد الفنادق في مدينة لاس فيجاس إلى موقف لسيارات الأجرة في الشارع المقابل وتمكن من جمع دفاتر العناوين من 300 جهاز هاتف خلوي! ...وقد بدأت معظم الشركات المنتجة للهواتف الخلوية بتحديث أجهزتها لمعالجة هذه المشكلة الأمنية.