صور فاضحة, وألفاظ نابية, وسب وقذف بلا حسيب ولا رقيب, وأخبار كاذبة, ودعوات تحريض علي الفتنة, ومحاولات للوقيعة بين أبناء الشعب الواحد. هذه هي الصورة السوداء لعالم الإنترنت في مصر حاليا للأسف الشديد, والتي رسم سوادها قلة من الشباب, وإن كان هذا السواد يغطي حاليا علي أغلبية استخدامات هذه الوسيلة الإعلامية التي يفترض أنها أكثر رقيا ونظافة من هذا المستوي إلي الدرجة التي بات الأمر معها يستدعي وقفة من مستخدمي الإنترنت ضد هذه الإساءات والانتهاكات الصارخة قبل المطالبة بتدخل الجهات الأمنية لإعادة الانضباط إلي هذه المنطقة الخطرة علي المجتمع وأمنه واستقراره وأخلاقياته! وعلي الرغم من أن مصر تفخر بأنها تملك أكبر عدد من مستخدمي النت في المنطقة العربية, فإنها عانت في الفترة الأخيرة إساءة استخدام البعض لهذه الوسيلة, حيث باتت مواقع الإنترنت العالمية الشهيرة مثل يوتيوب و فيس بوك ساحة مناسبة يستغلها ضعاف النفوس لبث الصور واللقطات الفاضحة, ولتبادل عبارات السب والقذف والتعليقات المبتذلة التي تسيء إلي مصر بالدرجة الأولي, بل وتسيء إلي هذه الوسيلة التكنولوجية الراقية التي يجيد الغرب المتحضر استخدامها بما ينفع مجتمعه, وانتشرت حملات وهمية تكالب علي إطلاقها علي النت بعض الشباب المصريين المندفعين بحثا عن الشهرة والإثارة, وربما من المستترين خلف أسماء مستعارة أو وهمية, بعضها يتضمن دعاوي تحريضية علي العنف أو علي نشر الأكاذيب. فهذه دعوات مجهولة المصدر لإضراب يعطل مصالح المجتمع, ولا نظير لها في أي بلد آخر علي وجه الأرض من بين ما تضمنته مثلا دعوة الصيادلة إلي عدم فتح صيدلياتهم, وهناك دعوة أخري إلي كتابة عبارات الاحتجاج ضد الحكومة علي أوراق النقد! وهذه اتهامات وبذاءات موجهة إلي مسئولين وشخصيات تتخطي حدود المعارضة المقبولة, وتقع كلماتها تحت طائلة القانون, أي قانون في العالم. وهناك مثلا لقطات مصورة منتشرة علي موقع يو تيوب الشهير تزعم اضطهاد المسلمين للمسيحيين في مصر, ولقطات أخري تصور انتهاكات مزعومة من الأقباط لإخوانهم المسلمين, والغرض منها معروف بالطبع, ووصل الأمر إلي درجة أن أحدهم تجرأ وبث علي البريد الإلكتروني فيلم فتنة المسيء للإسلام الذي تبرأت منه هولندا رسميا!