أحيا أبناء الشعب الفلسطينى الأحد الذكرى ال 32 "ليوم الأرض" تأكيدا للتمسك بالأرض الفلسطينية فى مواجهة مخططات الاحتلال وتخليدا لذكرى ستة شهداء سقطوا برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال تظاهرات 30 مارس عام 1976 . وقد نظمت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل الخط الاخضر عدة تظاهرات ومسيرات استكمالا لفعاليات كانت قد انطلقت داخل الخط الاخضر منذ أول أمس وأبرزها مسيرة يافا، لإحياء هذه الذكرى . كما شهدت مختلف القرى والمدن العربية داخل الخط الأخضر نشاطات واجتماعات وبرامج تثقيفية لطلاب المدارس لإطلاعهم على ما يعنيه يوم الأرض وعناوينه الرئيسية . وفى الضفة الغربية، خرج مئات الفلسطينيين فى مسيرات عمت معظم محافظات الضفة بمناسبة هذه الذكرى واحتجاجا على استمرار مصادرة الأراضى لصالح بناء جدار الضم والتوسع العنصرى ومنددة بالحواجز العسكرية الإسرائيلية . ففى الخليل جنوب الضفة الغربية نظمت اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار بالتعاون مع التوجيه السياسى والوطنى اليوم ندوة حول "يوم الأرض" تحدث خلالها المشاركون عن سياسات الاحتلال الإسرائيلى فى تهويد الأرض الفلسطينية، مؤكدين أن الصراع يأخذ طابع السيطرة التامة على الأراضى ونفى الطرف الآخر وهو ما تتبعه سلطات الاحتلال بشكل مباشر ومبرمج . وتطرق المتحدثون إلى جدار الضم والتوسع الذى أقامته إسرائيل والتهم آلاف الدونمات من أراضى المواطنين فى الضفة الغربية . مشيرين إلى المخاطر المترتبة على الاستمرار فى بنائه . وبالنسبة لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية قمعت قوات الاحتلال ظهر اليوم مسيرة جماهيرية شارك فيها المئات من مؤسسات المجتمع المدنى الفلسطينية ومنعتهم من الوصول إلى حاجز حوارة جنوبالمدينة وأطلقت العشرات من قنابل الغاز لتفرق المشاركين بالقوة واعتقلت مواطنين اثنين أحدهما طالب فى جامعة النجاح الوطنية وأفرجت عن الآخر بعد وقت قصير من اعتقاله . ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وشعارات تمجد يوم الأرض وتدعو للوحدة الفلسطينية وإزالة الحواجز الإسرائيلية . وقد أشادت حركة "فتح" فى بيان أصدرته مفوضية الإعلام والتعبئة بمناسبة ذكرى يوم الأرض بصمود الشعب الفلسطينى فى أرضه وتشبثه فيها وارتباطه بحقوقه وعبقريته فى فن البقاء والتطور والنهوض والتقدم المستمر. وعبرت الحركة عن اعتزازها لذكرى دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الأرض ..وشددت على أن الشعب الفلسطينى يحتفل بهذه الذكرى تأكيدا على ثبات الحق وترسيخا لصمود الذاكرة وثقة بالمستقبل الذى تعود فيه الحقوق لأصحابها رغم ليل الظلم والقهر والاحتلال. وأشارت إلى أن فعاليات ذكرى يوم الأرض انطلقت هذا العام من مدينة يافا عروس البحر المتوسط .. حيث تعيش 500 عائلة فلسطينية وهى تقاوم محاولات ومؤامرات الاقتلاع على امتداد ال 60 عاما الأخيرة منذ النكبة وتقف هذه العائلات ومعها دعم كل الشعب داخل أراضى ال48 فى وجه العنصرية الإسرائيلية البغيضة. وبدوره , قال الناطق الإعلامى باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد "إن ذكرى يوم الأرض تؤكد على الاستعداد الدائم للتضحية من قبل الشعب الفلسطينى فى مواجهة "التغول الاستيطانى" الذى ينهب الأرض الفلسطينية ومواجهة تهويد مدينة القدس وفصل مدن الضفة عن بعضها عبر الجدار العنصرى". وأكد أبو مجاهد - فى بيان صحفى الاحد - على أن الاستيطان هو بمثابة عدوان إسرائيلى مستمر ومفتوح وعنوان لمعركة تستهدف الوجود الفلسطينى ويجب على جميع فصائل المقاومة مواجهته بكل ما تملك من وسائل وأدوات تردع العدوان والاستيطان وتفشل كل مشاريعه التوسعية.