قال السيناتور بييرلافيت رئيس مؤسسة ووادى التكنولوجيا صوفيا انتبوليس بارك وعضو البرلمان الفرنسى ان مصر جديرة بالانضمام للشبكة العالمية للقرى الذكية بما لديها من مؤسسات قوية وجاهزة للتعاون فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتتحدث باللغة العالمية فى هذا المجال وعبر عن سعادته باستكشاف قدرات مصر فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واعرب عن رغبته فى التعاون بين المؤسسة وبين مصر فى هذا المجال لتحقيق المزيد من المكاسب من خلال التفاعل بين الحضارات المختلفة وتبادل الخبرات بين الجانبين وقد وجه الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدعوة للسيناتور "بيير لافيت" رئيس مؤسسة ووادي التكنولوجيا "صوفيا أنتبوليس بارك" لزيارة مصر العام القادم حيث سيشارك فى الاجتماع الخاص بالشبكة العالمية للقرى الذكية التى تقودها مؤسسته والتى انضمت إليها مصر. جاء ذلك فى حديث للدكتور طارق كامل مع ممثلى الصحافة الفرنسية فى مقر مؤسسة "صوفيا أنتبوليس بارك" وصف فيه السيناتور لافيت بأنه "الأب الروحى" للقرى الذكية على مستوى العالم والذى أسس أول قرية ذكية فى أوروبا وفى فرنسا فى الوقت الذى لم تكن فيه التكنولوجيا على قدر ما تشهده من نهضة فى هذه الأيام ولم يكن هناك آلية للشراكة بين القطاعين العام والخاص فى هذا المجال. وأضاف أن السيناتور "لافيت" قدم للعالم عام 1969 رؤية وآليات لربط القطاع الخاص بمراكز الإبداع والتطوير والجامعات والشركات الفرنسة وبدأ بها مؤسسة قائمة على شراكة مجتمعية فى صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التى كانت عندئذ تحبو على مستوى العالم فى نهاية الستينات ويستحق أعلى تقدير على ذلك. وأعرب الوزير عن إعجابه بمنهج فريق عمل وادى التكنولوجيا "صوفيا أنتبوليس بارك" وما يطبقه من آليات متميزة لتطوير صناعة التكنولوجيا على المستوى الدولى مشيرا إلى أن المؤسسة شرعت فى إنشاء شبكة دولية للقرى الذكية على مستوى العالم ومصر يسرها أن تشارك فى هذه الشبكة من خلال القرية الذكية بالقاهرة. وأضاف أن مصر كانت تتطلع منذ فترة طويلة أن يكون لديها مجمع للتكنولوجيا مثل وادى التكنولوجيا "صوفيا أنتبوليس بارك" حيث قام الدكتور أحمد نظيف بزيارته منذ 10 سنوات قبل أن يصبح وزيرا ثم رئيسا للوزراء كما زاره الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق منذ 15 عاما وتم تطبيق هذا النموذج فى إنشاء القرية الذكية المصرية التى تم إنشاء شركة لإدارتها من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص تربط بين الشركات الصغيرة والمتوسطة وبين الشركات العالمية فى مكان واحد قريب من أهرامات مصر. وأوضح أن أهم ما يتطلع إلى نقله إلى القرية الذكية فى مصر من نموذج وادى التكنولوجيا "صوفيا أنتبوليس بارك" هو اهتمامها بالشركات الصغيرة والمتوسطة لأنها عماد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما هو الحال بالنسبة للطبقة المتوسطة التى تمثل عماد المجتمع. وذكر الدكتور طارق كامل إن القرى الذكية ليست مجرد مبان جميلة وإنما هى عبارة عن مراكز للمحتوى الذى يعمل على التزاوج بين التمويل ورأس المال من ناحية وبين الإبداع التكنولوجيى من ناحية أخرى أو التزاوج فى التنمية التكنولوجية بين صناديق التنمية التكنولوجية ومراكز الإبداع والابتكار والتطوير من جانب وبين الشركات ومصادر التمويل من ناحية أخرى. وأضاف أن هذا التزاوج يمثل القيمة الحقيقية للمدن أو القرى الذكية مشيرا إلى أن مؤسسة "صوفيا انتيبوليس بارك" أنشأت شركة لإدارة هذا المجمع على مستوى المبانى والخدمات والطرق والتسكين والتأثيث وأوضح أن الجانب الأهم هو الجانب التنموى من الناحية التكنولوجية الذى يقدم قيمة حقيقية للاقتصاد القومى. وشدد الدكتور طارق كامل على أن أحد الأهداف الرئيسية لزيارة وفد ممثلى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى وداى التكنولوجيا "صوفيا انتيبوليس بارك" هو التأكيد على أن القيمة الحقيقية لمثل هذه التجمعات التكنولوجية سواء كانت قرى أو مدن أو غيرها تكمن فى القيمة المضافة التى تقدمها للاقتصاد من الناحية التصديرية أو الإبداعية أو من حيث التزاوج بين التمويل وبين الإبداع التكنولوجى مشيرا إلى أن هذا يمثل مستقبل العالم فى المرحلة القادمة. ونوه بأن تكنولوجيا المعلومات تمثل ثلثى أنشطة وادى التكنولوجيا "صوفيا انتيبوليس بارك" فيما تمثل القطاعات الأخرى تلث أنشطة هذا التجمع ومنها استخدام تكنولوجيا المعلومات فى المجالات الطبية إضافة إلى الطاقة الجديدة والمتجددة. وقد إنشأ وادى "صوفيا انتيبوليس بارك" لتكنولوجيا المعلومات عام 1979 وهو أحد أهم البقع العالمية في المتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ويضم ما يقرب من 30 ألف متخصص من أكثر 60 دولة ويقع على مساحة 20 كيلومتر مربع جنوبفرنسا. ويعد وادى "صوفيا انتيبوليس بارك" لتكنولوجيا المعلومات بمثابة محور للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات داخل فرنسا ويمتد من ميلانو في الشرق إلي فلنسيا في الجنوب الغربي لفرنسا ويتواجد به ما يقرب من 1276 شركة فرنسية وعالمية ما بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة متخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وشدد الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال لقائه بممثلى الصحافة الفرنسية على أن زيارته إلى فرنسا تستهدف إقامة شراكات وعلاقات قوية بين مصر وفرنسا وبين جنوب وشمال البحر المتوسط مشيرا إلى أن فرنسا يمكنها أن تلعب دورا هاما فى هذا الصدد خاصة وأن علاقاتها مع مصر متميزة دائما فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأضاف أن صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن تلعب دورا محوريا لنقل العلاقات والشراكات المصرية الفرنسية إلى مستوى جديد يحقق مصالح الطرفين وأشار إلى أن مصر لم تكن جاهزة منذ 10 سنوات لمثل هذا المستوى من العلاقات وأصبحت اليوم قادرة على الدخول فى شراكات كبيرة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى ومختلف المؤسسات المعنية. ونوه بأنه حرص على أن يبدأ زيارته إلى فرنسا بزيارة إلى وادى التكنولوجيا "صوفيا أنتبوليس بارك" على رأس وفد يضم حوالى 35 عضوا من مسئولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والهيئات المعنية بتطوير وتنمية صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر ومنها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وصندوق تنمية التكنولوجيا شركة القرى الذكية وعدد من ممثلى الشركات المصرية.