تحول النائب الهولندي جيرت فيلدرز الذي عرض على الانترنت فيلما ضد الاسلام متجاهلا تهديدات مسلمين وضغوط سلطات بلاده خشية حصول عواقب في العالم الى رمز اليمين المتطرف الهولندي الذي يرفع راية واحدة هي "الاجتياح" الاسلامي. واثارت وجهات نظره الحادة باسم الهوية الهولندية سجالات محتدمة في بلد يعتمد التوافق قاعدة منذ قرون. ووصل به الامر الى مهاجمة الملكة بياتريكس واصفا خطابها الداعي الى التسامح وتقبل الاخر في عيد الميلاد ب"مغالطات من باب التعددية الثقافية". وهو لا يأبه لتهديدات بلدان مثل مصر ولا لمحاولات العديد من الوزراء الهولنديين لحمله على التخلي عن مشروع تصوير فيلمه "فتنة" الذي يكشف على حد قوله "وجه القرآن الفاشي المحرض على العنف" منذ ان اعلن عنه في الخريف. وقال لشبكة فوكس التلفزيونية الامريكية في يناير الماضي "اعرف ان بعض الاشخاص قد يشعرون بالاساءة، ولو ان هذا ليس هدف الفيلم. لكن لا هم، هذه مشكلتهم وليست مشكلتي". وهو يعيش محاطا بالحرس الشخصي بعدما تلقى تهديدات بالقتل ويبقى مكان اقامته سريا. ودعا فيلدرز البرلمان الهولندي الى حظر القرآن الذي شبهه بكتاب هتلر "كفاحي" واعتبر انه ينبغي "تمزيق" بعض اجزائه. وتخشى السلطات الهولندية ان تثير المسألة ازمة مشابهة لازمة الرسوم المسيئة ويقول فيلدرز انها اوصته بمغادرة البلاد لفترة بعد بث الفيلم. درس فيلدرز البالغ من العمر 44 عاما الضمان الصحي في المعهد العالي للضمان الاجتماعي في امستردام وبدأ العمل السياسي في الحزب الليبرالي فكان مستشارا بلديا في اوتريشت (وسط) ثم نائبا وخرج من الحزب عام 2004 معتبرا ان مواقفه ليست يمينية الى حد كاف، ليؤسس حزبا جديدا. وهو كاثوليكي المنشأ غير انه ابتعد عن كنيسته ولم يعد يمارس شعائرها الدينية. ويدعو الى سياسة متشددة في مسألة الهجرة وهو من الذين دعوا الى رفض المعاهدة الدستورية الاوروبية في الاستفتاء الذي جرى حولها في هولندا ويعارض بشكل جذري انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي وقد نجح مرارا في الاستحواذ على اهتمام الاعلام. ويعتبره منتقدوه شعبويا ويرون طروحاته غير قابلة للتحقيق، غير انه يلقى تأييدا بين الخائبين من اليمين وشريحة من مؤيدي الزعيم الشعبوي بيم فورتوين الذي اغتاله ناشط من اليسار المتطرف. وفاز حزب الحرية الذي شكله بتسعة من مقاعد البرلمان ال150 في الانتخابات التشريعية الاخيرة في نوفمبر 2006 مما اعطى اليمين المتطرف قاعدة فقدتها مع هزيمة لائحة بيم فورتوين. واذا كان يبقى على هامش السلطة، الا انه يمثل قوة كبيرة على الساحة السياسية وهو يطرح مبادرات كثيرة تلفت الانتباه اليه ولو انها غير قابلة للتحقيق. ودعا بعيد فوزه في الانتخابات الى الغاء المادة الاولى من الدستور التي تنص على عدم التمييز. كما طالب بوقف فوري لهجرة المسلمين التي اعتبرها "اجتياحا" وبتجميد بناء المساجد والمدارس الاسلامية وبحظر الحجاب. يلقب فيلدرز ب"موزار" بسبب شعره الكث بالمصبوغ باللون الاشقر وهو متزوج من بلغارية. ويذكر الجدل القائم حول فيلمه بالسجال الذي اثاره عام 2004 فيلم "الخضوع" للمخرج الهولندي ثيو فان غوخ.