في زيمبابوي أعيد افتتاح فندق شهير مؤخرا يقع في شارع رئيسي في العاصمة هراري. فبعد سبع سنوات من المنفى في أستراليا، عاد مالك فندق إليفنت إلى البلاد، ويريد أن يستعيد ممتلكاته المصادرة في إطار الإصلاح الزراعي. تغيرت الحياة كثيرا أثناء غيابه وأصبح الفندق خاويا. لاضير في ذلك، المهم أنه عاد. وسرعان ما عاد سبعون من موظفيه إلى عملهم في الفندق في أيام قليلة. إن رياح التغيير بدأت تهب على زيمبابوي، فللمرة الأولى منذ استقلال ما كانت تسمى في الماضي روديسيا البريطانية، يشعر البيض والسود أنهم متحدون. فجميع المواطنين الأغنياء منهم والفقراء، لا يتبادلون سوى جملة واحدة: يجب على بوب (روبرت موجابي) أن يرحل. بعد مرور سبعة أيام على الإنتخابات الرئاسية لم تصدر اللجنة الإنتخابية أي مؤشر حول نتائج هذه الإنتخابات. وإكتفتبنشر حصيلة الإنتخابات التشريعية التي خسر فيها حزب الرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي الأكثرية البرلمانية التي إحتفظ بها طيلة السنوات ال28 الماضية. وبالأمس أعلن الحزب الحاكم بعد اجتماع استمر خمس ساعات أنه سيساند روبرت موجابي في جولة انتخابات ثانية إذا اقتضى الأمر مثيرا مزيدا من البلبلة، كما أعلن إعادة فرز الأصوات في المناطق التي أثارت اعتراضا حول نتيجة الانتخابات بها. الزيمبابويون يكتنفهم الشك :" لقد انتظرنا عشرين عاما، ومستعدون للانتظار ثلاثة أسابيع إضافية، لكن الجميع يعلم أن موجابي يسعى للتزوير من جديد" يقول روي، 52 سنة، محارب قديم أثناء حرب الاستقلال، ويضمر كراهية شديدة لموجابي. ويواصل روي قائلا " لقد انهارت البلاد بسببه، لا يمكن للناس أن يتحملوا أكثر من ذلك، إن سعر الخبز يتغير كل يوم، آخر مرة ذهبت إلى الطبيب تكبدت 240 مليون دولار زيمبابوي، ولا يوجد دواء في المدينة. حتى المواصلات تعدت القدرة الشرائية، فلكي أذهب لزيارة زوجتي وابنتاي في بولاوايو أدفع 500 مليون دولار زيمبابوي. الآن أصبحنا لا نسافر إلا لحضور الجنازات". وروي يعتبر من أصحاب أفضل الدخول في القرية مع أنه يتقاضى فقط 32 يورو في الشهر. لكن ليست الأسعار هي السبب فيما يعتصر روي من مرارة، وإنما السياسة. فهو ينحدر من قرية ماتابليلاند في الجنوب حيث خلفت المواجهات المستمرة بين الشونا (أنصار موجابي) والنديبيلي، عشرة آلاف قتيل منذ عام 1983". ومثل كثير من الزيمبابويين لن يغفر روي لمن تلطخت أيديهم بالدماء، فعندما يحين وقت التغيير ستدق ساعة العقاب. ولهذا السبب استغرقت المفاوضات حول الانتخابات كل هذه المدة. فالمسؤولون في الشرطة والجيش يريدون ضمان عدم محاسبتهم للجرائم السياسية التي ارتكبوها باسم الحزب الحاكم. فروبرت موجابي يتفاوض من أجل خروج مشرف من الحكم. إنه يريد التأكد من أنه لن يحاكم بسبب مذابح ماتابليلاند.