أكد رئيس الوزراء المغربى عباس الفاسى أن سيادة بلاده على مدينتى سبتة ومليلية غير قابلة للتفاوض غير أنه أعرب عن أمله فى إجراء مفاوضات مع أسبانيا حول هاتين المدينتين. واوضح الفاسى وهو أيضا الأمين العام لحزب الإستقلال المحافظ أن زيارة ملك أسبانيا خوان كارلوس للمدينتين فى الآونة الأخيرة أثرت بعمق فى مشاعر المغاربة ، مشيرا إلى أنه ليس فى العالم الآن سوى أرضين يحتلهما الأجنبى هما فلسطينوسبتة ومليلية. وأشار رئيس الوزراء المغربى - الذى كان قد استدعى سفيره فى مدريد للتشاور فى أعقاب زيارة الملك خوان كارلوس للمدينتين - إلى أن إسبانيا هى ثانى مستثمر فى المغرب بعد فرنسا مؤكدا أن المطالبة باستعادة أرض والحفاظ على علاقات اقتصادية واجتماعية مع أسبانيا ليسا أمرين متضاربين. يذكر أن الزيارة المشار إليها أدت الى تصاعد الإحتجاج الرسمى والشعبى في المغرب عليها وتؤكد الرباط باستمرار على مغربية المدينتين وحقها فى استرجاعهما كجزء من ترابها الوطنى وأن الإحتلال مهما طال زمنه لا يلغى هذا الحق لكن الطرف الآخر لازال متمسكا بموقفه الرافض لأى بحث أو نقاش حول مستقبل المدينتين ويعتبره مسألة محسومة بإسبانيتهما. واحتلت الدولة الأيبيرية مدينة مليلية نهاية القرن الخامس عشر فيما احتلت سبتة عام 1580 فى إطار سلسلة الاحتلالات التى قامت بها لضمان سيطرتها الأمنية على ضفتى البحر المتوسط وورثت الدولة الإسبانية هذه الثغور بعد انهيار الدولة الأيبيرية وانفصال البرتغال عن إسبانيا. وسبتة ومليلية ثغران يقعان على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط وتعتبرهما إسبانيا الجزء الترابى الوحيد الذى يربطها بالقارة الإفريقية لكن الإتحاد الأوروبى الذى التحقت به مدريد عام 1986 رفض اعتبار المدينتين جزءا من التراب الأوروبى. وتبلغ مساحة مدينة سبتة 20 كلم مربع ويصل تعداد سكانها إلى 74 ألف نسمة بينهم 30 ألف مغربى فيما تبلغ مساحة مليلية 5ر12 كلم مربع وسكانها 57 ألف نسمة بينهم 20 ألف مغربى ، وتتشكل الجالية الإسبانية من الجنود وعائلاتهم بشكل رئيسى.