"الاستخدام الرشيد والآمن للأدوية" ندوة توعوية ب"زراعة قناة السويس"    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    21 يوليو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    مع استمرار المقاومة ضد الاحتلال…الصراع بين إيران والكيان الصهيونى لن يتوقف    وزارة الشباب تستعد لإطلاق برنامج مواجهة الإضطرابات النفسية والاجتماعية للأطفال وأولياء الأمور بالتعاون مع الجمعية المصرية للدراسات النفسية    التعليم: فحص تحويلات الطلاب بالمرحلة الثانوية بين المدارس بعد العرض على اللجان المركزية    بزي "سبايدرمان".. وصول "ياسين" ووالدته محكمة جنايات دمنهور لحضور جلسة الاستئناف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 21-7-2025 في محافظة قنا    وزير الإسكان يتابع مستجدات تدشين منصتين لتنظيم السوق العقارية وتصدير العقار    انخفاض أسعار الدواجن اليوم الاثنين بالأسواق (موقع رسمي)    آخر تطورات أزمة سد النهضة، السيسي: قضية نهر النيل أمن قومي لمصر    ضربات إسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني    تحذير من هطول أمطار غزيرة في جنوب شرق تايوان    يوم الصفر.. اختراق عالمي يضرب عشرات المؤسسات الحكومية الأمريكية بسبب ثغرة في خوادم مايكروسوفت    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون سياسة واضحة    القوات المسلحة تهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة يوليو    انتصارات صعبة لفلامنجو وبوتافوجو وبالميراس في الدوري البرازيلي    ناقد رياضي يكشف تطورات صفقة وسام أبو علي بعد الأزمة الأخيرة    ألونسو.. الأمل في استعادة فينيسيوس لتألقه مع ريال مدريد    أسامة الأتربي مساعدا لأمين عام "حماة الوطن" بالقاهرة    دراسة إنشاء مصنع دواء مشترك بين مصر وزامبيا لتعزيز صناعة الدواء بالقارة السمراء    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر علي حريق مصنع زجاج بشبرا الخيمة| صور    انطلاق قطار مخصوص لتسهيل العودة الطوعية للسودانيين وذويهم لوطنهم بعد قليل    تحرير 566 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    عرض «افتح ستاير مسارحنا» يفتتح الدورة 18 من المهرجان القومي للمسرح المصري    مكتبة الإسكندرية توثق التراث المصري بسلسلة أفلام قصيرة موجهة للشباب    محافظ أسيوط يتفقد إدارات الديوان العام لرفع كفاءة الأداء    الصحة: تقديم التوعية بمخاطر الإدمان ل457 ألفا من طلبة المدراس ضمن مبادرة صحتك سعادة    اخصائية طب تقويمي: تأثير السكريات على القولون يسبب آلامًا في الرقبة    السبكي: نسعى لترسيخ نموذج متكامل للرعاية الصحية يقوم على الجودة والاعتماد والحوكمة الرقمية    الصحة: توعية 457 ألف طالب بمخاطر الإدمان ضمن مبادرة «صحتك سعادة»    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري اليوم 21 يوليو 2025    أحمد غنيم: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم    من داخل المتحف المصري رحلة عبر حضارة لا تنتهي    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 21 يوليو 2025    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين فى الإسماعيلية.. فيديو    "صعبة".. وكيل مصطفى شلبي يكشف تفاصيل انتقاله للبنك الأهلي    شهداء وجرحى فى قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    الزمالك يبحث عن عرض لرحيل أحمد فتوح في الميركاتو الصيفي    أحمد مجدي: شخصيتي في «فات الميعاد» تعاني من مشاكل نفسية مركبة ومتورطة في الظلم    مسيرة في تونس دعما للشعب الفلسطيني    كيف تتخلص من مرض التعلق العاطفي ؟    لكل ربة منزل.. إليك أفضل الطرق لتحضير مكرونة الميزولاند    المسلمون يصلون الفجر قبل وقته بساعة ونصف    مصروفات المدارس الحكومية 2025– 2026.. التفاصيل الكاملة وقواعد الإعفاء والسداد لجميع المراحل التعليمية    «الرقابة النووية» تُنهي جولتها التوعوية من أسوان لتعزيز الوعي المجتمعي    جريمة داخل عش الزوجية.. حبس المتهمة بقتل زوجها بالقليوبية    «الراجل متضايق جدًا».. مدحت شلبي يكشف سبب أزمة ريبيرو مع إدارة الأهلي    بعد مد فترة التقديم لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة.. «اَخر موعد للتقديم»    دعاء في جوف الليل: اللهم أجرني برحمتك واجبر بلطفك كسر قلبي    "شباب النواب" تثمن الضربات الاستباقية لوزارة الداخلية في دحر البؤر الإرهابية    نادية رشاد: أتمتع بحالة صحية جيدة.. وقلة أعمالي الفنية لضعف مضمونها    يوسف معاطي: لست ضد الورش التي تكتب السيناريوهات ولكنها لا تنتج مبدع كبير    لا تأخذ كل شيء على محمل الجد.. حظ برج القوس اليوم 21 يوليو    التليجراف: وزير الدفاع البريطانى سيعلن حملة مدتها 50 يوما لتسليح أوكرانيا    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    آدم كايد: حققتُ حلمي بالانضمام إلى الزمالك    أمين الفتوى: التقديم على شقق محدودي الدخل بغير وجه حق «حرام شرعاً»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: تنقية التراث.. دعوة خارجية مأجورة لتشجيع صدام الحضارات

بين أحكام أهل الذمة وهداية الحيارى فى أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم وفتح المعين فى اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية، التى تضمنت بلاغ الناشط الحقوقى نجاد البرعى ضد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، كان هناك الكثير من الكلام، والعديد من القضايا التى فرضت نفسها فى حديثنا مع الشيخ على عبدالباقى.
فالبلاغ رغم عدم تقليديته - وربما طرافته - حمَّل بشكل مباشر مجمع البحوث الإسلامية مسئولية إثارة الفتنة الطائفية بتقاعسه عن أداء مهامه فى تنقية كتب التراث فما حوته من إساءات للمسيحيين والديانة المسيحية!
ورغم أن الكتب الثلاثة بالفعل تحتوى على آراء وفتاوى متشددة تجاه الآخر، فإن تحميل مجمع البحوث المسئولية كاملة، كان أمرا مثيرا للغاية، خاصة أنها متداولة ومطبوعة منذ قرون، لكن هذا الأمر لا ينفى فى المقابل أن هناك مسئولية - أدبية على الأقل - لعلماء الدين الإسلامى عن حماية أفكار المسلمين مما علق بثوب الإسلام على مر العصور المختلفة، من أفكار شاذة وغريبة عن منهجه الوسطى.
الشيخ على عبدالباقى بادرنا قائلا: الحقيقة أن المجتمع المصرى يعج بالفوضى.. وهناك من يستخدم قضايا الحرية وقضايا الديمقراطية استخداما خاطئا، ولكي نعلم ماذا يدور فى المجتمع المصرى وماذا يراد منه وماذا يخطط له!.. لابد من الرجوع إلى كتاب صدام الحضارات الذى ألفه صمويل هنتنجتون.. وإذا اطلعنا على هذه النظرية نجد أن عناصرها تطبق فى الداخل بالفعل.
وما هى عناصر هذا التطبيق داخل المجتمع المصرى؟
- هناك عدة عناصر أولها: الهجوم على الإسلام.. وهذا هدف أساسى للقضاء عليه كما قضوا على الشيوعية.. والتشكيك فى ثوابت الدين الإسلامى ومنها كتب التراث التى يعتمد عليها.. التشكيك فى القرآن الكريم.. استخراج ما يثير الفتنة داخل الدين الإسلامى والطوائف التى تعيش فى بلاد الإسلام.. والتركيز على إحياء الفرق التى اندثر فكرها وهى تهدم فى الإسلام مرة أخرى.. والعمل على تفكيك الدول الإسلامية الكبرى إلى كنتونات.. والعمل على عدم تملك الدول الإسلامية تكنولوجيا متطورة وأسلحة متطورة.. وهذا موجز لما هو موجود فى الساحة وعندما نستطلع ما يحدث فى المجتمع المصرى نجد هذا هو التطبيق!
وماذا عن البلاغ المقدم ضد فضيلتك إلى النائب العام؟
- عندما رفع نجاد البرعى قضايا على الأزهر لأنه لم يقم بدوره فى تنقية كتب التراث من الشوائب ومن الدخيل ومن الإسرائيليات قلت أستغفر الله.. لأنه لو علم معنى كلمة تراث ما قال هذا.. فلو حذفنا منها شيئا لا يكون تراثا وإنما على مراكز الأبحاث وعلى نجاد البرعى وهو أحد المسلمين الغيورين أن يتعلم وهو ينفى ويقول للمسلمين هذا دخيل وهذا غير دخيل.لأن الأزهر يقوم بدوره على أكمل وجه حيث تناقش فيه منذ عشرين أو ثلاثين عاما، رسائل دكتوراة فى كلية أصول الدين تعمل على تنقية الدخيل فى التفسير فى الخازن وفى البغوى وفى القرطبى وفى كتب الحديث!
هل تقصد أن رسائل الماجستير والدكتوراة تنقى كتب الحديث؟!
- الرسائل ليست فى تنقية كتب الحديث.. لأن الحديث منقى وله علم مصطلح الحديث ومكتوب فى الموضوعات لابن الجوزى والكامل لابن الأثير.. فمشروع الحديث منذ بداية الدولة الأموية فى عهد عمر بن عبدالعزيز وهو موجود بهذه التنقية ولم توثق معلومة تاريخية فى التاريخ مثلما وثق علم الحديث.. وما يحدث الآن تشويه للحقائق، الثابتة، كل ذلك ويأتى نجاد اليوم ليتقدم ببلاغات للنائب العام ويشوه أكبر مؤسسة إسلامية يحترمها العالم الإسلامى كله وليس فى مصر وحدها.. ويدعى أن العلم له وأنه هو الغيور على الإسلام.. وهذا افتراء على الله سبحانه وتعالى لأنه لو خاف على دينه لسأل ماذا يصنعون فى الأزهر؟! ولحث المؤسسة أن تقوم بدورها بدلا من أن يتقدم ببلاغات، لكنهم يريدون الشهرة ويريدون الظهور، وهم بهذا مدفعون بأجر أو بغير أجر من الخارج، لأنهم يحققون ما حدد فى نظرية صدام الحضارات.
إذن.. أنت ترى أن هناك من يساعدهم على نشر هذا الفكر؟!
- يساعدهم العلمانيون.. فهم التقوا على هدف تشويه سمعة المؤسسة الكبرى وهم لايعلمون كيف يحترم العالم كله هذه المؤسسة.. حتى أمريكا نفسها فى أحيان كثيرة تستغيث بالأزهر!
وما الهدف من ذلك؟!
- هم يعرفون أن المؤسسة الدينية هى التى تكشف أهداف وأغراض هؤلاء.. فالأزهر يقف دائما للدفاع عن مصر.. وما يفعلونه هو ضرب للمجتمع من الداخل، لكن هذا جهد نحسبه عندالله لا نذيعه ولا نتباهى به لأن هذا هو دور وواجب الأزهر.. وانظروا إلى استقامة المجتمع فى مصر والمجتمعات التى حولنا مثل لبنان والجزائر والمغرب وغيرها.. انظروا إلى دور الأزهر الأمنى وكيف أنه يحافظ على أمن هذا المجتمع؟! وكل ما يفعله هؤلاء هو تشويه دور الأزهر حتى ينشروا مبادئهم!
وما هى أهم تلك المبادئ التى يتعاملون بها؟
- مبادئهم هى كل شىء لم يفعله الرسول! ويدعون إلى الأمور التافهة وكأن الدين الإسلامى دين يدعو إلى التخلف والرجعية، فى حين أنه يدعو إلى التنمية وإلى تطور المعيشة ووسائل الحياة ومجاراة العالم كله فى التقدم العلمى والتقنى والتكنولوجى.. هم لايفعلون شيئا سوى الهجوم باسم الدين لأنهم يرتزقون باسم الدين. ويريدون بذلك تشويه صورة الأزهر ليظهروا وكأنهم حماة الدين وناصروه.
تقصد أنهم يريدون النيل من الأزهر والاستيلاء على مكانته؟
- نعم يأخذون مكانة الأزهر ويدفنونه حيا غير مذبوح إن أمكنهم ذلك.. فعندما تجدين محاولة لنشر فكر الفرق الإسلامية المعاكس للإسلام كالبهائية الذين ظهروا وانتشروا فى المجتمع المصرى اليوم.. فهذا يخدم نظرية صدام الحضارات وضرب الإسلام والمجتمع المصرى من الداخل.. فهم يرفعون القضايا مطالبين وضع الديانة فى البطاقة (بهائى)، ونجد منظمات حقوق الإنسان تدافع عنهم وتقول من حقهم ذلك، وكل هذه جماعات تمول من الخارج وهى تعمل ضد الدين الإسلامى!
وأنا أتساءل حقوق الإنسان فيما مضى أم حقوق الإنسان فى المستقبل؟! هل يعملون لصالح حقوق الإنسان اليوم أم يعملون لصالح الإنسان من ألف عام مضت!
افهم من هذا أنك ترى أن هناك انحرافاً فى أداء منظمات حقوق الإنسان عن دورها الرئيسى وأنهم لايعملون لصالح إنسان المستقبل؟
- منظمات حقوق الإنسان تضرب المجتمع فى الصميم.. والدليل على ذلك كتاب بعنوان ازدراء الأديان قامت به إحدى منظمات حقوق الإنسان (رفض ذكر اسمها)، وضعوا فيه أحاديث للرسول ص وآيات قرآنية قالوا أنها تهاجم الدين المسيحى.. وهى جميعا نزلت فى مناسبات معينة، ووضعوا فيه أيضا مواقف من تاريخ الدولة الأموية والعباسية وحكام مصر ضد المسيحيين!! ومعظمها أحداث مختلقة ولا أساس لها وطبع الكتاب وتم نشره!
وكيف سمح الأزهر بنشر مثل تلك الأفكار؟!
- ليس كل كتاب ينشر يمر على الأزهر.. هم ينشرون ولا يهمهم أحد.. ولا يستطيع أحد أن يقف أمامهم، ولكن بالله عليك أنا كمصرى عندما أقرأ مثل هذا الكتاب ماذا سيحدث؟!
وماذا فعل الأزهر بعدما صدر الكتاب؟!
- الأزهر ليس جهاز أمن ولا شرطة! إنما هو مؤسسة تعليمية تربوية تبين الأمر فيما يطلب منها، ولكن على أولياء الأمر - المنوط بهم حفظ هذا المجتمع ورعاية مصالحه - أن ينتبهوا لذلك.
ولكن أين دور مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف أليس هو المسئول عن التصدى لمثل هذا الفكر ومنعه من التداول؟
- هذا الكتاب تم عرضه على الأزهر وأبدينا الرأى فيه ورفضناه، والذين عرضوه على الأزهر أخذوا رأينا فيه ولهم دور.. ونحن لا نتابع هذا الدور وليس من حقنا متابعته.. والكتاب جاءنا مطبوعا ومجلدا ومنشورا وبعد رفضه لا نعلم إن كان مازال منشورا أم تم جمعه من السوق.. هذه مهمة وزارة الداخلية وجهات الأمن.. فأنا ليست لى سلطة أن أذهب إلى المكتبات وأسأل لماذا يتم نشر هذه الكتب.. فالضبطية القضائية على الكتب ليس من اختصاصنا، ويكفى أنه عندما صدر لنا قرار بالضبطية القضائية من وزير العدل للمصحف الشريف صورونا فى الأخبار على هيئة شيخ يرتدى عمة وكاب فى آن واحد وقيل الأزهر مقصلة يقف أمام الفكر، وأصبحنا فى حيرة من أمرنا نعمل ونمنع أم نسكت؟! وهذا التخبط لابد من أن يستيقظ له المسئولون.
تقصد بالمسئولين الحكومة والوزراء؟
- لا.. أنا أقصد المسئولين الذين يملكون توجيه الرأى العام وعلى رأسهم الإعلام بالدرجة الأولى.. فعليه أن يوضح ويفضح هذه الوسائل التى تضر بالمجتمع حتى يعرف من لا يعى أو يفهم وحتى لاينقاد معظم أبنائنا خلف هؤلاء.. ونحن لا نملك فى أيدينا عصا سحرية ولو تعلمون مدى الاستغاثة بالأزهر من الدول الخارجية، وزراء يأتون بأنفسهم طالبين رجالا ومبعوثين من الأزهر ليضربوا الفكر المستورد على شعوبهم الذى بدأ فى نشر التشدد والعنف فى مجتمعاتهم فى أمريكا لطلب علماء ووعاظ من الأزهر، وتطالبنا بتدريب العالم كله لكننا نعمل بخطتنا وليس بخطة أحد فنحن نقرر ونعمل ما نقتنع به لأننا لسنا أداة فى أيدى أحد ولنا وزننا فى العالم أجمع!
هل معنى ذلك أن أمريكا تسعى لوضع الخطط للأزهر الشريف حول كيفية نشر الدعوة فى مختلف البلدان؟!
- نعم هذا حدث بالفعل من قبل، ولكن تم رفضه بالكامل.. فنحن كما قلت لسنا أداة فى أيدى أحد!
وما هى أهم تلك الخطط والمطالب التى قمتم برفضها؟
- بصفة عامة طلب من الأزهر أن يقوموا هم بدفع أجر الدعاة والوعاظ التابعين لنا على أن يذهبوا إلى أماكن معينة يريدونها مثل الأماكن الساخنة فى العالم وهم يدفعون الأجر.. وطبعا الجميع يعلم معنى أن تدفع أمريكا أو اليابان وإنجلترا.. فالأزهر لايساق ولاينجرف، وإذا دفعوا أجر الدعاة تكون ضربة قاضية للأزهر.. فالأزهر له ثقله فى نفوس المسلمين، والجميع يعلم مدى البغض والكره للسياسات الأمريكية، ومتى يعلم العالم الإسلامى أن أمريكا تشغل الأزهر فسوف يتراجع دوره ولن تقوم له قائمة!
فضيلتك قمت بشن هجوم شديد على من تقدموا ببلاغات للنائب العام.. فماذا عن الكتب التى تقدموا بأسمائها مثل كتاب هداية الحيارى فى أجوبة اليهود والنصارى لشمس الدين أبى عبدالله محمد ابن القيم الجوزيه وكتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم، وكتاب فتح المعين فى التعليق على اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية.. وقد قيل فى البلاغ أن هذه الكتب تتضمن تحريضاً ودعوة للتمييز بين المواطنين على أساس الدين وازدراء وتحقير الدين المسيحى؟!
- هذه الكتب مند قرون.. والمسيحيون موجودون منذ زمن بعيد فى العالم الإسلامى.. فمن أساء إليهم. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.. وإذا كان هناك من يسىء إلى المسيحيين اليوم وأؤكد اليوم نأتى ونمنعه بالحجة.
وهل تحمل هذه الكتب أقوالاً تسىء إلى المسيحيين كما جاء فى البلاغ؟!
- أنا لم أقرأ هذه الكتب.. فكتب التراث لا حصر لها.. وهى بالآلاف.. فهل أستطيع قراءة الآلاف من كتب التراث، لكن هؤلاء ينتقون ما يشوه الإسلام.. وأنا أتساءل هل هذا دور جمعيات حقوق الإنسان؟! هل من دور جمعية حقوق الإنسان أن تنبش ما ينغص العلاقة بين طرفى المجتمع؟!.. هل هذا دورها أم من المفترض أن تزيل هذه المنغصات وتعمل على توحيد الصف ونشر المحبة والمودة؟!
هل توجد جهات مختصة تقوم بتنقية التراث؟!
- هناك كتب من التراث تحمل بعض الضعف والخطأ أو الخزعبلات والخرافات وبعضها كتب تقترب من الشعبية حيث يعتمد عليها عامة الشعب فى التفسير مثل الإمام السيوطى فهل يتركها الأزهر بما فيها؟!
جمع الجوامع للسيوطى يحتوى على ما يقرب من المائة ألف حديث.. وقمنا بتخريج الأحاديث الموجودة به.. وقلنا هذا الحديث صحيح طبقا لما رواه البخارى ومسلم وكتب الصحاح، وهذا الحديث موضوع لأن فيه فلانا، وهذا حديث ضعيف، وهذا يسمى بالتحقيق والهدف منه بيان الغث من السمين فأى ضعف أو خطأ أو حكم أشرنا إليه فى التحقيق ووضعناه فى (الهامش)، لأننا لانستطيع حذف شىء منه، فإذا كان لابد من إعادة كتب التراث يكون عن طريق التحقيق.. وقد حققنا مثلا كتاب الإمام السيوطى فى 25 مجلداً يباع فى الخارج بثلاثة آلاف جنيه، ونحن نبيعه بثلاثمائة جنيه فقط!
ألا يخشى الأزهر من أن تثير بعض الكتب المنتشرة فى المكتبات والمليئة بالضغائن والأحقاد الفتن خاصة فى مثل هذا العصر؟!
- هذه الكتب عمرها فى المكتبات مئات السنين وقرأها كثيرون ولكنها لم تثر أى فتن لأن الذى يقرأ له عقل.. وأنا أتحدى هؤلاء أن يقولوا لى أى فتنة أثارتها هذه الكتب!
التنقية كلمة حق أريد بها باطل.. فعندما قالوا أن النصوص الدينية الإسلامية الموجودة فى كتب اللغة العربية تمثل عبئاً على المسيحيين وتم حذفها، تراجعت اللغة والمستوى رغم أن عظماء المسيحيين والبابا شنودة الذى هو رمز من رموز مصر تعلم على هذا المنهج وحفظ آيات القرآن الكريم ولم يؤثر هذا فى عقيدته.. وأتحدى أن يكون هناك مسيحى حالياً فى مستوى البابا شنودة ثقافة ولغة!
وإذا كان هناك من يحاول النيل من الأزهر عن طريق هذه الكتب فلماذا لايسد الأزهر هذه الثغرة؟
- لانستطيع، المؤسسة لها طاقة ولها جهود لكى تسد كل هذه الكتب من التراث وهذا يحتاج آلاف السنين، هذه الكتب تم تأليفها على مدى طويل جداً من السنوات ولكى نعمل على مراجعتها نريد خبراء وليس شخصاً يقرأ ويكتب مثل الذى قرأ هذا الكتاب.. هو يقرأ لكى يأتى بعيب فيه، ولايقرأ لكى يفهم.. فهل من الممكن أن تقول له خذه راجع ونقى وخرج وحقق؟!.. هذا العمل يحتاج خبراء وأساتذة متخصصين.
ماذا ستقول للنائب العام إذا قام باستدعائك؟
- أقول إن هذه الكتب موجودة منذ مئات السنين ولم تفسد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين والذى يقرأ هو صاحب عقل عليه أن يميز بين ماهو صحيح وماهو خطأ والإنسان عندما يقرأ كتاباً لايؤمن بكل أفكاره مائة فى المائة.. نأخذ فقط الذى نقتنع به وهذه ثقافة موجودة فى كل الأديان وفى كتب أوروبا اليوم يهاجمون الإسلام فالميديا الغربية دعمت العقل الغربى وقامت بتزويده بحقد وعداء للإسلام والمسلمين.. هل سنذهب إليهم ونرد عليهم أم نرجع إلى الوراء لتحقيق كتب التراث؟!
والمسيحيون والمسلمون يعيشون فى مصر أسرة واحدة وأنا عندما أسمع عن أضطهاد المسيحيين يحدث لى توتر فى أعصابى لأن هذا غير صحيح والتليفزيون السويدى كان يسجل معى منذ يومين ويقول لى أنتم هدمتم أبراج الكنائس فى مصر قلت له هذا لم يحدث وهذا افتراء وهو اتهام باطل وتشويه للحقائق ووجود المسيحيين واليهود فى الدولة الإسلامية إلى اليوم أكبر دليل على سماحة الإسلام واحترام حرية عقيدة الآخر.
وإذا ذهبت للنائب العام فسوف أطالب بمحاكمة هؤلاء لأنه ليس لهم الحق في هذا ويثيرون الفتنة بين أفراد المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.