الأخبار: 16/3/2008 أمريكا تتهمنا بمعاداة السامية،...، وهو اتهام غير صحيح بل يثير السخرية لأن لا أحد يعادي نفسه، ونحن ساميون، طبقا لما هو متعارف عليه في علم الأجناس، ولذلك فلو احتكم هؤلاء الذين يتهموننا للعقل لما كان لهم ان يسقطوا في هذا الخطأ وقالوا كلاما غير ذلك. ولكن ذلك لن يحدث، لأن المقصود هو اتهام مصر والعرب بأي شيء. ونحن تاريخيا لم نكن أبدا ضد اليهود، ولم نكن نحن الذين مارسنا ضدهم الاضطهاد في أوروبا أو غيرها، كما لم نكن نحن بالقطع الذين نكلنا بهم واقمنا لهم المحارق،..، ولكننا علي العكس من ذلك تماما تعرضنا لعدوانهم، وعانينا من احتلالهم لفلسطين، ورغبتهم الدائمة في التوسع، وممارساتهم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. وإذا كان التقرير السنوي الصادر عن مكتب الشئون العامة بوزارة الخارجية الأمريكية يتهم مصر بالعداء للسامية، لمجرد اننا نهاجم جرائم إسرائيل المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، ونرفض الصمت الأمريكي علي هذه الجرائم، وآخرها تلك المجزرة التي مارسوها ضد الأطفال والنساء والشيوخ من مواطني غزة،...، فإننا نطالبهم ببعض الحياء. وفي هذا الاطار لن نتوقف أمام حقيقة أن هذا التقرير السنوي يخرج من مكتب خاص بوزارة الخارجية أقيم خصيصا حبا في إسرائيل ويرأسه أحد اليهود، الذي يعتبر أي نقد للممارسات العدوانية التي تقوم بها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني معاداة للسامية،...، ولكننا نسأل الخارجية الأمريكية التي تصدع رؤوسنا كل يوم بقضية حقوق الانسان والدفاع عنها،...، أليس المواطن الفلسطيني انسانا ايضا له حقوق تستحق الدفاع عنها؟! ونسألها كذلك أليست عمليات الاغتيال والقتل والتدمير التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والتي اتسعت لتشمل التهديد بإقامة محرقة في غزة، هي جرائم تستحق الإدانة، ويجب أن تتوقف،...، ام انها فوق المساءلة والحساب لمجرد أن مرتكب الجريمة إسرائيلي؟! أما بخصوص التدخل الفج في شئون الدول الأخري، والتصريحات التي تنطلق في كل حين من المتحدث باسم الخارجية الأمريكية وكذلك من بعض المسئولين الآخرين، وآخرها ما خص به مصر من ملاحظات سخيفة حول حقوق الانسان والانتخابات، فإننا ننصحه أن يحدثنا أولا عن حقوق الإنسان الفلسطيني الذي يتعرض للقهر والاعتداء كل يوم،...، أو حقوق الشعب العراقي الذي قالوا انه سينعم بالحرية والديمقراطية في ظل احتلالهم لوطنه فإذا به يقاسي من القتل والارهاب والدمار وفقد ما يزيد علي نصف مليون قتيل حتي الآن، ولاقي كل صنوف الاهانة والتعذيب في سجن ابوغريب وغيره علي ايدي جنودهم المدافعين عن حقوق الانسان. حقا ان لم تستح فقل ما شئت. المزيد في أقلام وآراء