كالماء والهواء لايمكن الاستغناء عنه, هو القمح, تلك الحبوب النباتية التي تدخل كمكون رئيسي للخبز أهم عنصر في وجبات الطعام لكل سكان المعمورة بأغنيائها وفقرائها,فيبلغ معدل استهلاك الإنسان البالغ للقمح سنويا68.2 كيلو جرام وهو ما يعادل630 سعرا حراريا في اليوم, وهو ما يتراوح بين ثلث ونصف احتياجاته من الطاقة اي مايكفي لابقائه علي قيد الحياة, لذلك فإن الحصول علي القمح سواء بزراعته او استيراده هو الهدف الأهم لكل دول العالم, خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أسعاره وعدم ثباتها مما دعا بعض الدول للمطالبة بإنشاء منظمة عالمية تسيطر علي اسعار القمح, خاصة في ظل سيطرة بعض الدول الغنية المصدرة للقمح علي اسعاره, بالاضافة إلي النقص الكبير الذي عانت منه تلك الدول, والناتج عن الأحوال الجوية القاسية التي مر بها العام الماضي مما أفسد المحاصيل وادي إلي إنخفاض مخزون القمح العالمي وتضاعف أسعاره عدة مرات خاصة في ظل ارتفاع أسعار البترول واستخدام حبوب الذرة والقمح والشعير لاستخلاص الوقود الطبيعي, وانتشار الامراض التي قد تصيب المحاصيل والذي يعد من اخطرها صدأ القمح. وفي تقرير أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو, أوضحت خلاله ان التوقعات تشير إلي زيادة كبيرة في إنتاج العالم من الحبوب في العام الحالي. في حين أن أسعار معظم أصناف الحبوب سوف تواصل الارتفاع, وتأتي هذه الزيادة في الإنتاج كنتيجة للزراعة الشتوية للحبوب, وبفضل الأحوال الجوية المناسبة لدي الدول غزيرة الإنتاج في أوروبا, والولاياتالمتحدةالأمريكية,كما اكد التقرير ان هناك زيادة متوقعة في كميات محاصيل القمح لدي الكثير من منتجي القمح في العالم متوقعا بأن تصل كمية إنتاج القمح عالميا إلي646 مليون طن خلال العام2008. كما كشف تقرير دولي صادر عن المجلس العالمي للحبوب عن أن حجم الإنتاج العالمي من القمح في العام الماضي بلغ603 ملايين طن, بينما يبلغ حجم الاستهلاك611 طنا, مما يؤكد وجود فجوة بين معدل الإنتاج والاستهلاك العالمي تعانيها الدول الفقيرة علي الاخص, وإذا نظرنا إلي أكبر منتجي القمح في العالم نجد الاتحاد الأوروبي في المقدمة, ويبلغ إنتاجه122 مليون طن, يليه الصين وتنتج106 ملايين طن, ثم الهند75 مليون طن, والولاياتالمتحدة56 مليون طن, وروسيا48 مليون طن.كما تعد الولاياتالمتحدة هي أكبر مصدري القمح وتصدر32 مليون طن, ثم كندا15 مليون طن, وروسيا12 مليون طن, والاتحاد الأوروبي10 ملايين طن, ثم الأرجنتين10 ملايين طن أيضا. أما أكثر دول العالم في استيراد القمح فنجد ان مصر اصبحت الاكثر استيرادا, حيث استوردت العام الماضي6.8 مليون طن من القمح من جهات مختلفة أهمها الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا, بعد ان كانت تصدر القمح إلي أوروبا وغيرها حتي منتصف القرن الماضي, يليها الاتحاد الأوروبي, يستورد6.5 مليون طن, ثم البرازيل6.4 مليون طن, واليابان5.5 مليون طن, وإندونيسيا5.4 مليون طن. وتعد مصر والاردن والجزائر هي أكثر دول منطقة الشرق الاوسط استيرادا للقمح.