تبدو شوارع نابولي أنظف من اي وقت مضى لكن عدد السائحين الذين يرونها أقل بعدما ابعدتهم صور أكوام قمامة ضخمة وذهب معهم أكبر مصدر للدخل في المدينة الايطالية الجنوبية. وفي نهاية العام الماضي اعلن امتلاء مستودعات القمامة في نابولي لتضطر الاسر لالقاء المخلفات في الشوارع مما دفع الحكومة لتعيين مسؤول لعلاج مشكلة القمامة والسيطرة على الأزمة الناجمة عن سنوات من الضعف الحكومي والجريمة المنظمة. وبعد مرور أكثر من نصف المدة المحددة للقيام بمهمته في غضون 120 يوما طهر رئيس الشرطة الوطنية السابق جياني دي جينارو الشوارع بارسال القمامة لأماكن اخرى في ايطاليا واوروبا وإلقاء القمامة في مستودعات مؤقتة حتى يتم تجهيز مستودعات أو محارق جديدة. غير ان سكان محليين متشككين يعتبرون عملية النظافة اجراء مظهريا قبل الانتخابات العامة يومي 13 و14 ابريل نيسان ويقول أصحاب الفنادق انها محدودة للغاية وتأخرت أكثر من اللازم وان صورة المدينة اضيرت بالفعل. ويقول سيرجيو مايوني الرئيس التنفيذي لثلاثة فنادق فخمة على شاطيء البحر "كانت هذه الأزمة مدمرة." وتابع "ينبغي أن تعود بذاكرتك لانتشار الكوليرا لتتصور وضعا مماثلا "في إشارة لتفشي المرض في المدينة في عام 1973. واغلق فندق فيسوفيو المملوك لمايوني أحد مطعميه نتيجة لضعف الإقبال. وكان سعر الغرفة المطلة على خليج نابولي في الفندق 220 يورو (345 دولارا) في غير موسم الذروة. ويتوقع الفندق ألا تزيد نسبة الاشغال هذا العام عن 30 في المئة مقارنة مع 50 في المئة في 2007 بفارق كبير عن سنوات الرواج حول عام 2002 حين كانت نسبة الاشغال حوالي 80 في المئة. وعقدت أزمة القمامة مشاكل نابولي التي كانت تسعي بالفعل لتبديد سمعتها كمكان تتفشي فيه جرائم المافيا وجرائم الشوارع. وللتصدي للمخاوف بشأن الجريمة وزعت المدينة ساعات من البلاستيك مجانا على السائحين على أمل ان يتركوا ساعاتهم باهظة الثمن المغرية في خزنة الفندق. ويقول مايوني "اضف لهذه المشاكل سعر الصرف القياسي لليورو مقابل الدولار وستبدو النتيجة واضحة. "المدينة خاوية..لا يوجد سائحون.الحل .. نتخلص من القمامة." وفي الشوارع يدهش العدد القليل من السائحين الأجانب من اختفاء أكوام القمامة التي تجمعت في وسط المدينة قبل اسابيع قليلة. وفيما ترى نظافة ملحوظة في وسط نابولي وعلى شاطيء البحر فان أكوام القمامة مازالت موجودة في الضواحي والريف وهي المناطق الفقيرة التي لا تشملها برامج الرحلات السياحية. وتقول توموكو اوكورا وهي مرشدة سياحية تصحب مجموعة من السائحين اليابانيين ينتظرون معدية تنقلهم لجزيرة كابري "رأيت كميات كبيرة من القمامة على الطريق من روما إلى هنا." وأومأ افراد المجموعة السياحية بالايجاب حين سئلوا عما اذا كانوا سمعوا عن أزمة القمامة في نابولي قبل قدومهم إلى ايطاليا. وكان أيضا في انتظار المعدية كلاوديو فيلاردي خبير علاقات عامة ومستشار سياسي سابق عينته حكومة يمين الوسط الاقليمية مسؤولا عن السياحة في الشهر الماضي وهو أيضا مسؤول عن سياسة التخلص من المخلفات. واعترف فيلاردي بان علمية التطهير قد تثير شك بعض سكان المدينة. وقال "ينبغي أن تبدأ بالمناطق الوسطى ثم تتوسع خارجها. قد يدفع ذلك الأمر من يقيمون في المناطق التي تعاني منذ شهور للتشاؤم بعض الشيء ولكن يجب أن نكون عمليين ونضع خطة تحرز تقدما يوميا." ومن بين المتشائمين سيلفيو برلسكوني الذي جعل أزمة القمامة في نابولي موضوعا محوريا في حملته الانتخابية وحمل يسار الوسط الذي يتولي السلطة على المستويين المحلي الوطني مسؤولية أكوام القمامة التي وصفها بانها شوهت صورة البلاد بالكامل. واظهر استطلاع للرأي في الاسبوع الماضي ان "عامل القمامة" قد يكلف يسار الوسط الذي يهيمن على السلطة في منطقة كامبانيا في نابولي منذ عشر سنوات الانتخابات التي تجري الشهر المقبل. ويقول برلسكوني الذي سيقيم اخر تجمعاته الانتخابية في نابولي في منشور انتخابي "المهمة الاولي للحكومة المقبلة هي تحرير نابولي وكامبانيا من جبل المخلفات الذي دفنهما فيه الحزب الديمقراطي." "رويترز"