إحتلت إيران والعراق والقضية الفلسطينية والإقتصاد الأمريكي الصدارة في خطاب الرئيس جورج بوش السنوي الثامن والأخير عن حالة الاتحاد . فعلي صعيد الازمة الايرانية ، اتهم بوش قادة ايران بقمع الشعب وعرقلة مسيرة الحرية في الشرق الأوسط وتمويل وتدريب الجماعات المسلحة في العراق ودعم من وصفهم ب"إرهابيي حزب الله" ومساندة محاولات حماس لتقويض جهود السلام في "الأراضي المقدسة". وطالب طهران - التي إتهمها بالعمل على تطوير صواريخ طويلة المدى وتطوير قدراتها على تخصيب اليورانيوم وصولا الي تصنيع أسلحة نووية- بالاقلاع عن حلمها النووي قائلا "ضعوا جانبا الطموحات النووية واوقفوا القمع في بلادكم واوقفوا دعمكم للارهاب في الخارج حتي نستطيع بناء حوار". وحذر بوش من أن بلاده ستواجه من يهددون قواتها وستقف بجوار حلفائها وستدافع عن مصالحها الحيوية في الخليج "الفارسي". ولفت الرئيس الامريكي الي ان سياسة بلاده الخارجية تقوم على وعد واضح يتمثل في الثقة في أن الشعوب حينما تمنح الفرصة فإنها ستختار مستقبل الحرية والسلام. وحول الشأن الفلسطيني ، تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش مجددا بالعمل على التوصل إلى اتفاق يحدد ملامح الدولة الفلسطينية بنهاية العام الجاري. وأكد أن الولاياتالمتحدة تتصدى لقوى التطرف في "الأرض المقدسة" واعتبر أن انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية أحد أسباب الشعور بالأمل في مواجهة الإرهاب وتحقيق رؤية الدولتين ، خاصة وان القيادة الحالية لإسرائيل تدرك أن قيام دولة فلسطينية ديمقراطية ومسالمة سيكون مصدرا للأمن الدائم. وتعهد بوش بمواصلة الحرب على الارهاب ، معربا عن أسفه لما شهدته الساحة العالمية علي مدي السنوات السبع الماضية من مأس من تاريخ التحرر من جورجيا إلى أوكرانيا ثم من لبنان إلى أفغانستان فالعراق ، فضلا عن حشود حشود العزاء في لبنان وباكستان لأبرياء خطفتهم يد الاغتيال . هيلاري كلينتون تستمع لخطاب بوش وحول مأزق العراق ، إعترف بوش بأن من وصفهم ب"الأعداء" نجحوا في إغراق العراق بحالة من الفوضى حتى عام 2006 إلى أن راجعت الولاياتالمتحدة استراتيجيتها وغيرت نهجها ودفعت بمزيد من القوت إلى بلاد الرافدين بالعمل مع العراقيين لحماية الشعب وتعقب العدو في معاقله وحرمان الإرهابيين من أي ملاذ آمن في البلاد. وأشار الي انه كان للقاعدة أكثر من ملاذ آمن في العراق خلال الماضي حتى أنها كانت تعرض على القوات الأمريكية ممرات آمنة للخروج من البلاد بينما أصبحت القاعدة تبحث عن ممر آمن للخروج من العراق الآن بعد إخراجهم من كافة معاقلهم القوية. وأكمل بوش انه بفضل هذا التقدم بدأت الولاياتالمتحدة في تطبيق سياسة الخروج من العراق حيث بدأت القوات الإضافية في العودة بالفعل. وعدد بوش الإنجازات التي لم يكن في الخيال تحقيقها لولا التعزيزات العسكرية الإضافية من الجانبين العراقي والأمريكي حيث تراجعت الهجمات الإرهابية وانخفض عدد الضحايا بين المدنيين ومعه عمليات القتل الطائفي وقال "حينما التقينا العام الماضي كانت الميليشيات المتطرفة التي تلقى بعضها التدريب والتسليح من إيران تعيث فسادا في قطاع كبير من العراق وبعدها بعام قامت قوات التحالف بقتل واعتقال المئات من هذه الميليشيات وأدرك العراقيون أن هزيمة مقاتلي هذه الميليشيات هو أمر مهم للغاية لمستقبل هذا البلد." وإعتبر هزيمة القاعدة وطالبان في أفغانستان مطلبا مهما لأمن الولاياتالمتحدة ، مؤكدا الحاجة لإرسال 3200 جندي اضافي من مشاة البحرية الي افغانستان للمساعدة في قتال طالبان وتدريب الجيش والشرطة الافغانيين. وعلي الصعيد الداخلي ، حث بوش الكونجرس على إقرار قانون يسمح لاجهزة الاستخبارات الامريكية بمراقبة الاتصالات الهاتفية التي يتلقاها الأمريكيون من الخارج سواء عبر الهاتف أو الإنترنت مذكرا بأن القانون سينتهي العمل به الجمعة القادم ، وطالب بمنح شركات الاتصالات التي تشارك في برنامج التصنت الحصانة الكافية لحمايتها من أي دعاوى قانونية قد تكلفها مليارات الدولارات. وتثير هذه الخطوة - التي تهدف الى احباط هجمات ارهابية- قلقا بين الديمقراطيين من ان حقوق الخصوصية للامريكيين قد تنتهك. يأتي خطاب بوش في الوقت الذي يقوم فيه الامريكيين بإصدار أحكام على ما حققته رئاسة بوش فيما يتطلع شعبه لمعرفة الرئيس الأمريكي القادم . وخصص الرئيس الامريكي جزء من خطابه السنوي للحديث عن الاقتصاد الامريكي الذي يواجه مخاطر الركود علي خلفية أزمة الرهن العقاري وتراجع سعر صرف العملة الخضراء قائلا "اقتصادنا يمر بمرحلة صعبة لكني أطمئن الامريكيين على مستقبل النمو الاقتصادي للبلاد على الامد الطويل" في خطوة لتهدئة أعصاب الأمريكيين بشأن جهوده لانقاذ الاقتصاد الأمريكي والبقاء على صلة بنبض الشارع خلال عامه الأخير في البيت الأبيض. ويسعي بوش في سابع خطاب له عن حالة الاتحاد الي اقناع الأمريكيين ببرنامج لتحفيز الاقتصاد قيمته 150 مليار دولار في محاولة لتجنيب البلاد حالة كساد في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من ارتفاع أسعار النفط وركود في سوق العقارات. ويحاول بوش الآن تفادي جهود بعض الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتوسيع نطاق الخطة لأكثر من مجرد التيسيرات الضريبية وتقديم حوافز استثمارية وضعها بوش بالتشاور مع زعماء مجلس النواب الاسبوع الماضي. وحث الرئيس الامريكي الكونجرس على المساعدة في تقديم المزيد من المعونات الغذائية للدول الفقيرة عن طريق شراء المزيد من المحاصيل من الخارج في محاولة لكسر حلقة المجاعة. وتعد الولاياتالمتحدة أكبر مقدمي المعونات الغذائية في العالم وتلزم الان جميع برامج المساعدات الغذائية بأن تشتري المحاصيل الامريكية وتشحنها الي الخارج وهو اسلوب مكلف ويمكن ان يبطيء تسليم المعونات لشهور، كما تسعى الادارة منذ سنوات الي تغيير قواعد شراء المعونات الغذائية لكنها فكرة لا تلقى قبولا لدى شركات الشحن ومنتجي السلع الامريكيين الذين يستفيدون من النظام الحالي. ولم يتمكن مسؤولو الادارة من اقناع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الذين أقروا العام الماضي مشاريع قوانين تحدد سياسة المعونات الغذائية للسنوات الخمس القادمة بالسماح بشراء ما يصل الي ربع المعونات الغذائية الطارئة من الخارج.